الإثنين 3/4/1446 هـ الموافق 07/10/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الإتفاق التركي الإسرائيلي و المفعول به...الدكتور ياسر الشرافي

 منذ عقود تطبق قاعدة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كسينجر في كيفية التعامل مع الملفات الخارجية ، بأن تضع تلك الملفات الساخنة تحت اليد و يتم إدارتها دون الإقتراب قيد أُنملة  من حلها ، حيث تصادر إرادة الشعوب المقهورة إلى أبعد مدى ، حتى لو إقتربت تلك الملفات  إلى مئة عام  دون الإستفادة منها ، حيث أصبحت هذه الإستراتيجية مسار لكثير من الدول ، في هذه الأوقات تم وضع اللمسات الأخيرة لتتويج الإتفاق التركي الإسرائيلي ، بإعادة العلاقات الدبلوماسية و الأمنية ، الإقتصادية و العسكرية إلى سابق عهدها ، بعد أن إنقطعت تلك العلاقات بسب الإعتداء الإسرائيلي على سفينة تركية كانت متوجهة إلى فلسطين بالتحديد لقطاع غزة ، لكسر الحصار المفروض على على هذه البقعة الصغيرة ، فهذا الإتفاق بإستثنائه  رفع الحصار عن غزة شكل صدمة لبعض الفلسطنيين البسطاء ، الذين لا يعلمون عالم السياسة و خباياها ، لأن علاقات الدول تُبنى على مصالح بعضها،و في أغلب الأوقات تتجاوز المباديء و الأخلاق و الدين ،  و تتطرق إلى مزيداً  من الكذب و النفاق ، حيث السياسة فنُ ممكن للحصول إلى ما تصبوا إليه تلك الدول ، يجب أن تُمسك ببعض الملفات الساخنة ، فالقضية الفلسطينية منذ الإحتلال الصهيوني لها كانت و مازالت تفتح شهية كثير من الأنظمة العربية و الإسلامية قبل أمريكا و حتى إسرائيل نفسها، للتحرش بها و بل المتاجرة بها إلى أطول مدى ممكن ، فهنا نتذكر  الإتفاق الإيراني الأوروبي الأمريكي قبل عام  ، و التي كانت قضايا مثل حزب الله و قطاع غزة و اليمن لتحسين شروط إيران بالتفاوض، لإغتنام أكبر فرصة في تأمين مصالحها الدولية و الأقليمية ، حتى دولة صغيرة مثل قطر إستغلت القضية الفلسطينية في أسوء صورها ، حتى تنال تنظيم كأس العالم لكرة القدم في عام ٢٠٢٢، و الآن يأتي دور تركيا لبسط موطن قدم في فلسطين منذ غياب الخلافة العثمانية ، تحت شعارات مغلفة "الحرية لغزة و الوفاء لفلسطين "، و ليست هناك اي ضيرُ اذا إختلطت دماء جزء من إخوتنا الأتراك مع الدماء الفلسطينية على متن سفينة مرمرة ، من أجل سلب عقولنا و قلوبنا  و إعطاءنا بعض المال السياسي ، حتى نسبّح بحمدهم و نُغرق العباد و البلاد بصورهم و سيرتهم العطرة ، و هذا لا يعيب تركيا أو أي لاعب سياسي على الساحة الدولية ، بل يعيب من هو دائماً مفعول به ، لأن كل شعب من حقه أن يفكر بمصالحه، و لكن نحن كفلسطينين أين نحن من مصالحنا ؟ ، لذلك وجب الإطلاع على مرآتنا حتى نعرف حجم البأس الذي يسكننا ،  و ما أقبح وجهونا عندما نكون ذكور على بَعضُنَا ، و أقل من عاهرة لمن يختلي بها لليلة من أجل جنيه أو شيكل أو دولار أو دينار أو على الدفتر!!!!

2016-06-27