الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
تعاون إستراتيجي بين الأردن وإسرائيل لمواجهة التحديات

قال أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب البروفيسور آيال زيسر في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" إن الأردن يبدي قدرة على الصمود في وجه الهزات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، وتأثرت بها دول كبيرة مثل العراق وسوريا، الجارتين للأردن.

وأضاف أنه بالرغم من أن تلك الدولتين خضعتا لأنظمة دكتاتورية من قبل صدام حسين وحافظ الأسد، وبعده ابنه بشار، فإن الأردن الذي ظهر ضعيفا أمامهما، ولم يعامل مواطنيه بالقسوة التي عاناها العراقيون والسوريون، استطاع الوقوف على قدميه رغم كل ما يعصف بالمنطقة.

وذكر المستشرق الإسرائيلي الأبرز في القضايا العربية أن أسبابا كثيرة جعلت الأردن ينعم بالاستقرار الأمني الذي يسوده طوال السنوات الماضية، لعل أهمها الموقع الإستراتيجي الذي يحظى به، بوصفه دولة عازلة تفصل بين سوريا والعراق والسعودية وإسرائيل، وهو واقع دفع كل هذه الدول المجاورة للأردن للحفاظ على استقراره وبقائه، كما أن حالة الانتقاد والرفض الشعبي الأردني للسياسات السائدة في المملكة لم تصل إلى حد الغضب والكراهية التي حملها أشقاؤهم في مصر وسوريا تجاه حكامهم.

واستدرك الكاتب قائلا إن السنوات الأخيرة باتت تشهد أزمة اقتصادية يعيشها الأردن، بجانب تنامي الظاهرة الإسلامية، بالتزامن مع تدفق متلاحق لآلاف اللاجئين، ينضمون إلى الفلسطينيين الذين وصلوا المملكة بعد حرب 1948، وباتوا يشكلون نصف سكانها، ليشهد العقدين الأخيرين وصول أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ عراقي، ومثلهم من اللاجئين السوريين، وهو ما يضع عبئا جديدا على المرافق الاقتصادية في الأردن، وفي الوقت ذاته فإنه يذكر الأردنيين إلى أين قد تذهب الأمور في حال اندلعت توترات أمنية داخلية.
وأوضح زيسر أن إسرائيل والأردن تعيشان سلسلة طويلة من علاقات الصداقة وحسن الجوار منذ عام 1919، وأقاما مستويات متقدمة من التفاهم الفعال والتواصل المكثف، بما في ذلك على الصعيد الإستراتيجي، ونجحا في التغلب على كثير من الأزمات التي عرفاها معا، لا سيما بين حربي عام 1948 وعام 1967.

وختم بالقول إن التهديدات لم تتوقف باتجاه الأردن، وصلت مؤخرا إلى التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة، وبات الأمر منوطا بقدرة الملك عبد الله الثاني على تحقيق وعوده بالاستقرار السياسي والرخاء الاقتصادي لجميع الأردنيين، لا سيما العشائر البدوية، التي تعد العصب الحقيقي للمملكة.

2016-06-23