الأربعاء 15/10/1445 هـ الموافق 24/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
إنسانية د. جليلة دحلان تهز عرش ديكتاتورية أبو مازن...أحمد العجلة

 

في خطابه الأخير أمام الأمم المتحدة طالب رئيس السلطة محمود عباس أن يكون العام 2017 هو عام إنهاء الاحتلال ..
مطالبة تحتاج الى مزيد من التوضيح، وتثير العديد من التساؤلات!
أولها هل سنرى فعلا نهاية للاحتلال الإسرائيلي؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، فكيف سيتحقق هذا الهدف؟ وبأي الوسائل في ظل التعاون والتنسيق الأمني غير المسبوق ما بين السلطة برئاسة أبو مازن وإسرائيل.
التنسيق الأمني "المُقدس" مع إسرائيل وصل لدرجة التحالف من أجل إبقاء وتشديد الحصار على قطاع غزة ومنع وصول أي مساعدات إنسانية لأهالي القطاع، يأتي ذلك بشكل غير مُعلن ولكنه معلوم وليس خافيا على أحد مع اعلان الحكومة الإسرائيلية تخوفها على مستقبل أبو مازن ومكانته التي أصابها الضعف والهوان نتيجة فشله في تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وفشله في إدارة شئون الفلسطينيين. 
وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت مؤخرا وبصراحة قلقها البالغ على مكانة أبو مازن وأنها تبذل جهودا لدعم نفوذه في الضفة وغزة. 
غزة الجريحة التي تخطت ال 2 مليون إنسان مؤخرا ازداد بؤس اهلها تحت الحصار، ولا مغيث، ولا نصير من القيادة التي من المفترض ان تكون سندا وعونا ويدا رحيماً لشعبها، واعادة اعمار بالقطارة.
قطاع غزة يدخل مرحلة ما بعد الموت السريري حيث أن القطاع بات نموذجا لأكبر سجن بالعالم، بلا إعمار، بلا معابر، بلا ماء، بلا كهرباء، بلا عمل، بلا دواء، بلا حياة، بلا تنمية.. 
بدورها إسرائيل أعلنت انها قبلت طلبا من السلطة الفلسطينية برفض منح تصريح للدكتورة جليلة دحلان رئيس مجلس إدارة مركز فتا لدخول القطاع. 
جدير بالذكر ان مركز فتا ينفذ العديد من المشاريع الخيرية والإنسانية في قطاع غزة خلال تلك الفترة أبرزها مشروع العرس الجماعي لجرحى الحرب ومشروع علاج العقم والإنجاب بالإضافة لبرامج كفالة الأيتام والحالات الإنسانية والمرضية الأمر الذي يزعج أبو مازن وبطانته الذين يديرون الظهر لكافة قضايا غزة المطلبية وتحسين ظروف الحياة للسكان.
وكانت جماهير شعبنا في غزة خرجت الى ساحة الجندي المجهول بغزة مطالبين أبو مازن العدول عن طلبه للإسرائيليين بمنع د. جليلة دحلان من العودة الى ارض الوطن رافعين شعارات التنديد والرفض للتنسيق الأمني الذي وصل لدرجة منع المساعدات الإنسانية ورموز العمل الإنساني من الوصول لغزة. 
شعبنا في حيرة، وتيه، وضياع، هائم على وجهه، ملامحه تسودها الالام والاحزان المتواصلة على الدوام... يعاني كثيرا وهو يواجه الاوضاع السيئة داخليا وسرطان الاحتلال الذي يلتهم الارض بالاستيطان والتهويد والتهجير.
وشعبنا يزداد معاناة وألما، وهو يرى قيادته مشغولين بمصالحهم الضيقة ولا يبدون مهتمين بالقضايا الوطنية والشعبية.
سنوات عجاف يعيشها شعبنا في ظل حكم أبو مازن الذي هدفه الأساس هو ومستشاري السوء البقاء السياسي، بعد مسيرة طويلة من النضال، فلا أرضا استعاد، ولا حرية نال، ولا حقا استرد، ولا دولة اقام، ولا حظي بسيادة واستقلال ...!
مكاسب حققها الجانب الاسرائيلي، لم يحلم بها في يوم من الايام، فقد تمكن من توسيع الاستيطان بشكل، لا يخطر على البال، وأصبح بين كل مستوطنة، ومستوطنة مستوطنات وبين كل طريق وطريق التفافي. طرقات وتصاعد نهب الاراضي بكل الوسائل والاشكال، فتارة مصادرات، وتارة استيلاءات لإقامة المعسكرات والمستوطنات ...!
وازداد عدد الاسرى وراء القضبان، وكان ما كان من بطش وقمع يتباهى به السجان.
وازداد انتهاك حقوق الانسان في هذه الديار، فلا رحمة ولا انسانية، ولا رأفة ولا تقديس لأي حق من حقوق الانسان، التي تداس بالبساطير والنعال...!
وعليه أفلا يدرك أبو مازن ومن حوله، انهم لا يخدمون شيئا ولا احدا سوى الاحتلال، وانهم لا يسيئون الا الى شعبهم وارضهم ومستقبلهم؟ وما الذي ينتظرونه وسط هذه الدوامة من الاحتلال والانقسام والتشرذم؟ وهل يدرك أبو مازن المثل القائل ان كثرة الضغط سيؤدي حتما الى الانفجار؟ فالعقوبات الجماعية مهما كانت هي اولا عقوبات تتعارض مع القانون والاعراف الدولية وتقود في نهاية المطاف الى الانفجار الذي لا يمكن لاحد وقفه او معرفة الى اين سيؤدي نتائجه؟

ان الرهان على إسرائيل هو رهان خاسر بكل المعايير والمقاييس، والرهان فقط هو على شعبنا الفلسطيني ووحدته وعلى عمقه العربي والإسلامي ,   
وعلى أبو مازن ان يختم حياته السياسية بإنجازات يذكرها به شعبه بدلا من التحالف الأعمى مع العدو والانتصار لإرادة شعبه والشروع فورا في توفير مقومات الصمود لشعبنا ولم الشمل الفلسطيني في حضن وطني جامع , وان يدرك ان المصلحة الوطنية العامة تجيء اولا وقبل أي شيء، وان باستمرار هذه الشرذمة التي وصلت اليها أحوال العباد في البلاد تضيع المصالح الفئوية الضيقة بضياع المصالح الوطنية العامة وان الجميع خاسرون والوطن اولا بالتأكيد , الامر الذي يعني تخلي السلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن عن التنسيق الامني الجاري حاليا مع اسرائيل واجهزتها الأمنية , 
وينطبق علينا في فلسطين، هذه الايام، المثل العربي «إذا ظل هذا الحال يا مسعود، فلا يبقى ناقة، ولا قاعود»!

2016-10-15