الجمعة 11/6/1446 هـ الموافق 13/12/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
صابر حجازى يحاور الشاعرة السورية رشا اهلال السيد احمد

استكمالا لما قمت به من قبل من حوارات ولقاءات أدبية مع نخبة من أدباءالوطن العربي، يسعدني أن يكون الحوار مع الشاعرة السورية رشا اهلال السيد احمد هو رقم - 16- من الجزء الثاني من مجموع اللقاءات مع أدباء ومفكري الوطن العربي في مختلف المجالات الأدبية والفكرية التي حظيت باسهامات لهؤلاء المبدعين في ما يلي نص الحوار.

س 1 :-كيف كانت بدايتك مع الشعر - وما هي أهم المؤثرات التي أثرت في تكوين اتجاهاتك الأدبية ؟

الشعر هو الطريق الموصل لروح الكون , هو سدرة التجلي لتقرأ غرف روحه السرية على مهل , وبأبواب مفتوحة على باب الأبدية .. هو أن تقول أعماقك ما تريد على الرغم من ضراوة ما يحيط , أن تضيء قناديلاً تقهر العتمة وتصل للحقيقة بشعلتك الداخلية رغم شراسة الطريق الشعر ليس اختيارنا حين نريد , الشعر عالم نولد به ومعه ويصبح هواؤنا , الذي نسطر به العالم , كما يتصعد بالذات وينعكس للخارج , هو الانزياح العام لما يحيط منعكسا من العمق الإنساني في أعمق طبقات الشعور , والذي لا تستطيع أحيانا كتابته صريحاً , لتجد الشعر يقدمه بصورة أخرى ولعي بقراءة الشعر قديمه وحديثه جعلني أتأمل وأقارن واستنبط جمالية اللغة ممزوجة بأعماقي , و مكتبتة والدي رحمه الله منحتني استقراءات للأساطير القديمة والكتب الشعرية والأدبية , والصوفية والفلسفية .. حتى صار رحيق الكتب ولعا يسري في دمي فكتب ابن رشد وابن سينا والأمام النووي , وعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه وغيرهم . ما زال رنيم كلماتها في أذن ابنة الثالثة عشرة يتحفني أما أرسطو وسقراط جعلاني أتأمل وادرك واستنبط الكون بتأني كنت حين أمسك كتابا أنسى الوقت من حولي ولطالما كانت تطربني مواويل جدتي رحمها الله وهي في رحاب الذات وكم كانت تدهشني ذاكرة والدي المترفة رحمه الله في حفظ الشعر كوالدتي .. كخالي الشاعر النبطي أما أخي رحمه الله كان الشعر لديه قداسة أخرى . كان يحب الكتابة بقلم حبر فاخر مخصص لكتابة أشعاره بخط راائع وعشق للكلمة كنت ببساطة أشعرني بمعبد مقدس , وأنا في حضرة الشعر أينما كان يسرقني جماله للاستماع له أو قراءته .. كنت أشعر بأن هذه الكلمات , تنزلت بوحي من السماء على أصحابها فهي غير ما يقول البشر هكذا وجدتني بدفتر أنيق جدا معطر أسجل عليه بعض الخربشات الصغيرة بسعادة وهذا الدفتر كلما امتلأ يغريني أن أن أغيره ..كانت تجذبني أحيانا خزانتي لأجلس فيها بعيدا عن أي جلبة مفاجأة رغم هدوء بيتنا , أسجل كلمات صغيرة وحينما كانت تراني جدتي رحمها الله بوجهها الجميل تبتسم بعذوبة حتى وجدتني في مهرجان شعري وعمري سبعة عشر عام لجانب كوليت خوري وثلة كبيرة من الشعراء المخضرمين وجدتني أسأل ماذا أفعل بين هؤلاء العمالقة وأنا الشابة المراهقة بينهم وهم بلغوا من العمر الأدبي عتيا ؟ .

