الأحد 9/4/1446 هـ الموافق 13/10/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
رسائل دحلان ... الأهداف والمحددات في ظل التراجع والمعضلات...ثائر أبو عطيوي

يطل علينا القيادي والنائب محمد دحلان في ذكرى الانطلاقة  52 للثورة الفلسطينية التي قادتها حركة فتح بخطاب ليس هو الأول من نوعه ، والذي يعتبر مبادرة وطنية جديدة شاملة تضاف الى المبادرات السابقة ، فالرسائل التي وجهها النائب دحلان هي بمثابة رسائل محددة الغاية والأهداف للكل الوطني ، تسلط الضوء على المعضلات التي تعاني منها القضية الفلسطينية وحركة فتح على وجه الخصوص ، وفي المقابل قد وضع القيادي محمد دحلان  الرؤية والأهداف المحددة وسبيل النجاة من حالة التراجع بالواقع الفلسطيني بكل مكوناته التي أوشكت على الانهيار في أي لحظة قادمة.
لقد تناول الخطاب عدة رسائل هامة ومصيرية يجب الوقوف أمامها وتناولها بشكل تفصيلي ومراجعة الحسابات بها والتي منها :
القضية الفلسطينية على مفترق طرق خطير من خلال الواقع الذي يفرضه المحتل والنهج السياسي الذي يتبعه رأس الهرم في السلطة الفلسطينية من خلال تحويله عناوين ومفاصل القضية الفلسطينية الى رزمة ورقية من أوراق وقرارات ومؤتمرات لا تغني ولا تسمن من جوع ، والابتعاد بشكل متعمد عن أوراق الضغط والقوة الفلسطينية التي تعمل على انتزاع الحق المسلوب من الاحتلال يضمن للمعترك السياسي الفاعلية وتحقيق الأهداف التي تخدم قضيتنا العادلة، وهنا لخص النائب دحلان الحالة الفلسطينية بالتالي" فلا نحن كيان مستقل ، ولا نحن كيان محتل" ، بكل ما المعنى القانوي للكلمة ، وكما أكد على ضرورة الابتعاد كذلك عن اللقاءات التفاوضية الثنائية المباشرة والملتوية مع لاحتلال ، ووقف ما يسمى بالتنسيق الأمني والعودة للقرارات الخاصة لمنظمة التحرير المتعلقة بتحديد وجه العلاقة مع الاحتلال، وضرورة المطالبة بصيغة اعتراف تكفل الحق الفلسطيني في مواجهة الاحتلال ، من خلال الاعلان الفوري عن تنفيذ قرار منظمة الأمم المتحدة لعام 2012 المتعلق بالدولة الفلسطينية.
خطاب النائب دحلان  وصف ما وصلت به حركة فتح من خلال النتائج والمخرجات التي أفرزها مؤتمر المقاطعة من انتهاكات واضحة العيان بحق الحركة العملاقة وبرنامجها النضالي واقصاء القيادات والكوادر التنظيمية ، وافراغ الحالة التنظيمية من واقعها الحقيقي ، وأوضح القيادي دحلان بما لا يدعو الى الاجتهاد والتفسير  بأنه لن يسمح بأي انشقاق داخل صفوف الحركة مؤكدا على البقاء داخل فتح وقواعدها العريضة الممتدة ، وقياسا على ذلك  وصف أيضا ما وصلت اليه حالة منظمة التحرير الفلسطينية بكافة مؤسساتها من تراجع ملحوظ لا يخفي على أحد ، والتي وصف الحالة التي تمر بها ، بأنها أصبحت ذكرى لا أكثر من ذكريات الزمن الثوري الجميل .
تضمنت رسائل النائب دحلان  الواقع الذي يعيشه شعبنا من تدهور على كافة الصعد والمستويات والتي منها الاقتصادية والاجتماعية بفعل الانقسام السياسي البغيض ، والحالة التي وصل اليها شعبنا بكافة أماكن تواجده ، وجاءت الدعوة القديمة الجديدة للقيادي دحلان بضرورة انهاء الانقسام واعادة اللحمة الوطنية من أجل  الحفاظ على المكون الانساني والوطني للقضية الفلسطينية من خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني بكل مكوناته وأطيافه السياسية ، وضمان مشاركة حركتي  حماس والجهاد الاسلامي ، بالإضافة الى تفعيل دور المجلس التشريعي الفلسطيني بكافة مؤسساته .
وكما أكد القيادي والنائب دحلان على ضرورة وأهمية العمق العربي والقومي للقضية الفلسطينية من خلال ما جاء عبر رسالته في التفكير جديا في عقد المجلس الوطني الفلسطيني من مصر والأردن ، الذي سوف يعطي لقضتينا البعد العربي والقومي ، وتسخير كل الطاقات العربية لمساندة شعبنا على طريق الحرية والاستقلال.
خطاب القيادي والنائب محمد دحلان في ذكرى انطلاقة الثورة 52 ، التي قادتها فتح عبر تاريخها وارثها العظيم ، والذي هي بمثابة مبادرة فتحاوية أولا ووطنية ثانيا  تستحق الوقوف أمام عناوينها ، وتطبيق كل ما جاء بها من حركة فتح وكافة مكونات العمل والفصائل الفلسطينية دون استثناء ، وهذا لأنها كفيلة بإخراج قضيتنا من عنق الزجاجة وشعبنا الفلسطيني من النفق المظلم من أجل النهوض بالإنسان والوطن على طريق الحرية والاستقلال.

2017-01-02