السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
المنظمة هي (الدولة) وليست (حزبا) بالدولة/ سري القدوة

مرة اخري اري نفسي مطرا للكتابة تحت هذا العنوان الهام (منظمة التحرير الفلسطينية هي الدولة وليست حزبا بالدولة ) لما يحتويه من دلالات مهمة علي صعيد العمل السياسي والدبلوماسي والبنية الاساسية لحياة الشعب الفلسطيني السياسية .. ومن اجل توضيح الموقف السياسي علي صعيد نتائج وجدول اعمال قمة عدم الانحياز والمنعقدة في ايران .

 

وللتوضيح بان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وأيضا هي البيت والكينونة الفلسطينية وهي عنوان الشعب الفلسطيني الذي جسد بالدم خلال مسيرة طويلة من الكفاح والنضال والتضحية والشهداء ولم تكن المنظمة مجرد صدفة عابرة في حياة شعب فلسطين ..

 

ومما لا شك فيه ان إعادة ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني وتطوير أداء المؤسسات الفلسطينية لمواجهة سياسية الاحتلال والبدء في تنفيذ سلسلة من الخطوات الهامة لبناء الإنسان والمؤسسة الفلسطينية القادرة على صياغة أسس التوجه الفلسطيني وإقامة دولة المؤسسات التي تخدم القانون وتعزز الأداء الوظيفي احتراما لحقوق الإنسان وحماية إنجازات ثورتنا الفلسطينية والانطلاق لتفعيل الحوار الوطني وبناء أوسع جبهة وطنية لحماية الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه ترسيخًا للثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها ضمان حق العودة وتقرير مصير الشعب الفلسطيني وضمان إنهاء حالة الانقلاب التي نتج عنها انقسام المؤسسات الفلسطينية .

 

إن المهام الملقاة على عاتق الفصائل الفلسطينية باتت مهام واضحة وصريحة في نفس الوقت فليس هناك مجال للتشكيك في مصداقية التوجه الوطني لصياغة أساس موضوعي هادف لحماية الحقوق الفلسطينية والدفاع عن المستقبل الفلسطيني ليعيش الإنسان الفلسطيني حر كريم علي أرضه وبين شعبه ..

 

إن مستويات العمل في المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع مضاعفة الجهد لتوحيد الإمكانيات لتشكيل موقف وطني موحد وإجماع شامل نحو تعزيز العلاقة الفلسطينية لصياغة المستقبل انطلاقا من قاعدة الوحدة الوطنية وحماية إنجازات الشعب الفلسطيني التي هي فوق أي اعتبار.

 

إن حرص الفصائل الوطنية والإسلامية على صياغة المستقبل هو الذي وضع الجميع إمام المسؤولية التاريخية والعمل بصورة جدية لتشكيل وفد فلسطيني برئاسة الرئيس محمود عباس والذي يزور ( ايران كدولة محورية ) وكأول زيارة له منذ انتخابه لتمثيل فلسطين في مجموعة عدم الانحياز وللمشاركة في القمة الـ16 لدول حركة عدم الانحياز ويضم الوفد الرئاسي: عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، ووزير الخارجية رياض المالكي، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، والمستشار السياسي للرئيس مجدي الخالدي، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، والمراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير رياض منصور، وسفير فلسطين لدى إيران صلاح الزواوي وتأتي هذه الزيارة والمشاركة بعد الضجة والإرباك الذي حدث فور دعوة ( اسماعيل هنية القيادي في حماس ) لحضور اعمال المؤتمر وهذا يعكس جو من الاهمية بعد سحب ايران دعوتها وتوضيح الموقف بان لا خيار امام ( ايران ) الا التعامل مع شعب فلسطين وإرادته وان عنوان الشعب الفلسطيني هو ( منظمة التحرير الفلسطينية ) والعمل علي تشيكل اوسع جبهة موحدة لحماية إنجازات الشعب الفلسطيني والاتفاق على وضع برنامج موحد لحماية إنجازات شعبنا ، ومن أجل قراءة مستقبلية أفضل وتفعيل الواقع ومتطلباته وفق رؤية شمولية لحماية الأرض الفلسطينية ، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أراضيه ووضع هذا الحق ضمن أولويات العمل.