* س 2 :- تكتبين قصيدة النثر برأيك هل حققت قصيدة النثر ما طمح إليه الشعراء أو الشاعرات أم إنها مازالت تحاول إثبات ذاتها ؟

من الطبيعي جدا أن تتطور اللغة , مثلها مثل باقي الكائنات الحية فهي حية بكل ما فيها ومن الطبيعي أن تجد شعراء الحداثة وقصيدة النثر .. فأنا أرها عند كثير من الشعراء المحدثين أعلى من بكثير من الشعر الأعتيادي فهي تختصر الجهات الستة , وتختصر بإنزياحاتها وإيحاءاتها المفتوحة ومرمزاتها الكثير في مساحة صغيرة جدا , بشكل مكثف ورشيق وعالي السوية .. أشبه بحبات ماس ملونة مختلفة الأشكال والتكوين تقصك قصة جمال .. هي حلم الشعر الباذخ . مؤكد قصيدة النثر حققت ما صبت إليه , وألا لما كانت الجوائز العالمية للشعر تمنح لقصائد النثر كأمثال الشاعر السويدي صاحب نوبل " توماس ترانستروم " عن مجموعته النثرية.. أنها فضاء مترامي الأطراف من الجمال يكشف أسرار الكون بمرمزات رائعة ويحاور الكون بلغة شفافة ترى العمق من الأشياء .. هو العزف الشعري المنطلق بحرية وكثافة متلمسا أجزاء الكون .. لكن ليس كل ما نقرؤه من قصائد نثر هو قصيدة نثر قصيدة النثر قطعة ماس راائعة , تجربة شعرية توحدنا أكثر بدقائق الكون وتفرد لنا الكتب السرية للوجود , هي شعرية باذخة وثقافة شاسعة و تجلي رهيف جداً يصاغ في قالب عذب

* س 3 :-هل نستطيع أن نسأل أن القصيدة النسائية تسير في طريق الإبداع ؟

مؤكد بدرجات متفاوته , وهل في ذلك شك الزمن أكبر مغربل .. لكن لا يمنع من أن يكون لكل شاعرة تجاربها التي تتطور مع الزمن .. لكن شرط أن تكون شاعرة بالفطرة فالشعر منحة سماواية فقط ولا غير وهي بحاجة للكثير من الإطلاع والثقافة والعناية والبحث الشخصي ’ في بطون الإبداعات فنحن نزداد اتساعا معرفيا وعمرا عقليا , كلما اكتسبنا ثقافة أكثر وتأمل أعمق ومحاكاة للكون . أن ذوبان الشاعر بتطلعات الماحول المستقبلية ومن ثم انعكاس رؤاه , حسب تطلعات الفكر العليا للشاعرة هو ذات تجد الغير موجود في الماورائيات الحسية والبصرية والتشكيلية للانتهاض برؤى الجماهير لفضاء من السلام الداخلي والخارجي مع مسحة الجمال الشعرية الآخاذة

*س 4 :- لمن تقرأ الشاعرة رشا السيد أحمد ؟ وماذا تقرأ ؟

أقرأ فرادة الإبداع .. أينما وجد في أطراف الكون ..من شعر ورواية وقصة ونقد وفلسفة وصوفية وعلوم أقرأ ما يشعرني أن الكون أزال عنه الحجب , وفتح لي أكثر بوابات النور وأوصلني أكثر لنور الحقيقة .. أقرأ ما يجعلني أرى إدراك الحس البشري المتوهج وكيفية ارتقائه المقدمة للقارىء لصل فضاءات النور , والرؤى الكونية الحق في طريقها لجمال المطلق

