الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
بمبادرة من مركز جدل للثقافة في بيت ساحور صبري وحنا وعبيدات يشاركون في ندوة حول التطرف والإرهاب الديني

بيت ساحور- الوسط اليوم:بمبادرة من مركز جدل للثقافة في بيت ساحور ،شارك سماحة الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا ونيافة المطران عطالله حنا مطران سبسطية وسائر الديار المقدسة والكاتب الصحفي والإعلامي راسم عبيدات وزهير الطميزي مدير مكتب وزارة الثقافة الفلسطينية في بيت لحم   مساء امس السبت في ندوة عن "التطرف والإرهاب الديني،الأسباب ،النتائج والمواجهة" وقد أدار النقاش وألقى كلمة الترحيب والإفتتاح الكاتب والباحث نصار ابراهيم ،وقد كان اللقاء رائعا سواء من حيث المداخلات والحضور والنقاش، وأجمل ما في الأمر هو ذلك النقاش الحر وتبادل الأراء والنقد من زوايا دينية وفكرية وسياسية مختلفة،استمعنا لرجال الدين،واستمعنا ليساريين وعلمانيين،وأيضا لمستقلين.

أهم النقاط والأفكار التي وردت في المداخلات والنقاش:
• نصار إبراهيم تحدث في كلمة الترحيب والتقديم حول أهمية الموضوع: 
- إذا أردت أن تدمر أمة فدمر مرتكزاتها ومرتكزات هويتها (الاعتقادية والحضارية والإنسانية والثقافية والأخلاقية)... حولها إلى طوائف وقبائل، دمر نسيجها الاجتماعي، فكك بنيتها اجتماعيا وجغرافيا وسياسيا وثقافيا. 
-  حين يتعرض الوعي الجمعي والمجتمع لثقافة القتل والتدمير علينا أن ننهض جميعا للدفاع والمقاومة والتصدي كل من موقعه.

 النهوض يجب أن يكون واعيا ومنظما وليس ارتجاليا وعفويا
 دور رجال الدين والمثقفين والسياسيين والإعلاميين، أن يعيدوا الاعتبار والتوازن للوعي الاجتماعي.. المسألة ليست بالمواعظ بل بالممارسة، الوقوف من جديد أمام بعض المفاهيم التي أصبحت تحتل وعينا من نوع: التعايش – الأقلية والأغلبية - الحوار المسيحي الإسلامي... نحن هنا لا نتعايش نحن شعب واحد ينتمي لأمة عريقة. لا يوجد في الشعب أقلية وأغلبية من على قاعدة الحقوق والواجبات الوطنية... هذا تعبير سياسي، لماذا لا نسمع عن أقلية وأغلبية في المجتمعات الغربية على قاعدة الدين أو الطوائف. 
 الإرهاب والتطرف ظاهرة عابرة للأمم والأديان والتاريخ والأيديولوجيات.  ما يجري اليوم في العالم العربي هو نتاج سياقات تاريخية واجتماعية طويلة منذ المرحلة العثمانية ثم سايكس بيكو وإقامة إسرائيل والهيمنة الاستعمارية.- اسباب التطرف الديني موجودة هنا على الأرض وليس في السماء .. لنبحث هنا.


 التطرف والإرهاب ليس نبتا شياطانيا بل ولد لتوفر الأسباب والبيئة والتربة والمناخ المناسب.

 أسباب داخلية (القهر السياسي التخلف الاقتصادي، الفقر، البطالة، القمع – وأسباب خارجية (الاحتلال، الهيمنة والتبعية= التمزيق والتقسيم حين تريد قوة استعمارية الهيمنة على مجتمع فإنها تقوم وبصورة منسقة وعميقة بالعمل على عدة مستويات معا: 1- التمزيق الاجتماعي وتظهير التناقضات الاجتماعية والطائفية والإثنية 2- ثم التمزيق والتقسيم الجغرافي 3- الهيمنة الاقتصادية 4 – إيجاد بنى وشرائح وفئات ترتبط مصالحها بالقوى الخارجية 4- اختراق البنى الثقافية والمعرفية وتدميرها من الداخل (تعزيز ثقافة التخلف والجهل والشعوذة والعنف الداخلي).
• الشيخ عكرمة صبري ركز في مداخلته على قيم التسامح وأن العنف والإرهاب الديني لا يمكن مواجهته فقط بإجراءات أمنية،بل يحتاج لفعل تثقيفي وتوعوي وخاصة الشباب،حالة الاحباط واليأس هي التي تدفع الشباب للتطرف، ضرورة الوصول للشباب في المدارس والجامعات ومواجهة العصبوية الدينية والسياسية والاجتماعية، الأديان وجدت لكي تعزز وعي كرامة الإنسان.

