الثلاثاء 1/6/1446 هـ الموافق 03/12/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الأثار الفكرية والسياسية للصراع الحزبي ....بقلم : احمد مهيب حمودة

 

 بداية مما لا شك فيه ان المجتمع العربي والاسلامي تعرض لحملات استعمارية على مر العصور ان هذه الحملات لم تكن حملات عسكرية فقط ولكنها كانت حملات استعمار فكري واقتصادي واجتماعي هذا الواقع ادى الى تكوين حركات التحرر والأحزاب تحت شعار مقاومة المحتل الا ان هذه الاحزاب اتسمت بشكل من اشكال التعصب والانقسام .

 

ولقد كانت المشكلة الرئيسية التي نتجت عنها سلبيات هذه الاحزاب ان كل جماعة فيها اعتبرت نفسها صاحبة الحق الوحيد في التواجد على مسرح الحياة بسبب تاريخها المجيد ونضالها العتيد .

من هنا لا بد من وجود آثار على هذه السلبيات ومنها الآثار الحزبية على الحالة الفكرية لافراد المجتمع ككل وعناصر الحزب بشكل خاص , فقد تحددت الحالة الفكرية والإنتاجات والمؤلفات والكتابات في حدود الجماعة أو الحزب فصارت الكتب والمنشورات مجرد عملية تكرار لأفكار وقادة الحزب واشادة بتضحياتهم وبطولاتهم وفي كل حال لم تنل مشكلات الشعب اي من اهتماماتهم سوى شعارات رنانة ووعودات واهمة ومقولات كاذبة لذلك خلق هذا التعصب نوعا من المطاردة الفكرية والاعتقال الذاتي والحصار العقلي ضد اصحاب العقول الناضجة والمستنيرة من رجالات الحزب وفرض عليهم الاقتصار على الحالة الفكرية وقواعد ومبادئ الحزب .

وآسفا على من يخالف هذا فيصبح عرضة للنفاق وربما العمالة مهما كانت مراتبهم . فكانت قوانين هذه الاحزاب الباطنة تمنع منعا باتا الاطلاع على فكر الأخرون او مجالستهم لاننا نحن المتفردون بالعمل والعطاء المساحة لنا والاصل نحن وهم خارجون وافراد المجتمع والحزب عليهم بالتنفيذ والاتباع ولا سيحرمون من صك الحزب وغفران الرب ولله في خلقه شؤون .

اما على صعيد الآثار السياسية سأختصر بقدر المستطاع بالحديث عنها بحيث يحللها الناضج ويفهمها العامة .

ان كل حزب قائم له نظام وأهداف محددة تبدو في البداية اهدافا وطنية تحررية الا ان هذه الاهداف تتحول تدريجيا بعد تحكيم رجال الفصيل في مناصب الدولة لذلك كان هناك نتائج مترتبة على هذه التحولات

1/ تنافس قادة هذه الاحزاب على السيطرة والقيادة

2/ هذا الجو يساعد المتسلقين على الانتساب لهذه الاحزاب وتحقيق مطامعهم

3/ ان العلاقات بين الاحزاب والحكومات صارت تتحدد حسب موقف الحكومة من الحزب فاذا قامت الحكومة بتحكيم رجال الحزب اشادوا بعدل الدولة والسلطة واذا لم يحظوا بهذا يجعلوا الحكومة موضعاً للتشهير  .

ومن الطبيعي ان تعكس هذه الصورة على الحياة الاقتصادية فالشعب اصيب بضيق شديد حتى الملح لم يسلم من الضريبة السياسية .

ان هذه الوقائع المريرة تتطلب منا تحرك سريع وواعي حتى يصبح الهدف التحرير فقط التحرير .

بقلم :احمد مهيب حمودة

2016-05-22