الثلاثاء 11/4/1446 هـ الموافق 15/10/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مجلس الأمن الدولي ... ينتفض لحكومة الظلم والفساد !!...عماد النصراوي

مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمعروف إعلامياً بـمجلس الأمن الدولي، يُعد أحد أهم أجهزة الأمم المتحدة ويعتبر المسؤول عن حفظ السلام والأمن الدوليين طبقاً للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة, ولمجلس الأمن سلطة قانونية على حكومات الدول الأعضاء لذلك تعتبر قراراته ملزمة للدول الأعضاء, وهنا نلاحظ إن هذا المجلس تكون سلطته على الحكومات وليس على الشعوب, وكذلك يقوم واجبه الأساس على حفظ الأمن والسلام الدوليين , لكن الغريب نجده ومنذ سنوات بعيد كل البعد عن واجباته, فلم نسمع بأنه قام بمساندة شعب على حاكم جائر, أو انتفض لشعب مظلوم !!.

فهذا الشعب السوري ومنذ سنوات يقتل ويباد على يد نظام دموي وبمساندة حكومات فاشية كروسيا وإيران فأين موقفه مما يحصل ؟ حتى ابسط العبارات لم نسمعها منه, فلم نسمع أنه أبدى قلقه أو أعرب عن خوفه عما يحصل في سوريا, وهذه اليمن ليست عنا بعيدة فأين مجلس الأمن وأين ممارسة مهامه لحفظ الأمن الدولي, وما جعلني اكتب هذه السطور هو إصداره اليوم قرارا يدين فيه التظاهرات العراقية ويؤيد الحكومة والبرلمان العراقيين الفاسديين ؟! وهذا ما يجعلنا نثير عدة استفهامات منها :

أليس من الغريب انعقاد مجلس الأمن في نيويورك اليوم وبتاريخ 6\5\2016 ضد تحرك شعبي وتأييدا لحكومة فاسدة وبدون طلب منها اصلا .. في حين يقتل الشعب العراقي كل يوم بالمفخخات والحروب والمليشيات والاغتيالات والاوبئة والامراض وكذلك التجويع الذي طال مدينة الفلوجة والمجازر التي حصلت في ديالى وفي باقي المدن العراقية المنكوبة ولم يعقد أي جلسة بخصوص النازحين والمهجرين الذين يرقدون عند حدود جسر بزيبز ويمنعنون من دخول عاصمة بلدهم , فلماذا لم نسمع بأي تحرك من قبل هذا المجلس بهذا الخصوص ؟!.

لماذا لم يعقد مجلس الأمن عندما احتلت داعش مدن العراق مثل الموصل والانبار؟ لماذا لم يدين مجلس الأمن التدخل الإيراني في الشأن العراقي اليوم وعلنا ؟ لماذا لم يدين قيام إيران بدعم المليشيات المسلحة والتي انتشرت في بغداد بعد التظاهرات الشعبية مهددة للسلم والأمن المجتمعي في العراق ؟ لماذا لم يدين هذا المجلس الفساد والسرقات والنهب والسلب من قبل سياسيي العراق المرتبطين بأمريكا وإيران وغيرها من الدول ؟ لماذا لم يدين المجلس فتوى الجهاد السيستانية التي دمرت العراق ورسخت الطائفية التي أنتجت المليشيات الإجرامية وساعدت داعش على البقاء والانتشار من خلال تحشيد لفتوى السيستاني التي زجت العراق في الفساد ورمت به في أحضان المليشيات الإيرانية الإجرامية, حتى باتت سلطتها أعلى من سلطة الدولة لتكون قوة تهدد أمن الدول المجاورة ؟!!

لكن هذا إن دل على شيء فانه يدل على إن مجلس الأمن مؤسس ضد إرادة الشعوب, وهو يعد نظرة استكبارية واستعلائية ضد الشعوب كما إن هذا القرار يبين إرادة هذا المجلس ببقاء التخلف والفساد والأمية والجهل في المنطقة ودعمه القوي والمباشر للحكام الفاسدين والطغاة المجرمين, فمجلس الأمن مؤسسة تدعم الفساد والعنف والقتل والدمار وقد ثبت خيانة هذه المؤسسة لكل المواثيق والعهود التي ألزمت نفسها بها.

 

عماد النصراوي

2016-05-06