 

إن المهام الملقاة على عاتق الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير هي مهام واضحة وتتطلب حشد الجهود والإمكانيات ليتحمل الجميع المسؤولية التاريخية بهذه المرحلة الحساسة والدقيقة من حياة شعبنا الفلسطيني التي تتكالب فيها قوى الشر للنيل من صمود الإنسان الفلسطيني وحقه المقدس في العودة لأرضه و إقامة دولته الفلسطينية المستقلة ، وهنا تتجسد رؤية القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس في تحقيق أماني وتطلعات شعبنا الفلسطيني في صياغة وجودنا والكينونة الفلسطينية تأصيلا لروح الكفاح الوطني ومجمل إنجازات ثورتنا.. أعظم ثورة في التاريخ المعاصر لتحقق رؤية واقعية هدفها بناء الأجيال والحفاظ على الإنسان الفلسطيني صامدًا مرابطًا في ربوع أرضه أرض الحضارة والتاريخ ومهد السلام .

 

لقد كانت رؤية القيادة الفلسطينية رؤية تاريخية ثاقبة من خلال حرصها الشديد على مواصلة العمل  الوطني رغما عن حالة ( الانقلاب ) وما نتج عنها من سيطرة حماس علي قطاع غزة بالقوة وفرض الهيمنة علي الحياة السياسية بمجملها واحتلال حماس لمؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسسة الرئاسة وتحويلها الي مكاتب تتبع حركة حماس  .

 

لقد تجلت الرؤية للقيادة الفلسطينية في تحقيق التواصل وملئ الفراغ السياسي وحرصت القيادة الفلسطينية على تشكيل جبهة وطنية من خلال تفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني وتحديد برنامجها السياسي تمهيدا للإعلان عن الانتخابات السياسية الشاملة تحقيقًا لوحدة الصف الوطني وحفاظًا على المشاركة الجماهيرية الفاعلة في صنع القرار , وهذا بالتأكيد يدلل على مدى أهمية العمل الوطني في خلق حالة التفاعل ما بين القيادة الفلسطينية وجماهير شعبنا ومشاركة أوسع لكل التنظيمات والقوى الفلسطينية الوطنية منها والإسلامية في تفعيل البرنامج السياسي لمنظمة التحرير على طريق التحضير الموسع للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة بدلا من فرض أجندات سياسية بالقوة والهيمنة علي القرار السياسي ..

 

إن برنامج القيادة الفلسطينية هو برنامج سلام حقيقي قائم على احترام المعاهدات الدولية وفرصة حقيقية لتحقيق السلام ومواصلة المفاوضات والمشاركة بفعالية لضمان نجاح تطبيق الرؤيا العربية للسلام  تحت رعاية دولية .. فهذا يعكس أهمية العمل على صعيد جدولة المهام التفاوضية وترتيبها لتأخذ دورها الطبيعي ضمن مسار فلسطيني يكفل حماية إنجازات شعبنا والدفاع عن حقوقنا الوطنية في ظل مرحلة هامة من حياتنا السياسية..

 

إن المرحلة الراهنة تتطلب من جميع القوى السياسية على الساحة الفلسطينية أن تقف صفًا واحدًا لدعم منظمة التحرير الفلسطينية والحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني والتأكيد على الالتزام بقراراتها وفقًا للمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني لتعرية ( حركة الانقلاب في قطاع غزة ) بعيدًا عن البرامج الذاتية وتفعيلا للصوت الفلسطيني القادر على تحقيق أهداف شعبنا واحترامًا لتوجهات القيادة الفلسطينية في تسيير مرحلة هامة من مراحل العمل الفلسطيني في غاية الصعوبة والدقة ..

 

إن دعم القيادة الفلسطينية في هذه المرحلة بعيدا عن صراعات ( حماس الداخل وحماس الخارج ) هو واجب وطني ويتطلب من الجميع المساهمة في مواصلة الحوار لإنهاء حالة الانقلاب وإعادة قطاع غزة للشرعية الفلسطينية بكل الطرق الممكنة وحماية شعبنا الفلسطيني وأرضنا المقدسة ومواصلة المسيرة إلى بر الأمان والتصدي لكل المؤامرات التي تحاك للنيل من مشروعنا الوطني الفلسطيني والحفاظ علي منظمة التحرير الفلسطينية والتي هيا الدولة وليست حزبا بالدولة  .

 

رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين

2012-08-30