 المطران عطا الله حنا: تطرق في مداخلته إلى مجموعة من النقاط:
 خطورة ظاهرة التطرف الديني على الوحدة الوطنية والقومية والاجتماعية.
 التطرف الديني من قبل داعش وأخواتها لا يستهدف المسيحيين فقط بل وأيضا يستهدف جميع شرائح وفئات المجتمع.

 المسيحيون مستهدفون من المشاريع الاستعمارية مثلهم مثل باقي أبناء الأمة العربية الشعب الفلسطيني.

 ما يسمى بالربيع العربي تم استخدامه من القوى الاستعمارية لفرض الهيمنة والسيطرة على الأمة، ولعبت امريكا وقوى عربية رجعية دورا أساسيا في دعم الجماعات الإرهابية.

 تحدث أيضا عما جرى ويجري في سورية حيث الهدف ضرب الدولة الوطنية السورية وتمزيق وحدة سورية.

 من أهداف الربيع العربي إعادة تقسيم المقسم. 

 مواجهة التطرف بتطوير التعليم ومناهج التربية وتعزيز مفهوم المواطنة والتمسك بالعروبة.

زهير طميزي أشار إلى الدور الخارجي في توليد ودعم الجماعات الإرهابية ونشر ثقافة التطرف في المنطقة بقصد الهيمنة عليها.

 راسم عبيدات قدم عرضا واسعا حول نشوء ظاهرة التطرف والأرهاب الديني تاريخيا واجتماعيا.

التجربة الأفغانية وتشجيع ظاهرة الأفغان العرب لمواجهة الاتحاد السوفييتي.- بعد خروج السوفييت من أفغانستان بدأ العمل لخلق عدو جديد وهنا كان الهدف إيران وقوى المقاومة حيث جرى استبدال التناقض مع المشروع الصهيوني بالتناقض مع إيران ولهذا تم طرح فكرة التناقض الطائفي ما بين السنة والشيعة. 

 الأسباب الداخلية للتطرف مثل الفقر وغياب الحريات والقهر السياسي وضرب القوى السياسية الوطنية واليسارية من قبل الأنظمة العربية الدكتاتورية.
مشاريع الهيمنة الاستعمارية على المنطقة وتقسيمها ونهبها.
 وتطرق أيضا إلى الجذر التاريخي وأن ظاهرة العنف الديني عند الجماعات الإسلامية ليست وليدة اللحظة بل لها جذورها في التاريخ من حروب واغتيالات وأيضا تصفية الاجتهاد وسيادة مدرسة ابن تيمية في الفقه.
مواجهة التطرف عملية شاملة ومتواصلة تستدعي وجود برنامج وإستراتيجية وطنية على مختلف المستويات.


• مداخلات وأسئلة المشاركين:


دور التعليم والمناهج التعليمية المتخلفة في تعزيز الثقافة الغيبية والشعوذة
 غياب برنامج وطني يلتزم بالقضايا الوطنية والحقوق الوطنية كل ذلك أدى للعبث بمناهج التعليم.

 دور المؤسسات الدينية ووزارة الأوقاف في مواجهة الفكر المتطرف الذي تستخدم فيه المنابر الدينية للتحريض والتكفير.


تراجع وضعف دور الأحزاب السياسية.

غياب مرجعية إسلامية فقهية مستقلة عن السلطة السياسية.
 ضرورة إعادة النظر بصورة علمية في الموروث الديني وكتب التفسير والاجتهادات.
التأكيد على العروبة والهوية القومية لمواجهة سياسات التمزيق الاجتماعي والطائفي.
من أسباب التطرف أيضا الاخفاق في تلبية حاجات الناس وخاصة الشباب.
دور الاحتلال الإسرائيلي في تمزيق المجتمع الفلسطيني. 

2016-11-20