السبت 15/10/1444 هـ الموافق 06/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مسؤول فتحاوي :ردنا على حرق صورة الرئيس سيحدد لاحقا ودول فشلت في شق صفوف الحركة

غزة –  شكك إبراهيم أبو النجا، أمين سر الهيئة القيادية لحركة فتح في قطاع غزة، بانتماء الأشخاص الذين أقدموا على حرق صورة الرئيس محمود عباس، خلال فعالية نظمها أنصار النائب بالتشريعي محمد دحلان، مساء الخميس في مدينة غزة

 وردا على تهديدات تصعيد الفعاليات ضد الرئيس وحركة فتح قال انه  بالتأكيد على أن الحركة “عصية على الانشقاق»وأن محاولات سابقة لعدة دول فشلت في ذلك، وقال إن الرد على من قاموا بالفعلة سيحدد لاحقا.
 

واستنكر في تصريحات لـ “القدس العربي” ما أقدم عليه شبان خلال فعالية نظمها أنصار دحلان في مدينة غزة، عندما رددوا هتافات ضد الرئيس، وقاموا بحرق صوره في ميدان الجندي المجهول. وقال إن من خرجوا لم يكونوا من حركة فتح، لافتا إلى أن قيادة الحركة استفسرت من هيئاتها التنظيمية عنهم، ولم تجد أن أيا منهم يعمل في صفوف الحركة، سوى شخص واحد. وأضاف “لم يعرف أحد منهم أنه عضو في فتح، أو له تاريخ في الحركة”.
 

ورفض أمين سر الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في غزة، ما ذكره المحتجون بأنهم حريصون على الحركة، ورفض المبررات التي ساقوها لهذه الفعلة المشينة، وقال “هم يدعون أنهم حريصون على الحركة، ويقولون إنهم يريدون فتح”. وتابع «الفتحاويون لا يقومون بهذا الفعل، والفتحاويون لا يحرقون صور رئيس حركتهم».

 وأشار إلى أن قيادة فتح استبقت هذه الفعالية، بتعميم داخلي، طالبت فيه كل أعضائها بعدم المشاركة في تلك الفعالية. 

وجاء في التعميم الذي نشرته فتح على موقعها الرسمي في غزة “تهيب الهيئة القيادية لحركة فتح في المحافظات الجنوبية بكافة أبنائها وكوادرها بعدم المشاركة في أي فعاليات تنظيمية يدعو لها أي طرف أو أية جهة خارج إطار مكتب التعبئة والتنظيم والهيئة القيادية”. كذلك دعت إلى “عدم المشاركة” في الوقفة المزمع إقامتها الخميس في ساحة الجندي المجهول «ضد الأخ الرئيس أبو مازن، وتؤكد أن كل من سيشارك يتحمل نتائج مشاركته وعدم التزامه».


وسألت «القدس العربي» أبو النجا، عن رد الحركة على من خرجوا في تلك الفعالية فقال “هذه قرارات سيأتي الحديث عنها لاحقا».
وحين سئل عن كيفية مواجهة فتح لمثل هذه الفعاليات، التي تعهد دحلان بزيادتها مستقبلا «كما ونوعا»، قال «فتح عصية على الانشقاق، والحركة واجهت دولا كثيرة لكنها لم تستطع شق الحركة»، مشيرا إلى أن هذه الدول العربية كانت قد واجهت فتح من قبل بالسلاح، وفشلت في شق صفوفها. وأكد أن حركة فتح «لا تقبل القسمة»، وأنها ستبقى موحدة. 

وتشهد أروقة فتح حالة غضب شديدة، بعد خروج أنصار دحلان في مسيرة ضد الرئيس عباس في غزة، خاصة وأن المسيرة تزامنت مع وجود الرئيس في المستشفى حيث خضع لسلسلة فحوصات طبية. وكان أنصار دحلان، قد هتفوا ضد الرئيس، ورفعوا لافتات طالبوا فيها بتطبيق بنود «مبادرة اللجنة الرباعية العربية» التي تهدف إلى إيجاد مصالحة داخلية في فتح، تضمن عودة دحلان من جديد لصفوف الحركة، وهو أمر رفضه الرئيس عباس واللجنة المركزية.
 