*س 5 :- ماذا تمثل الكتابة بالنسبة لك ؟ وهل لك طقوس معينه في الكتابة ؟

الكتابة هي عالمي المطلق , الذي يجعلني أمد البصر شاسعا أتلمس كياناً يشبهني لانصهر به ابدية , بتكوينه الفكري الخلاق, ليس كصنف أدبي واحد أو فني واحد أنما كيان يؤثث عالم مطلق من أصناف الجمال الأدبي والفني بشكل سامي يحتوي على مستويات رفيعة من العطاء الأدبي والفني , و التي تجدها تخاطب القارىء المثقف , قبل أي قارىء آخر هي هوائي الذي تتنفسه روحي وشراعي العتيق الجديد , منها أعبر للكون ومنها انفرد بعوالم الوجود السرية فكوني أكتب كل أصناف الأدب تقريبا كافة , هذا يجعلني أتطلع على الماحول وعلى الأبعد, إلى تلك العيون التي ترى حقائق الكون جلية إلى عيون الجمال الكوني المترامية بهدوء في هذا الوجود و أحيانا تراها تتراقص بشغف كبير ومنها تنطلق لتخلق وجودا من إبداع فريد , يعيش طويلا طويلا فأنا أكتب الشعر العمودي والتفعيلة والنثر والقصيدة النثرية وقصيدة الومضة , والنص العابر لأجناس الأدب ونص ما بعد الحداثة , والتعبيرية الشعرية الحديثة والتقليلية والسردية التعبيرية , ولي مجموعة قصصية , وكتبت في القصة القصيرة جدا , ولدي رواية لم تنتهي حتى الآن , وكتبت في الحوارية المسرحية كذلك . فرؤيتي لكلية الأدب تشكيل راائع , كما لوحة فنية تعبيرية تستطيع أن تضمنها عناصرا عدة , بنفس البراعة حين يحتوي فكرك الرؤى الواضحة والخلاقة بسوية عالية بصفحاته المخبأة .. فمنه أرى الأكوان التي داخلي وبها أصل لروح الكون المطلقة .. طقوس الكتابة ..حين يطفح كأس الفكر و يمتلأ كأس القلب والروح .. عندما تهتز الأوتار من ضربات خارجية وتصل قوتها للمس أوتار الكتابة , وحسب قوتها فأنها تنعكس على الداخل , محدثة ذاك الغليان الشعري أو الأدبي في مراجل الروح العميقة , حينها تشعر أن عليك ترجمة الحس الانفعالي إلى لغة مقروءة , أنه الرسم لما يحيط أو يعتمل بالداخل حين نتأمل أو يتماه شعورنا مع ما يحيط ولكن بالكلمات . في هذه اللحظة انفصل عن العالم الخارجي , أدخل عالمي وأغلق من خلفي الباب وأكون أنا والقصيدة , أنا والكتابة , معا في ذاك العالم نقطف أزهار أنبتها الحدث داخل روحي مهما كان الجو.. وأحيانا يكون لا بد من الاعتزال بجو من السكون والهدوء بمنأى عن ضجيج الكون في آخر الليل هل من شئ من ابداعاتك ؟

حلم القصيدة ................ لأن ذاك العندليب مفتونا بغناء خلاخيل الضوء وهمس ضفائر الشمس تهفهف على وجهه كل صباح مسكرة بالحلم ما زال يصوغ الرنين قواريرا من أريج لا ينتهي ويصور العشق في قلبي كتابا .. صفحاته من ذهب الوقت كيف لك أن تطوي الجهات في كفك زهرة لحلم القصيدة ؟! زهرة تتضوع في عيوني كل لغات الكون الندية و اسالني من اي فضاء ندي حضر ذاك العندليب الشاعر بصوته سحر يرتب على هواه أوقاتي ؟!. حلم القصيدة *س 6 :- من هم أبرز الأساتذة الذين تتلمذت على أيديهم وتفتخر رشا السيد أحمد بهم ولماذا ؟ سؤال رااائع لابد لكل منا من أثر به .. كان والدي رحمه الله واسع المعرفة فعلمني أن الحياة طريقة ومنهج نستفيد منه و نبتكر ما يوافقنا , وإنه على الإنسان أن يلتقط إشارات الكون فحفظت الدرس ولنتعلم يجب أن يكون لكل منا معلم أول معلم هو تأمل الحياة ومن ثم كانت جدتي رحمها الله هي الأستاذة الأولى بعد جذوري كانت فيلسوفة بصوفية شعرية راائعة تشرح الكون بمنتهى البساطة حتى لو كان بمنتهى التعقيد . هي أول من فتح عيني على الأدب برواياتها وقصصها وأشعارها وحكمها كثيرا ما كنت أطفأ التلفاز وأذهب إليها وأقول حدثينا ياجدتي بهذا الشأن .. أو حدثيني كيف كانت حياتكم قديما وحياة أهلك وأدخل معها قلب القصص.. والأستاذ الثاني هو أستاذ النحت .. قال لا تجعلوا الفكرة تهرب منكم , سجلهوها حالما ترونها . دعوا دفترا صغيرا يرافقكم للرسم في الجيب , وصارت عادة أن أسارع لتسجيل الفكرة في رأسي ومن ثم على ما هو مادي أستاذ الزخرفة العربية قال كن ناقد نفسك وتعرف على خطؤك الفني مهما كان صغيرا ولو (1 مم ) وطبقتها على الأدب أستاذ التصوير قال للون درجات شاسعة إذا فالحس الفني درجات لا تنتهي في كل طبقة نستطيع تصوير حس مختلف وكذا الأدب دراسة الفنون الجميلة كان لها الأثر الرائع على الأدب وأؤلئك العظام اللذين كانوا يجلسون في مكتبة المنزل من رواد الشعر والأدب والفلسفة والصوفية ناهيك عن الشعراء الغربين وشعراء الأمريكيتين والكلمة اليابانية .. وكل كلمة كانت تسافر بي خلف الماحول .. كل كلمة تترجم مساحات الانفعال العميق متفاعلة مع الرؤى البعيدة , للغة تحبس الأنفاس

