عملية تل ابيت الجريئة التي وقعت بالامس بالقرب من وزارة الدفاع الاسرائيلية،هي امتداد لانتفاضة "الوعي" وليس لانتفاضة "السكاكين" كما يحلو لاكثرنا توصيفها. صحيح ان انتفاضة الشباب الواعد كانت البديل عن التنظيمات "المهترئة" والقيادات المتجلطة والاكثر اهتراءا،لكن مطرقة الاحتلال وسندان السطة نجحا ولحد بعيد الى احتوائها،بعد اوغل الاحتلال بالدم الفلسطيني من خلال الاعدام اليومي للشباب المنتفض من جهة ولعدم رغبة ونية "القيادة الفلسطينية " بوقف التنسيق الامني مع الاحتلال. اسرائيل وبعد مايقارب سبعة عقود من الاحتلال ادركت ان ليس باستطاعتها ردع وترويض مقاومة الشعب الفلسطيني فعملت على تشديد الحصار على قطاع غزة بتواطؤ عربي لجعل "سلة" صواريخ غزة "فارغة" وكذلك عملت على ترسيخ التنسيق الامني بالضفة مع السلطة،حيث انها تريد "صراعا نظيفا" مع الفلسطينيين بدون اطلاق طلقة الا باتجاه رؤوس المنتفضين. لكن هيهات لها تحقيق ذلك حيث ان عملية "تل ابيب" التي وقعت بالامس ارسلت رسالة مزدوجة وواضحة باتجاهين ،الاتجاه الاول الى الاحتلال مفادها ان المقاومة باستطاعتها قلب قواعد المعادلة من خلال استخدام السلاح في الانتفاضة. الاتجاه الثاني الى ا"القيادة الفلسطينية" ومفادها ايضا ان هذه العجرفة والاستخاف بمشاعر الشعب الفلسطيني يمكن ان يوضع لهما حد،وذلك من خلال حراك شعبي واسع ومنظم يخرج من ضجيج صالونات "التحشيش الفكري" وذلك من خلال تفعيل وتوسيع عمل المقاومة الشعبية ،والمقاطعة ،مع تململ قواعد تنظيمات العمل الوطني،وآخرها تململ "47" عضو من اعضاء ثوري "فتح" والمطلبة بتصحيح االمسار من خلال عقد المؤتمر الحركي العام خلال فترة اقصاها ثلاثة شهور. فهل تفعّل المقاومة الشعبية وسلاح المقاطعة،وتلامسا تململ قواعد فصائل العمل الوطني لانتاج قيادة جديرة بالشعب وبالقضية؟ بكل تواضع اعتقد ان شباب الانتفاضة بوارد ذلك،ويجب على المتتبع القراءة مابين السطور جيدا.