الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
قراءة حول قرار مجلس الامن 2334...أحمد رمضان لافى

 لاشك بأن قرار مجلس الأمن رقم 2334 بشأن الاستيطان بالأمس وملابساته قبل وأثناء المداولات وما بعده  يعتبر حدثاَ استثنائياَ ويأتى في سياق حالة التشابك مع الاحتلال اليومى, وهنا نسجل احترامنا للكل الجهود التى بُذلت فلسطينياَ وعربياَ ودولياَ وهو في حقيقة الأمر واجب على كل الأطراف لأن قضية فلسطين مثلت وتمثل عمق ومركز الصراع ليس بالإقليم ولكن على مستوى السياسة الدولية وإن كانت الحسابات الدولية مختلفة من دولة لأخرى, ولكن السؤال المهم حول القرار : ما هى الخطوة التالية للقرار؟ ما هو المطلوب فلسطينياَ, عربياَ , دولياَ؟ ولماذا لم توقف ادارة "اوباما"  تمرير القرار والتى تعيش آخر لحظاتها ؟ وهل سيتم أرشفة هذا القرار كسابقيه من مجمل القرارات الأممية الملزمة ؟ وكيف سترد اسرائيل على هذا القرار؟ الحقيقة أن أي نشاط فلسطيني هو واجب أيا كان هذا النشاط في ظل الاحتلال المتغول في كل شى, وعربياَ وإن كان الوضع العربي الداخلي غير مستقر إلا أنه من الواجب عربياَ أن يتم إحياء القضية الفلسطينية دولياَ بعد غياب طويل, أما دولياَ فلكل دولة حساباتها الخاصة وارتباطاتها ومصالحها, ولكى نجيب على التساؤلات لابد أن نقرأ المشهد بواقعية وبعيداَ عن العاطفة والتحزب والاصطفاف, فعلى المستوى الفلسطيني ولتفعيل هذا القرار لابد أن يسبقه خطة وطنية شاملة من خلال بوابة منظمة التحرير الفلسطينية الاطار الشامل لكل الفلسطينيين واعادة اعتبارها ليس لمواجهة الاستيطان فقط وتفعيل هذا القرار بل لإعادة الاعتبار للقضية لأن بوحدة فتح تتوحد المنظمة وتقوى لمواجهة العالم الظالم أما أن نبقى أسرى تكتلات تافهة واستزلام وتحزب أعمى لن نقدم للقضية ولن يقف معنا لا عرباَ ولا غيره, أما عربياَ فبرغم الأوضاع السائدة والأحداث التى سببها "الربيع الأمريكي " إلا أنه مطلوب منها بل واجب أن تظل قضية فلسطين هى القضية المركزية . أما موقف ادارة الرئيس الأمريكي " اوباما " التى تلفظ أخر أنفاسها في الحكم فلها حسابات أخرى أولا فهناك بعداَ شخصيا بين "اوباما ونتنياهو" حيث الأخير قام بإذلال "أوباما" أكثر من مرة وهنا يأتي العقاب  لأن "أوباما" باقى ايام ويسلم "ترامب" فهو يريد أن يصفع "نتنياهو" قبل مغادرته, وهو مدرك أن هذا القرار سيؤثر على اسرائيل بشكل عام وعلى نتنياهو بشكل خاص ولكن التأثير العام سيكون ضعيف وذلك قراءة للحالة الفلسطينية والعربية والدولية وأيضا ادارة "ترامب" القادمة لن تسمح بمعاقبة اسرائيل وهذا واضح من خلال أول ردة فعل "ترامب" على القرار بأن التغيير قادم للأمم المتحدة في اشارة منه بأن ما حدث لن يتكرر مع اسرائيل, أما بالنسبة لإسرائيل فهناك بعدا شخصيا من الممكن أن يدفع ثمنه "نتنياهو" شخصيا في أي انتخابات قادمة لأنه يعتبر فشلا لسياسته الخارجية, أما التوجه العام فان الرد الإسرائيلي سوف يكون بزيادة رقعة الاستيطان لأنهم يدركوا جيدا أن ردة الفعل الفلسطينية والعربية والدولية لن تمنعهم من القيام  بمواصلة الاستيطان.

إذن نحن أمام تحدى واضح وامتحان لكل الأطراف بدءا بالطرف الفلسطيني فهل سنشهد توجه وطنى وحدوى فتحاوى داخلي وفى اطار منظمة التحرير بوجود حماس والجهاد لإخراج استراتيجية وطنية موحدة تنهى عصر الانقسام وتواجه اسرائيل موحده, ومنها قوة دفع للعرب حتى في ظل تلك الاوضاع المأساوية .. والتى من شان هذا الموقف ان يواجه أي سياسة دولية قادمة وخاصة ونحن مستعد لإدارة "ترامب" المبهمة والتى بدأت ملامحها واضحه من خلال تركيبة الإدارة بشخوصها. نأمل كفلسطينيين أن نرى المنظمة وهى تقود العمل موحدين فعلا لتفعيل ليس هذا القرار فحسب بل كافة قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالقضية الفلسطينية ..

يبقى حلم جميل.

[email protected]

2016-12-24