*س 7 ؛- أحلامك على المستوى الشخصي ؟ وعلى المستوى الأدبي ؟

هذا سؤال كبيرجدا .. تنتهي الحياة ولا تنتهي أحلامنا . أجمل ما في الحلم أنه حياة أوسع من الكون .. وبالتالي كيف يسعها الكون . على الصعيد الأدبي أحلم أن أكتب أحلام القصائد البكر بكل عذوبتها الشفيفة لما بعد الحداثة, تلك التي ترى وتحس وأرق من أن تلمس , بل تخترقنا بكثير من حب منا وتحملنا معها لنتوحد بروح الكون بشكل كلي .. تحملك خارج دائرة الكون المرئية .. هناك أحلام تخامر الروح لكلمة تبقى خلود والأحلام حياة لا تنتهي كثير منها ما زال يجلس هناك في العمق *س 8؛- في حياة كل منا لحظات لا تنسى ، فما هي أهم اللحظات في حياة رشا السيد أحمد والتي لا تنساها ؟ . هي تلك اللحظة التي تسكن الروح طوال العمر ولا تبرحه من لحظة تجعل الكون فردوس فرح ولحظة تقتلنا مرارا.. وبريق تلك العيون التي تخبرنا بما نحب ويسعدنا بعد انتظار في لحظة مفاجئة وتلك الأصوات الساهبة في لحظة وداع حارة الوجع والدمع .. ولحظات المطارات لا أنساها وتلك اللحظة التي تحيل الكون في يدي حلم بنفسج نشوان .. هي من تشتعل داخلي دون توقف .

* س 9 :- هل في حياتك تصادمات مع المجتمع بسبب الكتابة الادبية - فما هي الصدمات التي واجهتيها ؟

الحمد لله كان والدي قبل أي شخص هو من نما في روح الكتابة .. أما التصادمات الأخرى أن وجدت فهي تنمي فينا روح المضي والاستمرار قبل أي شيء هل لنا في شئ من ابداعك ؟ أنت روح العيد أن لم تدر ............................. والعيد بدونك قتلات بطيئة ترتب ذاتها في وريدي كيف أقنع أمواج الشوق المضرمة في بيارات البرتقال بأن أجواء الروح هادئة نسبيا وهي مديات لهيب تحرق الشفق كيف أوقف مد الغناء الذي يحمل خريد النهر داخلي ولادات حياة .. كيف أوقف أطافيل الشوق عن الكف بالجري اليك كيف أسكن الموج داخل مخدتي علي أن أقنع القصائد الغحرية بإن رامبو لم يفجرها وأقنع سماء آب بإنها بلا نجوم تهذي سحرا رتبتها يدا .. ترتب أكواني حسب خرائط عينيها السابحة في بهاء الله .. كيف أقنع القلادة التي غفت بكفه انها تغفو خارج الحلم كيف أقنع النهار بأنه يستطيع أن يرى دون الشمس قتلتني أكثر عصافير الحنين داخل القصيدة تلك التي لاتكف عن التغريد ..أيأتي يوم وترفع الحديقة بيارق العيد تحت ذياك المطر السومري ؟! دثريني أيتها السماء فقلبي مدى مذوبحا يرتجف بعيدا عن منابت النرجس .. فرحيقه يلفني مدى لم تستطع ان توقف غزوه المسافات .

*س 10 :- حين تعود رشا السيد أحمد إلى أعماق نفسها ، كيف تراها ؟

طفلة لامست وجه القمر ذات حلم فأضاء داخلها وكبرت معه, وأوحى لها ما أوحى .. وأخبرني أن الكون سورة من الجمال تكاثرت آياته . وعلينا أن نرى جمالها فينا ونرى جمال الوجود بأرواحنا قبل أي شيء حلمت ذات يوم بالقصيدة فذبت فيها.. حققت الكثير مما صبوت إليه والحمد لله وتظل الحياة حلما شاسعاً .

