الوسط اليوم-وكالات:
ينام ريان الصغير في سرير شقيقه شادي فراح، أصغر أسير فلسطيني مقدسي من كفر عقب، الذي حكمته محكمة الصلح الإسرائيلية في القدس المحتلة بالسجن مدة عامين بعد اعتقاله إدارياً لمدة عام.
واتُهم شادي بحيازة سكين والتخطيط لتنفيذ عملية طعن مع صديقه أحمد زعيتر، حيث لم يكن لهما بالعمر إلا 12 ربيعاً حينما اعتقلا. وقد سابق ذوو الطفلين الزمن للوصول إلى اتفاق مع القضاء الإسرائيلي، قبل أن يبلغ الطفلان الرابعة عشرة، فعندها لن تكون أحكامهما مخففة كما حصل في قضية أحمد مناصرة التي أثارت الرأي العام أيضاً.
في السجن تعرض شادي للمعاملة العنيفة، حيث نزعت ملابسه ووضع تحت المكيف في غرفة التحقيق وأغرقت ملابسه بالماء ووضعت إلى جانبه، كما أخبرت والدته “العربية.نت”، مضيفة أنه تم حلق شعره كنوع من التعذيب النفسي.
بعد فترة نحف جسد شادي كثيراً، ورغم أنه كرر في المعتقل التأكيد على أنه لم يكن ينوي القيام بعملية طعن إلا أن التحقيق لم يتوقف، وبات يعاني من التهابات في العينين والأذنين وصداع مزمن، وأثناء زيارة والدته له بدأ يضرب رأسه بالحائط، عندها علمت أم شادي أنها إذا لم تفعل شيئاً عملياً فإنها ستخسر ولدها.
بدأت معالجته باستشارة طبيب نفسي، وأحضرت له مصحفاً وألواناً وقصصاً ودفاتر رسم وبدأ فعلاً يرسم ويكتب، فكتب لها في عيد ميلادها هذه الرسالة التي تنشرها “العربية.نت” أدناه.
في الرسالة كتب شادي “لا تتحسري يا أمي ولا تحزني هذا اختبار من عند الله أقف كل يوم أمام المرآة لكي أحاول أن أقتلع سيئاتي وأجد إيجابياتي (..) مصيري بين يدي يا اما اكون ازعر ويا اما اكون ناجح”.
وفعلاً نجح شادي وحقق علامة 98 من مئة في دراسته ودخل مسابقة للقرآن وفاز.
وشادي كان يلعب الجمباز قبل الاعتقال، ويسبح ويركب الخيل وكلها يؤديها باحتراف.
قضية شادي تلقي الضوء من جديد على أطفال فلسطين، الذين باتوا رمزاً من رموز المعاناة الفلسطينية المستمرة، حيث تحتجز إسرائيل حوالي 350 طفلاً فلسطينياً في سجونها، بين محكومين وموقوفين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، بينهم 12 فتاة قاصر.