م يعد يخفى على أحد الانقسام الحاصل داخل البيت الفتحاوي بين الرئيس محمود عباس والنائب محمد دحلان، والذي ظهر جليًا وازدادت وتيرته في الآونة الأخيرة، مع اقتراب انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح، وتدخل دول الرباعية العربية
'مصر–الأردن–الإمارات-السعودية'، التي طالما اعتبرت من الدول الأكثر دعمًا وتأثيرًا على السلطة الفلسطينية، وممارستها ضغوطًا حقيقية على عباس لإرجاع محمد دحلان لحركة فتح، هذه الضغوط بدأت تتعدد أشكالها، وتصبح أكثر خطورة على محمود عباس، لذلك قرر قبل الذهاب للمؤتمر السابع أن يوجد له بعض أوراق القوة التي من شأنها أن تخفف عليه من حده هذه الضغوط التي يتعرض لها من خلال الذهاب للعدو اللدود لحلف الرباعية العربية وهم قطر وتركيا وحماس 'الإخوان المسلمين وحلفاؤهم' ليرسل رسائل واضحة لكل من يمارس الضغط عليه من أجل عودة المفصولين من حركة فتح او من يضغط باتجاه أي تقسيمة لكعكة السلطة، دون موافقته ومباركة جماعته، أنه في حال استمر هذا الضغط فسوف يتجه للتقارب مع تركيا وقطر، وسيعتزم عقد مصالحة وطنية مع حماس..، ويقوم بترتيب الداخل الفلسطيني مع هذا الحلف والذي له وزنه في الداخل والخارج، ولم يكن في نية محمود عباس من خلال هذه الزيارات التي أجراها لتركيا وقطر ولقاءاته مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ونائبه إسماعيل هنية أي نية في المصالحة، ولكنها تحركات تكتيكية من أجل إيصال رسالة غير مباشرة لذلك الحلف بأنه قادر على الاستغناء عنهم، عبر نسج علاقات جديدة مع أحلاف أخرى لها وزنها في المنطقة، ولقد نجح في ذلك وأوصل رسالته لمن أراد، وللعنوان معنيان معنى قريب وقد ذكرناه سالفًا، ومعناً بعيد سنتركه للأيام القادمة لأن هكذا تحركات لها تداعيات صعب عند كثير من الأطراف في الداخل والخارج