*س 11:- إلى أي مدى فقدت القصيدة فعاليتها في هذا الزمن ؟

الوضع السياسي المفجع هو من ضيق الحصار حول فضاء الثقافة سرق كل وقتنا .. لكن الشعراء والأدباء يأبون إلا أن يكتبوا ليصلوا ليوم أبيض

*س 12 :- أهناك من قوّة للثّقافة في زمن طغت فيه ثقافة القوّة؟

الأمة تنهض بمثقفيها وثقافتها فهي نور العقول ولو أن ثقافة القوة فرضت ذاتها .. فللثقافة قوة على العقل لا تحد هل نسمع شئ من ابداعك ؟ سوريا القلب النازف تؤرخ يومياتها بقرمزية الياسمين .......................................... شَهقاتُ مطرٍ حامضية ... تتهامى طِعاناً وهناك براعمٌ تُحنطُ اللحَظات في المَحاجرِ الآملة مظلةُ من بَسالةِ وَحْدها هُناك تُجدي رَصَاصاتٌ سَاقِطَةٌ تُفاخرُ بِفجورِها مُتأتيةٌ منْ قلب ٍ صار جدارا ًباردا ً يسد النور .. صار بركان يلتهم قداسة الينابيع .. يناوش طهر القمر جِيادٌ جامحةٌ تسكنُ المرايا تعَانِد الأمواج بغضاضةِ الورد لا وقتَ هُناك للنومِ فالخفَافيش تتربصُ ليلا ً ونهارا ً ، العناكبُ قلقة ٌ تنصبُ الشِباكَ في نعاسِ العُيونِ مرهقة البَراعمُ حد الأرق الراقص يَصنعون أملا ً من لزُوجةِ جُرح بينما راحت نزفية ُ الوقت تُرخي لُزوجتهِا في الَسراديب العقيمة والمرايا متوجسةُ حتى حفيف ُ الأشجارِ ، بين الجهات السود زحف تتري أعمى يتلوى في الظل طفلٌ يلهو بخيوط الفجر ينظم قصيدة ضياؤها يرعب الوطاويط شعاع ٌ يُكبرِ يرمي ظله في الأحداق هنا ... لا تستكين أفراسٌ وخيولٌ .. تُحطم ُ أِخيلة القيد تنفضُ عن المحاجلِ طَحالبا ً قديمة نَداوةُ الأصواتِ آذانٌ بين يدي الوقت و كي الذاكرةِ أضحى بصمةً فَارقة تُلطخُ السلامَ بوحلٍ يتناثرُ على اليَاقاتِ البَيضاءْ لا تعاويذُ غفوةٍ تُريحُ نبضٌ مُرتفعُ الإيقاعِ في السمرِ شيفراتُ مسافرةُ على غَضَاضَةِ الأجفانِ الأرِقة تُسافرُ مُسرعةً مُحملةُ أزهارٌ و دِماء في أحلام ِ العَنكَبوتية لحظاتٌ بقرمزية وجع تدمجُ ..بسوادِ الشارع محمولٌ يلهث في مدن الأشباح المرعبة أحتارَ مَاذا تلتقطُ عُيونهُ الشهبُ حالمةُ بموكب النهاراتِ الخضرِ تُؤبجدُ الغضبَ قنابلاً صوتيةً في الأشرعةِ الميتةِ تطلبُ رماديةُ الموتِ وساما ً ابتِسامةُ شهيدٍ تَسخرُ منْ تشدقِ الرَصاصاتِ تُعانقُ اللحظةَ الفاصِلة بصرخةٍ بيضاء ، ، يتهاوى الدُجى نفسا ً ... نفسا ً تخنق رئتيه نداوة مسكِ مُغتال التاريخ ما زال يقفُ مشدوها ً يسجل لحظةً خضراءَ بِتأني ، ، لا بد للقيدِ أن يكسرهُ صوتُ الحق لا بد للقيد أن يكسره صوتُ الحق

*س 13 :- هل تتوافق أشكال النصوص الشعرية الجديدة مع واقع الأحداث التي تمر بها الأمة العربية الآن ؟

