*تتهم السلطات التركية فتح الله غولن رجل الدين التركي المعارض للنظام بأنه يقف خلف الانقلاب الفاشل وعند تحليل عمليات هذا الانقلاب نجد انه نتيجة لمؤامرة خارجية ضد تركيا الدولة وليس صراع داخلي من أجل السيطرة علي السلطة لذلك وان كان غولن لاعب أساسي في الإعداد للانقلاب إلا أن هذه الخطة للانقلاب اكبر منه وتقف خلفها دول وأجهزة مخابرات تكن العداء لتركيا الدولة و النظام السياسي القائم فيها وسياساته المخالفة لخططها في المنطقة ومن السيناريوهات المطروحة أن هذا الانقلاب جزء من الخطط الغربية لإيقاف الخطة التنمية التركية-تركيا 2023-التي تجعل من تركيا مركزا للقوة الإقليمية.
*لقد نهضت الحكومة التركية برئاسة حزب العدالة والتنمية بالاقتصاد التركي من حالة الركود إلي اقتصاد قوي صاعد و آمن ليصبح اقتصاد تركيا من اقوي 20 اقتصاد حول العالم مما يجعلنا ندرك ان دوافع الانقلاب من خونة تركيا أنهم ينفذون أجندة خارجية وبتمويل من الخارج وبدوافع خارجية مزودين بالمال السياسي الخارجي وليس بدافع تقصير الحكومة التركية في أداء وظيفتها من توفير احتياجات الشعب ،إن المواطن التركي يدرك ان الدولة ارتقت بالمواطن من جانب الخدمات والاقتصاد وجميع الجوانب الحياتية التي تهم المواطن مما جعل الشعب من يساريين وإسلاميين معارضين وموالين للدولة يعترفون بالأداء المميز للحكومة والتنمية التي حظيت البلاد بهاو يدركوا أن هذا الانقلاب يستهدف تركيا وليس حزب العدالة والتنمية أو شخص الرئيس رجب طيب أردوغان ،وأصبح الشعب علي يقين بضرورة الحفاظ علي الدولة ومقدراتها ،وعندما خرج رئيس الدولة اردوغان من خلال تطبيق الكتروني يدعو الأتراك للنزول إلي الشوارع والميادين لحماية الدولة من الخونة والانقلابيين نزل الشعب وعلي قلب رجل واحد للدفاع عن وطنهم وقدموا الشهداء والجرحى وأوقفوا عجلة الانقلاب عن المضي في طريق الهلاك والقتل والإفساد.
*الشعب التركي هو صاحب الفضل بعد الله بإفشال الانقلاب ولذلك يمكننا القول بأن من يخدم شعبه بروحه فان الشعب سيحميه بروحه أيضا بعيدا عن الحماية الخارجية و السلطة القمعية للشعب فحفظ كرامة الشعب وتلبية احتياجاته هي قلعة الكرامة للدولة.
*دارت فصول الأحداث عندما رصد جهاز المخابرات التركية معلومات عن مخطط الانقلاب وتفاصيله مما دفع الانقلابيين لتسريع موعد الانقلاب ،قام رئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان بالالتقاء برئيس هيئة الأركان التركي خلوصي أكان ووضعه في صورة الوضع والمعلومات التي لدي المخابرات التركية وأمر رئيس الأركان بوقف أي تحركات للجيش حتى الاعتيادية منها و إيقاف مهام الطائرات العسكرية وكان من المتورطين بالمؤامرة الانقلابية مدير الاستخبارات العسكرية،ومع بداية تحركات الانقلابيين تم اعتقال رئيس الأركان ونائبه لرفضهما الانقلاب والانضمام إليه ،وتواصل الانقلابيين مع قائد الجيش الأول اوميت ادوندار الذي رفض بدوره الانضمام لهم وعمل علي حماية رئيس الدولة و بدوره قام الجيش الأول والشعب باقتحام مطار اسطنبول وتأمين هبوط طائرة الرئيس وبدأ الشرفاء من الجيش والشرطة والمخابرات جنبا إلي جنب مع الشعب التركي بالقضاء علي بؤر الانقلابيين وتم اعتقال عدد كبير من الانقلابيين من الجيش والمؤسسات الأخرى للدولة ويمكننا القول أن الدولة العميقة في تركيا قد تحطمت وأن الجيش قد طهر وستتم أعاده هيكلته وفق رؤية وطنية بعد إبعاد المتورطين بالخيانة ممن كانوا في الجيش.
*وقفت دول عدة ممن يكنون الكراهية للدولة التركية ساعات وساعات تترقب نجاح الانقلاب و لكن عندما ذهبت آمالهم سدي في نجاح هذه الخيانة استنكروا الانقلاب علي مضض مكرهين ،بعض الدول الغربية ومن سار في مسارهم لا يرغبون بان تصبح تركيا دولة مؤثرة في السياسة الدولية خاصة وأنها لاعب فاعل في منطقة الشرق الأوسط ،لقد أثبتت الدولة التركية وشعبها بأن تركيا قادرة علي الصمود في وجه هذا الانقلاب والعمل علي إصلاح تبعاته ومعالجة جذوره وتمت اعتقالات سريعة لقادة الانقلاب وصولا لحالة من الاستقرار في البلاد مع البقاء علي حالة من اليقظة للمخابرات التركية و البحث عن خلايا نائمة للانقلابيين قد تعمل علي سيناريو اغتيالات لشخصيات سياسية ووطنية كبيرة في رمزيتها أو محاولة منهم للثار من فشلهم الكبير