الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
عقلنة.. ام اجهاض كفاح؟...يوسف شرقاوي


المتتبع لسلوك قيادة "م ت ف" لاكثر من جيل ولعدة حقب زمنية،يرى سلوكا لاتخطئه العين عن دور "القيادة الفلسطينية" فيما آلت اليه عملية "العقلنة" والتي ادت الى اجهاض كفاح الشعب الفلسطيني حيث دأبت تلك القيادة على تنفيذ هذا الاجهاض بالتدريج البطيء احيانا والمتسارع احيانا اخرى.

هذه "العقلنة" الاجهاض لم تكن عفوية ،فعلم السياسة لايحتمل العفوية مطلقا،بل نتيجة الى ان تلك"القيادة" لاتؤمن بأن كامل فلسطين الانتدابية ملكا للشعب الفلسطيني،عبر اعترافها بحق اسرائيل وشرعيتها باحتلال 80% من ارض فلسطين الانتدابية. رؤية القيادة الفلسطينية بأن خير الطرق واقصرها الى تبرير تقديم التنازلات للاحتلال واذابة القضية الوطنية هي "العقلنة" والتي يستحال الوصول اليها الا عبر تدجين الشعب الفلسطيني عبر نخبه السياسية المتنفذة. القيادة لفلسطينية ممثلة "بالقيادة المتنفذة" استغلت الواقع المركب والمزري للشعب الفلسطيني،لتسويغ رؤيتها السياسية لتفسر التنازل تلو التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني الرئيسية وغير القابلة للتصرف،ولتبرر كل تنازل لاحق لشرعنة "مقاومة المقاومة"ولجعل ذلك امرا طبيعيا لرؤيتها وتحديد وجهة مستقبل الشعب والقضية، وكذلك مستقبل الحركة الوطنية الفلسطينية،ولتنهي النقاش بقمع اي جهة تحاول فتح ملف الصراع مع الاحتلال.

"القيادة الفلسطينية" دأبت على بناء نظام ديكتاتوري سياسي بوليسي قمعي "متعجرف" مشرعا باب تفشي "العجرفة" والعدوانية داخل المجتمع الفلسطيني،لانها لاترغب وليس لديها النية والقدرة على بناء مقاومة "اقل كلفة فلسطينيا،واكثر كلفة في الجانب الاسرائيلي" لجسر ميزان القوى المختل لصالح الاحتلال الاسرائيلي. سلوك "القيادة الفلسطينية" ونهجها بالحكم والادارة ادى الى اعفاء اسرائيل من مسؤولياتها التاريخية بمحو الشخصية الفلسطينية ،والمصادقة على الرواية الصهيونية الملفقة،والاعتذار للمقبور "بلفور"عبر المصادقة على وعده فلسطينيا "اتفاق اوسلو"وتبرير التطهير العرقي واعفاء الصهيونية عن جريمة العصر،وتأكيدا على الرواية اليهودية الصهيونية "داوود اليهودي المنتصر على جالوت العربي المهزوم ،وكذلك التنكر لكافة قرارات الشرعية الدولية ،وبروتوكالاتها واسقاطها واهم تلك القرارات والبروتوكولات ،بروتوكول لوزان 12 ايار عام 1949"،والذي وقع من قبل كل من مصر وسورية ولبنان والاردن واسرائيل ،وقد وضع هذا البروتوكول ثلاثة مباديءاساسية للسلام في فلسطين -الاعترف بقرار التقسيم 1947 -تدويل مدينة القدس -وعدم الاعتراف بشرعية اسرائيل الا في حال موافقتها حرفيا على تطبيق قرا عودة الفلسطينيي "قرار 194" والاخطر من كل ماذكر آنفا ان "القيدة الفلسطينية" عملت على مساعدة المتطرفين اليهود والصهاينة على دحض" الحراك الاكاديمي وحراك المؤرخين الجدد" في اسرائيل الداعي الى مناقشة فكرة اسرائيل وشرعية وجودها ومساءلتها عن نكبة الشعب الفلسطيني.
 

2016-12-18