الثلاثاء 10/5/1446 هـ الموافق 12/11/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
تاسكا ' بين الشراكة والتنمية '....عماد العيسى

فندق خمس نجوم , تناول طعام الافطار , والغداء , والعشاء , ومن ثم سهرات التعارف بين المشاركين اضافة الى الجولات السياحية المبرمجة , ومن ثم تلاوة البيان الختامي والذي يتضمن التوصيات والذي يكون في العادة معد مسبقأ .

هذا ما تعودنا عليه في العالم العربي من عقد المؤتمرات والملتقيات , اما ما جرى في تركيا 'مدينة  انطاليا تحديدأ ' وعلى مدى اربعة ايام فكان ملفت بكل معانيه  ,  فعلتها تاسكا بشكل مختلف فالحضور المميز من الاكاديميين والخبراء ونشطاء المجتمع المدني اضافة الى الحضور الاعلامي المميز من مختلف الدول العربية وتركيا تحت رعاية الجمعية التركية العربية للتعاون الاقتصادي والاستراتيجي , والمعهد التركي العربي للدراسات الاستراتيجية .

الشراكة والتنمية هو عنوان ملتقى تاسكا الدولي الثاني الذي عقد ما بين 20 . 24 ديسمبر لتختتم سنة 2016 بهذا العمل المميز , اما السؤال لماذا التميز ؟ , فهو ما جرى اثناء الملتقى , فرغم النكهة السياسية التي لا بد منها فلقد تميز الملتقى  بما لم يفعله الآخرون , حيث جرى توقيع العديد من الاتفاقيات العلمية بين بعض الجامعات والمؤسسات والغاية منها الاستمرار في مسيرة بدأت من خلال تاسكا , مع العلم ان هناك اتفاقيات شراكة اقتصادية قد جرت بين بعض مؤسسات المجتمع المدني وبعض المؤسسات التجارية ورجال الاعمال وهذا بحد ذاته انجاز لم يحصل من قبل في المؤتمرات العربية العتيدة ,  اما التوصيات فهي بحد ذاتها تشكل منطلقآ فاعلا في حال تم الالتزام والعمل بها ان كان على صعيد الشراكة العلمية والتكنولوجية او الاسهام في تبادل التجارب والخبرات , ناهيك عن العمل على حماية التجارب الناجحة في مجالات التنمية لذلك لا بد من التوقف عند هذا الملتقى والنتائج المميزة وخاصة ما يجري من نقاشات جدية لمتابعة التوصيات وتنفيذها بشكل عملي وهذا ما يطمح اليه المشاركون لذلك يجب ان ينظر اصحاب المؤتمرات العربية الى تاسكا بشكل جدي ولو من باب الغيرة اذا لم يكن من باب الوطنية او حتى الاقتصادية , محمد العادل الدكتور المنتج استطاع جمع العشرات من النشطاء والاكاديميين وجمعيات العمل الاهلي من اكثر من ثلاثين دولة وكان مثال للرجل المتفاني والعملي وهذا واقع وليس مجرد كلام , بنفس الوقت فلولا العطاء المميز للمشاركين لما كان لهذا النجاح نكهته , شخصيآ شاركت بالعشرات اذا لم يكن المئات من المؤتمرات ولكن وللتاريخ فأنني أنحني امام المشاركين الذين التحقوا بتاسكا رغم ان التكاليف المادية شخصية بامتياز وهذا ايضآ من النوادر على صعيد المؤتمرات , من المغرب العربي شاركوا بكثرة , تونس الجزائر المغرب ولم يكونوا غرباء بل كانوا في قمة العطاء , فتونس لا اريد الشفاء من حبها , والجزائر لا تقبل ان يمس جهادها , والمغرب تريد ان تثبت  انها ليست في غربة ,  فلسطين غزة هاشم بشبابها ورغم الحصار حضرت وابكت , وقبة الصخرة كانت حاضرة بحارسها العاشق لها , والاردن كان ملتزم بمن مثله بأمتياز وجدارة  , لبنان لا يقبل ان يكون بعيد عن هذه الفعالية واثبت انه مقاوم حتى على الصعيد الاقتصادي والبحث العلمي  , اما السودان فكانت لؤلؤة منيرة  , السعودية جمعت الزمزم والتمور والعلم , تركيا ابت الا ان تكون الحاضن بجدارة , والبحرين جمعت الشهامة العربية والكرم العلمي , سوريا حبيبة العرب والمسلمين كان لها الفراسة , وبقية المشاركين كانوا نجوم في سماء تاسكا الدولي الثاني , اذا الشراكة والتنمية والاقتصادية سادت الملتقى ورغم برودة الطقس الا ان حرارة الفعاليات كانت طاغية , يا أبن  العادل شكرآ لك والى الامام سويآ في سبيل انجاح وتنفيذ التوصيات وفي الجمع والوحدة يكون النجاح ,

اخيرآ دعوة لا بد منها  , لا تنسوا فلسطين , كل فلسطين من البحر الى النهر فهي لكم جميعا وليست حكرآ لأحد . 

2017-01-02