الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
قيادي فتحاوي: "نتنياهو" مضلل وعلى الشعب الإسرائيلي إحداث تغيرات جوهرية بقيادته

 رام الله - هبه خضر:

قلل الإعلامي والباحث السياسي والقيادي في حركة فتح رامي الغف، من إمكانية وجود أفق سياسي يمكن التعامل معة في ظل إستمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني وإستمرار رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي "نتنياهو" وحكومتة الفاشية بالتمسك بمشاريعهم الإستيطانية ومخططاتهم العدوانية، داعيا بنفس الوقت المجتمع الإسرائيلي إلى ضرورة العمل من أجل إحداث تغيرات جوهرية في قيادتة، كي يتمكن الشبعان الفلسطيني والإسرائيلي العيش بسلام وتحقيق سلام حقيقي عادل وشامل بينهما.

ورأى القيادي في حركة فتح الغف أن ما يطرح في عهد حكومة نتنياهو، هو حل إنتقالي فقط ما يستدعي المجتمع الإسرائيلي بكافة طوائفه وألوانه السياسية وقواة المختلفة، العمل من أجل إحداث تغيرات دينماتيكية في قيادتة التي تشن الحرب والعدوان يوميا على الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يريد الحياة والإستقرار، بما يفتح المجال أمام أفق أوسع لتحقيق سلام يضمن نيل الشعب الفلسطيني كامل حقوقة التي أقرتها المواثيق الدولية.

وشدد الغف خلال حوار خاص وشامل على أهمية أن يمارس المجتمع الدولي ومؤسساته وهيئاته الدولية الرسمية العدل والإنصاف تجاه الشعب الفلسطيني.

واكد الغف حصول الشعب الفسطيني على الدولة كاملة السيادة ليس منة أو مكافاه من أحد بل هي حق مشروع من حقوقة، مطالبا حكومة نتنياهو بتأكيد جديتها إزاء عملية السلام معلنا ان ما تقوم به على الارض يبدد الثقة ويزيد الشكوك في نواياها الحقيقية.

وقال القيادي الغف إن على حكومة نتياهو إتخاذ خطوات لزيادة الثقة وإزالة الشكوك حول الرغبة في السير قدما نحو السلام، مؤكداً في الوقت نفسه أن الإحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاكاته للحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية للمدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة والضفة الغربية، وذلك بفرضه حصاراً شاملاً على مناطق قطاع غزة وإغلاقه للمعابر الحدودية وقصف وتدمير المرافق العامة والبنية التحتية وبيوت الموطنين العزل وتدمير الجسور والوزارات الحكومية، إضافة الى إضعاف الإقتصاد الفلسطيني وفرض الحصار العسكري والطبي والتمويني على المدن والقرى ومنع العمال من الذهاب إلى أعمالهم نتيجة الحواجز العسكرية وحجز الأموال والمستحقات المالية لدى الجانب الإسرائيلي وعدم السماح للمواد البترولية من دخول غزة لتمويل محطة الكهرباء الوحيدة، الأمر الذي جعل غزة تعيش في ظلام دامس منذ ما يقارب الثمانية اعوام.

وقال الغف أن الهدف من هذا كله هو إجبار الشعب الفلسطيني لقبول الأمر الواقع من جانب الإسرائيليين والتنازل عن الثوابت الوطنية الفلسطينية وهذا لم يحدث لأن الشعب الفلسطيني، شعب عزائمهم لا تلين متمسكين ومصرين على تحقيق حقوقهم المشروعة التي أقرتها كل الأعراف والقوانين الدوليه لهم.

وأشار الغف ان الحملة الإستيطانية على التراب الفلسطيني مستمرة وتأخذ منعطفا نوعيا عبر وتيرة متسارعة والتي تحاول إستباق الزمن والوقائع سواء في القدس التي تتغير معالمها يوميا ويتم قضمها شبرا شبرا أو في باقي الأرض المحتلة عموما والتي يلتهمها الإستيطان ويقطع أوصالها بنمو سرطاني متصاعد، مضيفا أن الشعب الفلسطيني تعرض لظلم تاريخي مؤلم وفادح بسبب تنافس وتآمر القوى الإستعمارية في المنطقة وهو يناضل منذ عقود طويلة من أجل التحرر والإستقلال، وعانى وما زال يعاني من أشد سياسات الإضطهاد والتمييز العنصري جراء إستمرار الإحتلال الإسرائيلي لأرضة ومقدساته.