مؤكد الشاعر مرآة الواقع وهناك شعراء رائعون لدينا كتبوا من وحي اللحظة لكل ما تمر به الأمة العربية .. الشاعر ضمير الأمة اليقظ

*س 14 :- طفولتك.حدثينا قليلا عن تلك المرحلة في حياتك ؟ هههه آها .. كانت لدي طفولة راائعة قضيتها مع أسرتي في الأسفار التي أعشقها وهذا أكسبني سعة معرفية وتصورية وكثير من المعارف والأصدقاء الرائعين , وكثير من الأفراح الجميلة التي لونت طفولتي بالجمال , وكثير من ألم الفراق .. كنت مدللة الأسرة والروضة والمدرسة .. لا أعرف الأسباب بالضبط , فما زالت ببالي صور معلمات الروضة وكيف كنا يهتممنا بي وكان لهن في قلبي وقع من الحنان لا ينسى أما حين كنت أعود من الروضة , كنت أقطف لأمي في الربيع باقة من أزهار الربيع كان يسعدني ذلك .. كنت مولعة بألوان الجوري وشغلني جمال ألتفاف تويجاتها مع بعض . لا أذكر يوماً أمي وبختني في طفولتي , ههههه دائما تقول لم أشعر بك كيف كبرتي , فشقاوتي كانت ضمن الحدود الجميلة.. كنت مولعة بالبحر , كانت تكبلني بحبال الدهش مسافات اللازورد الأزرق المترامية أمامي كنت أخاف البحر ووالدي رحمه الله علمني أن البحر وجه عذب جدا , وأزال من داخلي الخوف من عبور البحر , منذ كنت طفلة صغيرة .. كنت مولعة برحلات الربيع , مع الأسرة وكان يغريني التأمل بالطبيعة , ورؤية السلاحف والأسماك الصغيرة في الأنهر كنت أدهش , كيف لها القدرة على التنفس تحت الماء ههه وتعجبني مراقبة حركتها , وأقارنها بأمثالها من السلاحف البرية .. وكان لدي كلب صغير يرافقني لمنتصف طريق المدرسة ويعود للبيت وقطة جميلة جدا ربيتها صغيرة , فكنت حين أغفو أجدها نائمة في حضني حينما أصحو في الصباح فقد عشت ما بين الكويت وسوريا كنا نسكن في مدينة بحرية أما في سوريا فالربيع شيء آخر .. في طفولتي كنت أحب الاستماع لتكابير العيد أشعرها أجواء روحية اسطورية هل لنا من شئ من ابداعك ؟ (جزء من قصتي هي سردية شعرية تعبيرية حديثة جدا ) وتحت شال الغرام جمعنا المطر وأشياء أخرى .......................................... كم هاجست البحر وهاجسني وناجاني وناجيته , القمر قنديل يبثنا همسه الساحر . كم لمستُ قلب البحر الدافء وهو يُسري بحديثه إلي .. وجهه ذاك , أغنية سعيدة تدشن العالم بثوب من فرح , كلما أطل على المساء . هذا المساء يتقافز بيننا كحلم اسطورة إغريقية , كنت أعلم أن ل الليل سطوة في البوح بين الأحبة, لكن لم يكن بحسبان القصيدة لهذه الليلة الرائعة أن تنفتح الأبواب القديمة كلها دفعة واحدة وكأن العناق الذي كان بين روحينا , قبل قليل ما هو ألا انعتاق جامح على غير توقع لدفق مد عميق جدأ يجتاحنا بغتة , أضاحكه وقلبي متعرق بالشوق لسماع أناغيمه وهو شراع يسافر في المدى . ـ لا عليك أيها البدر كن ما تشاء , فأن قلبي شاء أن تكون ما يشاء ـ ومن قال لكِ أنكِ , لستِ ذاكَ النبضُ الذي