ورفع أنصار دحلان لافتات تحمل الرئيس مسؤولية الأوضاع في غزة، كما رددوا هتافات ضده، وأخرى تمجد دحلان. كذلك رفعوا لافتات تشكك في الشرعيات الفلسطينية وتطالب بإجراء الانتخابات، حيث كتب على إحدى اللافتات «كل الشرعيات انتهت، وتجديدها مطلب وطني». وتجمع أنصار دحلان في ساحة الجندي المجهول غرب مدينة غزة، ثم ساروا باتجاه مفترق «السرايا» وسط مدينة غزة. 

وخلال الفعالية ألقى النائب عن الحركة أشرف جمعة كلمة في المتظاهرين، خلال تواجدهم في ساحة الجندي المجهول. وتلا الفعالية أن كتب النائب دحلان على صفحته على موقع فيسبوك يقول «احتشاد الآلاف من قيادات وكوادر حركتنا فتح عصر الخميس في ساحة الجندي المجهول بقطاع غزة رسالة قوية وواضحة لكل من له بصر و بصيرة». 

وقال إنها «خطوة أولى في سلسلة خطوات متصاعدة كما ونوعا، لأن فتح بشيبها وشبابها، بنسائها ورجالها، بقواعدها قبل كوادرها وقياداتها لن تسمح باختطافها وتدمير خدمة لأغراض مشبوهة تنتهي بتحطيم كل مؤسسات العمل الوطني وتديم احتلال أرضنا وشعبنا، ولأن فتح تفهم وتقدر جهود وإرادة وتضحيات وأماني أبنائها».
 

وأثنى دحلان على كل المشاركين في الفعالية، التي وصفها بـ «الواعية والشجاعة، معبرين عن إرادة و رغبات كل الفتحاويين في الوحدة والتماسك و الاستعداد لمجابهة الأخطار، وعلى رأسها نوايا الانقسام عبر مؤتمر يعد له وفقا لمصالح وأهواء فرد أو أفراد».
 

إلى ذلك ردت حركة الشبيبة وهي الإطار الشبابي لحركة فتح على خروج أنصار دحلان، وأكدت في بيان لها التفافها خلف الرئيس عباس، بصفته القائد العام لحركة فتح، ورئيس دولة فلسطين، ولنهجه القائم على «الحفاظ على الثوابت الوطنية»، وأكدت أن «محاولات المنبوذين، والمطرودين من حركة فتح، لن تفلح في تحييد بوصلة نضال شعبنا عن وجهتها الوحيدة، المتمثلة بالقدس الشريف». وتساءلت في بيانها عما وصفته بـ «خلفيات تزاوج مثلث المفصولين والانقلابيين والمحتلين» في ذات الخندق للنيل من عزيمة القيادة، ونضال الشعب.
 

وقالت «إن موافقة حماس في قطاع غزة على تنظيم تجمعات دعا له المفصولون من حركة فتح، وتوفير الحماية لهم، وقيام وسائل الإعلام الإسرائيلية بتغطيتها على نحو واسع، لهو الخيانة بعينها، والعودة إلى ذات السنوات التي تكالب فيها ذات المعسكر بذات الشخوص على الشهيد القائد (ياسر عرفات) أبو عمار، تحت مبررات وحجج الإصلاح، والشفافية، فيما كانت دبابات المحتلين تقصف مقره في المقاطعة».
 

وطالبت شبيبة فتح من وصفتهم بـ «المراهقين السياسيين»، بالكف عن محاولاتهم اليائسة للنيل من حركة فتح، عبر ممارسات وصفتها بـ «المخزية»، تتمثل بالتحريض، وحرق صور الرئيس على يد بعض «المأجورين». وقالت «إنهم اليوم خلف التاريخ وخارج المسيرة، في هوامش رواية شعبنا، حيث لا مجال في صدر الصفحة سوى للمناضلين، والمتمترسين خلف شعبهم وثوابتهم». يشار إلى أن حركة فتح ترفض الخروج عن صفوفها، أو العمل من قبل أفراد الحركة لصالح دحلان، ويتهم من يقوم بذلك بتهمة «التجنح»، وعقوبتها الفصل من الحركة.
 

واتخذت اللجنة المركزية للحركة، في الأسبوع الماضي قرارات بفصل قيادات من الصف الثاني من الحركة، منهم من يشغل عضوية المجلس الثوري، ثاني هيئة قيادية في الحركة، وبينهم نواب في المجلس التشريعي، بتهمة «التجنح». وكانت قد قررت فصل النائب دحلان في يونيو/ حزيران عام 2011، حيث كان يشغل منصب عضوية اللجنة المركزية، وصادق المجلس الثوري للحركة على القرار، بعد أن وجهت له تهما جنائية ومالية.

2016-10-08