وأشار الإعلامي والباحث السياسي الغف أن الإحتلال الإسرائيلي البغيض، هو آخر إحتلال عسكري إستيطاني في هذا العالم وعلى مدار كل هذه السنين مارس وما زال يمارس كل أشكال القمع والقهر والتعذيب والقتل والإغتيال والتهجير القسري ضد الشعب الفلسطيني من أجل إخضاعة وفرض الحل الذي يشرع ويكرس الاحتلال بإستيطانه وقوانينه لأرضه ومقدساته وثرواته.

وإعتبر الغف أنّ إستمرار قوات الاحتلال بإغلاق المعابر والمنافذ الحدوديه، يعبر عن سياسة صهيونية ممنهجة ومبرمجة تستهدف الإنسان الفلسطيني وتنتهك حقوقه المدنية والسياسية وهي عقوبات جماعية تفرضها سلطات الاحتلال لكسر إرادة الشعب الفلسطيني للنيل من صموده على أرضه وهي لا تعبأ بالأوضاع الإنسانية لسكان المناطق في ظلّ حصارٍ شامل.

وقال إن إستمرار قوات الإحتلال الصهيوني بسياساتها العدوانية وحصار المناطق المحتلة وتكرار إغلاق المعابر ما يهدد حياة المواطنين ويعرضها للخطر، كما أنّه يضعف أية فرصة لإحداث تنمية اقتصادية حقيقية في مناطق السلطة الفلسطينية ويمس بحياة الأطفال والشيوخ والطبقات الفقيرة داخل المجتمع الفلسطيني.

ودعا الغف إلي التحرك الفوري لوقف العقوبات الجماعية، التي تنفذها قوات الاحتلال بحق السكان الفلسطينيين، وإجبارها علي احترام التزاماتها بموجب الاتفاقيات الموقعة، ورفع الحصار المفروض علي قطاع غزة. وفي سياق متصل، مؤكدا ان إسرائيل غير قانعة باحتلالها فلسطين وسيطرتها العسكرية الكاملة عليها. لا، بل أثبتت إسرائيل بأوقح الأساليب أنها تريد ضمان استمرار الفلسطينيين بالعيش في أشد حالات الفقر المدقع.

اما فيما يتعلق بالسياسة الامريكية إتجاه المنطقة، قال القيادي الغف لقد أظهرت الإدارة الأمريكية ضعفا يضاعف من مساوئ إنحيازها وعدم نزاهتها، ما يجعل الإنسان الفلسطيني والعربي أمام السؤال حول أسس العلاقات مع الولايات المتحدة وآفاقها ومدلولاتها وهي تحاول اجراء الترتيبات الاقليمية من خلال خلق "شرق أوسط جديد" على مقاسها والتي تضمن مصالحها بدون الاعتبارات الاخرى بل وبدون اعتبارات هذه المصالح بشكل موضوعي اذا ما قيس الامر بعامل كيان الاحتلال.

وأشار الغف من هنا لا بد من وقفة تجاه الإنحياز الأمريكي وضعف إدارتها في ان واحد وفي ظل اجواء مماطلة ومراوغة حكومة نتنياهو حيث نجد ان الولايات الامريكية في بعض المواقف المفصلية تتبنى طرح حكومة نتنياهو المختل أساسا حتى لديها من خلال مخالفتة للإتفاقيات وطرح الأفكار المنطلقة تماما من موقف الإحتلال الاسرائيلي.

وفي السياق نفسة أكد الغف إلى أن نتنياهو وضعف الادارة الامريكية حيال كيان الاحتلال يضعفان الامور في طريق مسدود ويفرضان مرحلة التضحيات والالام. مشيرا الى انه لابد من مراجعة الحسابات ذاتيا واقليميا ودوليا.