يختصرني داخله بقبلة وبعض حروف تسرق الطفل داخلي , لقلب الطفلة داخلكِ كان الحديث كرقص الجمان , يدفق على شواطىء الليل يفتح الأبواب الساحرة للكون في قلب البحر وقلبي قلبك يحضرني بكل أحاديثه الأرجوانية , وما زال يخطفني من الكون بأسره ـ تمتد فيوضاته الداخلية فجأة , بعد سريان طويل بالبوح اللذيذ بيننا.. وأنا أتطلع في عينيه أرقب تقافز النجوم موجة من رعشة باردة من ذكريات فاجئتني , أجتاحت البحر وأوقدت بركانا هادئاً لحديث آخر وقفت على رؤوس أطاريفها حواسي تستمع من منحى آخر ـ كان الليل بهيجاً كأسطورة ووجه ملائكي أبيض كبدر سعيد و فستان العرس أبيض أبيض كعرس ثلج وعينان سكنتها زرقة أقيانس وكم كان الحب بينمها نشواناً , كرقصة صيف استوائي على الشواطىء البكر بينما هو كان قلبه يتقافز , ينتعل الفرح وينسى من خلفه عيون الكون , أخيراً بعد كل المعارضين جمعهم حلم الزوجية , فهو الطير المهاجر للدراسة لبلدها , وهي النورسة الغريبة عن أهله حلم وثب لأرض الواقع بعد عناء طوبل كان قلبه كمدينة أسطورية , تحتفل على شواطىء برازيلية ذات كرنفال لكن هذه الليلة بدل أن تكون جزء من هذه المدينة السعيدة , ألم بحبيبته ما لم يكن بالحسبان , راحت أيدي الألم تعتصرها كقطعة غسيل صغيرة لم تبقي في جوفها رحيق , استفرغت واستفرغت حتى استفرغت عشبة كبدها .. وراحت تعتذر لعريسها , وكأنها المسؤولة عن العاصفة التي أوقعتها فريسة المرض فجأة بينما هو كان يلتهمه الألم بجنون .. لماذا تحولت هذه الليلة لكابوس ـ وبعد لم يفلح الأطباء بحصد الألم من جسدها الرقيق , ولم يفلح السفر لمدن كثيرة بأبعاد وحشية المرض وراح المرض يلتهمها ساعة بعد ساعة ـ وأنا استمع إليه وقلبه ينهمر ألما , وقلبي يتصدع على ذاك النورس البعيد وعروس غدرتها يد سوداء, كأنه رأني وأنا على شراشف الموت منذ سنين غدت . غير معقول هو يحكي قصة من فينا أي صدفة هذه يا حياة ؟! لماذا تصر الحياة أحياناً أن تصفعنا بالخيبة في قمة الفرح ؟! دمعي المتساكب لم يفتح لي بابا للخروج من الوجع , وخيوط الحديث تتساقط على قلبي كالجمر ألمٌ ينفتح على ألم , ولا قلب يسند النورسين في ليلة العمر الأغلى .. يبتلعني الدهش كنقطة في فراغ عميق الخيبة المتلاطمة .. هي أن أن تتخطى كل السدود وتصل الحبيب وحين تصل , يصفعك القدر في منتصف ناصيتك , بأن يكسر حلمك على صخرة الألم وأنت تنظر بعين الدهش , أي وجع هذا أنه احتراق شقي يلسع الروح بالتوالي . وأنت الذي كنت تظن أن اللحظة ستكون خرافية ـ وبعد يا حب ـ كانت تلك النورسة تعشق المطر , في المشوار , توقف السيارة وتنزل تداعب حبات المطر . ألم تعرف أن المطر للبعض هو فضاء يهبنا جنون التعقل , فضاء تعقل يهبنا تعقل الجنون . يد ندية تفصلنا عن هرطقة الكون لنرى روعة الروح العظمى .. سؤال ينطرح في أروقتي البعيدة عمن تتحدث أنت ؟!

