الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
تعزية 'أبومازن ',بوفاة ' بيريز',,تكتيك أم خطيئة؟!...أ.أحمد جمال النجار

كيف ترى ذهاب الرئيس أبومازن للتعزية بوفاة المجرم الإسرائيلي "شمعون بيريز" ..

أولاً,الوضع الفلسطيني له دائماً اسثناءات خاصة به , (إسرائيل) هي دولة محتلة لأراضينا و غير معترفة أصلاً بالدولة الفلسطينية على حدود ما قبل 4 حزيران من العام 1967م, أي ما يعني أنه لا وجود لأية علاقات دبلوماسية ثنائية بيننا وبينهم, فهم دولة احتلال ونحن دولة واقعة تحت الاحتلال, أي لا مجال للحديث لا من قريب أو بعيد عن أي شيء يتعلق بالدبلوماسية.

ثانياً, على فرض أننا دولة كاملة السيادة على حدوده 1967م ووقعنا معاهدة سلام مع اسرائيل , وتوفى شخص يمثل شخصية اعتبارية مُسالمة وليس مجرم , لدى الدولة "المجاورة", هل نحن ملزمون بالذهاب للتعزية بوفد فلسطيني, وفي حالة عدم ذاهبنا, فهل هذا يعني أننا خرقنا قواعد الأعراف الدولية للمجاملات؟ بالقطع (لا),, فما بالك إذا كان المتوفى مجرم وقاتل وألحق بالشعب الفلسطيني الويلات والفضائع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر, ومازلنا قابعين تحت الإحتلال.!!

ثالثاً ,على فرض كان هذا "تكتيك" فلننظر للفوائد العائدة منه و الأضرار المترتبة عليه؟؟ والسؤال الذي أطرحه في ذات السياق ,لماذا غفلت اسرائيل عن هكذا "تكتيكات خطيرة تضر بها", وتحاول أن تفعل المثل وتوفد لنا وفوداً رسمية على أرفع مستوى معزية الشعب الفلسطيني بوفاة شخصيات عظيمة كثيرة ,رؤساء(ياسر عرفات مثالاً) ,أدباء(إدوارد سعيد مثالاً) ,شعراء (محمود درويش سميح القاسم مثالاً).

رابعاً, أليس من العار علينا أن نرى دولاً عربية في حالة سلام مع اسرائيل أحجمت عن المشاركة وعشرات العشرات من الدول الغربية ايضاً كنوع من التضامن مع الشعب الفلسطيني , ونحن المُتضامن معنا تنازلنا وذهبنا لاهثين خلف السراب.

خامساً, أليس من الغباء بمكان أن أخسر أبناء شعبي وتأييدهم وأشعل حالة من الغضب العارم الذي هو بمثابة ردة فعل طبيعية جداً وفي محلها,من أجل قناعات خاطئة أفضت لتصرفات خاطئة.
" أسال ذاتي قائلاً, لما لم يفعل ياسر عرفات أو جمال عبدالناصر مثل هكذا تصرفات؟ يجهلون أبسط أصول تكتيكات السياسة والدبلوماسية!! ,ماذا باللنسبة للفرنسي لشارل ديغول في علاقته مع الرايخ الألماني؟يجهل مثلهم ..!!ماذا باللنسبة  للفيتنامي  الثائر "هو شى منه" و المحرر الهندي غاندي والعظماء جيفاراو كاسترو ومانديلا .

في الختام  أقول لكل يدافع عن التصرف الخاطئ الذي أقدم عليه الرئيس , لا تجعل حبك للرئيس كعصابة تضعها على عينيك فتعميك, ما حصل تماماً كمن يقوم ببمارسة فعل فاضح في مكان عام ,ثم يحتشد الناس معبرين عن غضبهم وامتعاضهم, وتأتي أنت يا سيادة المدافع تُسحج قائلاً ,( لماذا تصرخون غضباً , صديقي ليس مجرم و فعله طبيعي جداً و لم يجانب الصواب, فهو كان في نيته تفريغ بعض الكبت وهذا انتم جاهلون به "تكتيك")...

2016-09-30