نتنياهو صهيوني بارع على كافة "سياسة اقتصاد اعلام واستيطان" ،اذ يعتبر نفسه انه اوصل اسرائيل بعهده الى ذروة تجليات "الصهيونية" ،فهو تفوق على "مايكل بريشر" في تنظيم التفكير الاستعماري الصهيوني، وبفعل دهائه السياسي ومراوغته اوصل "القيادة الفلسطينية" الى "الغيبوبة الكبدية" سياسيا وجعلها تسير بلا هدى،وانا هنا لا ادعي بانني ضالع في علوم الطب ،وتشخيص الحالات المرضىة ،لكن على المتتبعين لسياسة "القيادة الفلسطينية" ان يستفسروا ،ويتوسعوا في هذا الموضوع من اطباء مختصين بمعنى هذا المصطلح الطبي "الغيبوبة الكبدية" ومقاربتها سياسيا مع سلوك "القيادة الفلسطينية" حتى انها وصلت الى مرحلة لايصلح معها زراعة كبد،او غسل كبدها "سياسيا".اي الى مرحلة "الكوما الكبدية".مما يستدعي على المبادرين الفلسطينيين الضالعين بعلم السياسة ،وخاصة من التنظيم الذي يدعي حرصه على ديمومة الكفاح ،وانجاز برنامج التحرر الوطني اي "حركة فتح" ان تبادر مع بقية المبادرين السياسيين في كافة فصائل العمل الوطني ممن لم تدركهم "الكوما"الى حل وطني ،اي ايجاد مخرج آمن ل"القيادة الفلسطينية" وانتخاب قيادة قادرة على ادارة الصراع مع الكيان الصهيوني،وان لم يتم ذلك لن تغادر "القيادة الفلسطينية" موقعها طوعا.وهنا السؤال "المدخل" لهذا الموضوع ويجب ان يسأل علنا وبجرأة. لماذا لا تخاطر قيادة السلطة بنفسها وامتيازاتها نزولاً عند مصلحة الشعب الفلسطيني وتعلن فشل ما يسمى (عملية السلام) مع إسرائيل وتعيد القضية الفلسطينية الى المربع الأول عبر التمسلك بقرارات الشرعية الدولية أو المطالبة بعقد مؤتمر دولي على غرار مؤتمر مدريد الأول، أو لتحل السلطة نفسها إن لم يتراجع نتنياهو عن فرض الأمر الواقع، وتغيير معالم الأرض، وتكثيف الإستيطان ،وتهويد القدس وبناء جدار الفصل والنهب والضم شرقاً وغرباً ،وضم ست كُتل إستيطانية كبرى في الضفة الى اسرائيل ، ورفض حق عَودة ملايين اللاجئين الفلسطينيين الى مدنهم وقراهم الأصلية، والعودة الى مربع التحرر الوطني، لأنه لا طريق أمام الشعب الفلسطيني إلا المقاومة والتمسك بقرارات الشرعية الدولية باعتبار الأراضي الفلسطينية التي احتلت في الخامس من حزيران عام 1967 أراض محتلة وليست متنازع عليها بما فيها القدس الشرقية وعدم الإعتراف بتغيير الديموغرافيا والجغرافيا تحت الاحتلال وعدم الغرق في مفاوضة نتنياهو مجددا، وكسر ارادة الشعب الفلسطيني وكسر مقاومته لان الشعب الفلسطيني ضحى بخيرة ابناءه شهداء مدفونين تحت الارض واسرى ومعتقلين مدفونين في باستيلات النازية الجديدة ومعوّقين فقدوا اغلى ما يملكون لمواصلة الحياة وملايين اللاجئين في مخيمات البؤس والحرمان والشتات شردوا من مدنهم وقراهم من اجل كنس الاحتلال وانجازالحرية والإستقلال بكل ما للكلمة من معنى. هذا هو المخرج الوحيد لافشال نتنياهو فعلينا المبادرة الى ذلك.