*س 15 :- ماذا تطرحين من قضايا في نسجك الأدبي؟ ما يأخذ بالروح والفكر لفضاءات شاسعة , لا تعرف القيود لفضاءات نتعرف بها على عوالمنا الداخلية وتسافر بالحس لفضاءات لا ترى إلا بلغتنا العميقة المتأملة .. وكل القضايا التي توجع الوطن وأهله وياسمينه .ونخيله .

* س 16 :- ما رأيك بالحركة النقدية عربياً؟ هناك من يكتب النقد بشكل راائع , على سبيل المثال الناقد الشاعر الروائي د . عبد الرزاق عبد الوهاب حسين يكتب نقدا منهجيا أكاديميا بصورة ثقيفة جدا وفكر رفيع تشعره يكتب لنخبة الشعراء المثقفين بفكر أكاديمي راائع , وكذا الناقد الشاعر العراقي سعد غلام .. رجل واسع المعرفة والإطلاع مبدع بذات الوقت يكتب بصورة راائعة تحليلية ومقارنة ويستعرض الكثير من الأمثلة العالمية وغيرها .. د . أنور غني الموسوي الذي يحاول دون كلل العناية بالنقد العربي بشكل إبداعي يؤسس بأبواب جديدة في النقد , الشاعر الناقد نظام ناصر القريشي يكتب بصور طيبة للغايى , محمد سليمان ناقد وباحث منتهى النشاط والإبداع الجميل والفكر النير وهناك متذوقين , وليسوا بنقاد أنما يكتبون , ما يرونه كتذوق هؤلاء لا أستطيع أقول عنهم نقاد , ومن الخطأ اعتبار التذوق نقد . النقد ارتقاء بالأدب والفكر , فهي ليس توقف ومشاهدة والمجال يطول بالحديث عن النقد . النقد بناء جديد يعيد النص بذائقة مترفة

*س 17 :- هل ترين أن الكاتبات لهن لغة خاصة بهن في الحراك الأدبي؟اللغة للجميع لكيلا الجنسين , وخير اللغة ما خدم الإنسان والفكر والتطور والحرية والمجتمع , وأضفى عليه مسحة من الجمال الحسي والتصويري وصور مساحات الانفعالات الصادقة بشكل غير مألوف , بشكل يجذب القارىء ويقع في قلبه وفكره ضمن حدود المنطق .. وما يوصلنا للحق والجمال الكوني المطلق , سواء كان للمرأة أو الرجل هل لنا في شئ من ابداعك ؟ السردية الشعرية التعبيرية ( ما بعد الحداثة ) صعود للداخل .................. نصعد ونصعد للقمة حتى نثمل بالأنتظار و من ثم نفكر بالنسيان فنجدنا مثملين بيقظة .. تحفظ حتى فتافيت الحديث للشراع الغادي تتمدد باوردتنا أنساغ حياة ..ههه نضحك على انفسنا .. فعبث ان نمضي مفرغين ممن سكننا وصار للقصيدة حياة .. اكرهني يابيروت كما هي روحي مولعة بذياك الشراع .

س 18 :- كيف وجدت تلقي القراء لقصائدك - وما هو نوع الإشكالات التي واجهتها مع مجتمعك ككاتبة ؟

الحمد لله .. أحب القارىء الثقيف وقارئنا العربي أصبح ذاك الفكر الذكي الواعي المتعمق بالنص الذي يسعد الشاعر والأديب بأفكاره .. كم أجد مستوى رفيعا من قرائي يثلجون الصدر بفكرهم النير أما قرائي من الشعراء والأدباء والمثقفين فأني أفخر بأراوحهم الشاسعة المدى , هذا التفاعل الراائع ما بين المبدع والقراء يحفز عالم الإبداع لمساحات بلا حدود أما مجتمعي فكان اليد الداعمة والراعية والقلوب العامرة بالحب , جعلت المساحات أمامي مضيئة أكثر .. لا يمكن أن أنسى ما غمروني به من فضاءات حب

*س 19 ؛- تعتقدين أن المبدع أصبح محظوظاً في عصر تعدد وسائل النشر؟ ولماذا؟

مؤكد تلاشت المسافات وتقاربت العقول...وهذا هو رابط صفحتي علي الفيسبوك للتواصل https://www.facebook.com/mjed.alhadad

*س 20 ؛-قبل أن نختتم هذا الحوار , وبكلمات قليلة, ما الذي يمكن أن تكتبه في نهاية الحوار ؟

الحمد لله الشعر و الأدب بألف خير في أوطاننا .. شعلته وقادة رغم الوغى ..فلا بد نصل لمجتمع من ضياء فما زال عامر بعقول من نور كان حوارا ذكيا يبحث في دقائق الشاعر قبل أي شيء أحي فيك الاديب المصري الاستاذ صابر حجازى روحك السامية للحوار في الخوض بمكنون الشاعر العميق وسرني هذا الحوار الذكي .. شاسع شكري لرهيف فكرك البعيد الرؤى ————

* الكاتب والشاعر والقاص المصري صابر حجازي http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi – ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة - اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية - نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي – ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية – حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية –عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة

2016-12-25