الأحد 9/4/1446 هـ الموافق 13/10/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
حقيقة الواقع في فلسطين الجريحة...د. أسامة أبوجامع

في ظل قتامة الرؤية وصعوبة قراءة المشهد السياسي الهزلي وتصلب آراء المستفيدين من الانقسام يبقى الجرح نازفا ومستنزفا لكل الطاقات والامكانات التي يمكن لها ان تكون دعائم في بناء دولتنا المأمولة؛ ولو كان هناك معنيون في استمرار شعلة النضال والتحرر ولو ان هناك قيادة تنبض دماؤها بحب الوطن وأهله وأرضه ... لكُنَّا على قلب رجل واحد، نعلم  خيرنا وشرنا وحبيبنا وعدونا ومن لنا ومن ضدنا ومن صديقنا, ومن يستخدمنا وسيلة لأغراضه وسياساته فهيهات هيهات نساق كالأنعام أسرابا وندفع في الحروب فواتير التغرير وعدم الحنكة ومهاترات السياسة وتنافراتها بين قيادات لا تعي معنى الوطنية لوطن منكوب وشعب اصبح غير قادر على إعالة نفسة وأُوصدت في وجهه كل السبل, وها نحن نحذر من كارثة قريبة والذي لا يقنعه الكلام ينظر الى حال الاسواق، وحال العمود الفقري لشعب على قوارع الطرقات, بل وينتظر أن تخرج الأصوات هاتفة تريد ان تثبت ان ما يحدث لشباب هذا الوطن يحتاج الي رؤى متعددة ثاقبة يمكن لها ومن خلالها النهوض بواقعهم، الذي لا يلتفت إليه من بات غارقاً في الشهوات بفعل ما يحصله من الدولارات!!!, أليس الحل معروفا ألا وهو إنهاء الانقسام لترجع الأمور إلى سابق عهدها؟؟!, فالاستخفاف بحال الأمة وصل حدودا مخجلة وما بين التجاذب والتناحر هناك عشرات المبادرات المحلية والعربية والدولية العالمية- ومن عجب العجائب وسخرية القدر أن تظهر بعض دول العالم حرصها على جمع شمل شعبنا لإنهاء الانقسام, وقادته لا يعملون لذلك ألا يخجلون ألا يستحيون؟!!!,- ولا مجيب!!, وهنا التساؤل متى يمكن أن تتم المصالحة...؟!, ثم إنني اقول لكم وكما كررها قبلي في الشوارع والميادين وفي منابر الكلمة مخلصون يشعرون بحرقة جرح الوطن مواطنا وأرضا وقضية!!, عندما تؤكلون كالأثوار الثلاثة واحدا تلو الآخر, حيث أهديتم بانقسامكم أعداءكم أسمى ما يتمنون!!, فجزيتم عن شعبكم أسوأ ما كنتم تعملون, وسنترك كلماتنا نقشا في ذاكرة التاريخ لتذكروننا وأعينكم تفيض بدمع الندم والحزن زيادة وزيادة, وحينها تحمل كل نفس وزرها كاملا لا ينقص من أوزار الآخرين, ولربما البريق والأضواء تخدع أصاحبها فلا يسمعون صوت المنطق والعقل!!, لكن ما نكتبه هو شهادة عليكم بأننا نثرنا كلماتنا في كل مكان من أجل وجع الضمائر وألم القلوب واحتراق الأعصاب وتراكم الأحزان على الآمال الضائعة لأمة مناضلة خذلها أبناء الجلدة قبل أعدائها, هذه الأمة التي اسهمت في بناء حضارات الأمم قبل وجودها وكانت تُذِلُ ولا تَذِلُ وتحمل لواء القتال ضد دول عظيمة فما الذي جرى؟! سأترك الجواب لمن خذلوا هذا الشعب وضيعوه وللأعداء هو وأرضه وقضيته أهدوه وباعوه!!!، ومع هذا ستبقى أصواتنا ثائرة ولن نكل ولا نمل لأن المناضل من أجل وطنه وأهله وقضيته لا يعرف ذلك!!, وسنستمر في النضال ومعنا كل حر وشريف ليهزم الطغاة والظلمة والمتسلقون المنتفعون ونهتف جميعا ليحيى وطن العزة والكرامة :"فلتحيا فلسطين" لنخرج من هذا الواقع المظلم الأثيم إلى رحابة الأمل والحرية لشعب فلسطين.

2016-06-17