وأشار القيادي الفتحاوي الغف وحيث إننا ونحن في هذا الإتجاه نؤكد إذا كان علينا في الاتجاه الذاتي ان نهيء انفسنا لكل الاحتمالات فيجب في الاتجاه الاقليمي اقامة معادلة جديدة عربية اسلامية تؤدي الى قرار عربي موحد يضع استراتيجية عمل جديد فالاخطار تهدد الجميع وليس أولها فلسطين وسوريا وليبيا وانما لبنان ومصر واليمن والعراق والاردن. بينما تبقى الإستحقاقات الفلسطينية ومحاولات تنفيذها بين اخذ ورد تتجاذبها المراوغة والتسويف والمماطلة الإسرائيلية وإسثمار ضعف الإدارة الأمريكية والكيل بمكياليين.

وطالب الغف الولايات المتحدة واللجنة الدولية بعدم الكيل بمكيالين والوقوف موقف المتفرج والمنتظر بل الانخراط الفوري في الجهود المبذولة لوقف العدوان والشروع في المفاوضات السياسية. كذلك طالب الأطراف الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة بإلزام دولة الاحتلال الصهيوني بحماية السكان المدنيين خاصةً وأنّ دولة الاحتلال ما زالت تسطير على المعابر وجميع مفاصل حياة الشعب الفلسطيني، داعيا المؤسسات والمنظمات والهيئات الدولية والإقليمية للتحرك العاجل والسريع لدي الهيئات الدولية لإلزام الصهاينة بوقف سياسة العقوبات الجماعية بحق الشعب الفلسطيني وإلزامهم باحترام التزاماتها الدولية.

وأكد القيادي الفتحاوي الغف إننا في حركة فتح دوماً على البقاء على الدرب حتى تحقيق حلمنا المشروع ومواصلة مشوار التحرر والاستقلال بإقامة دولتنا الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتأكيدا منا جميعا على الالتفاف والتمسك بالقيادة الفلسطينية ممثلة بالسيد الرئيس محمود عباس، لنواصل درب الرئيس الشهيد ياسر عرفات وحفاظا على العهد والوفاء له ولتضحياته في سبيل نيل حرية شعبنا واستقلاله، مؤكدا أن شعبنا سيواجه المخططات الإسرائيلية بتمسكه بالثوابت الوطنية والتفافه حول السيد الرئيس محمود عباس، لإفشال كافة المؤامرات الخارجية والداخلية التي تتساوق مع أهداف الاحتلال لعرقلة مساعينا الرامية لاستعادة كافة حقوق أبناء شعبنا المشروعة بتحقيق حلمنا الوطني.

وطالب الغف جماهير شعبنا لمساندة ودعم القيادة الفلسطينية ممثلة بالسيد الرئيس أبو مازن وعدم رضوخنا لكافة المؤامرات التي تحاك ضد الشرعية الوطنية، والتأكيد على تمسكنا بحقوقنا ووحدتنا الوطنية، ورص الصفوف وتوجيه أنظارنا وبوصلتنا تجاه المدينة المقدسة التي تتعرض لحرب إسرائيلية ممنهجة تهدف لإفراغها من سكان الشرعيين.

وفي نهاية اللقاء أكد القيادي الفتحاوي الغف أن الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية وشعبها وقواها الوطنية والاسلامية لا ولن يتنازلوا عن الحق الفلسطيني رغم التهديدات الصهيونية والامريكية المتواصلة، داعيا في الوقت نفسه الجماهير الفلسطينية للالتفاف حول الرئيس عباس وقيادته الحكيمة وتوحيد البوصلة نحو كل الثوابت الوطنية المقدسة، مشيرا في الوقت ذاته أن هذه التهديدات يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من طرف القيادة السياسية و يجب علينا جميعا أبناء الشعب الفلسطيني بكافة ألوانه وأطيافه التكاثف والالتفاف حول قيادتنا السياسية ممثلةً بالسيد الرئيس محمود عباس أبو مازن لأنه يدافع عن الكل الفلسطيني ولا يدافع عن فصيل أو أشخاص أو حركات وإنما يدافع عن الوطن فلسطين.

2016-07-16