السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
عالـَمٌ لا غـِنى عنه !!...عبد الهادي شلا

 في العالم الإفتراضي الذي توصل إليه إبداع الإنسان بعبقرية وجد ما كان ينقصه وسط تسارع وتيرة الحياة التي أفرغت الصبر من الصدور وبات كل أمر في عجَـل.

كم هي جميلة الحياة ..

حين يستعصي أمرا ويحار المرء في البحث عن جواب لأسئلته الكثيرة التي لا تنتهي ، فتمتد يده إلى "مفتاح"صغير في جهاز الحاسوب ليبحث عما يريد فيأتيه الجواب متعدد الأشكال والصور منها اليقين ومنها المشكوك فيه ،فيفتح باب التفكر واختيار الأقرب لقناعته التي قد لا تكون هي نفسها عند أخرين بحثوا عن جواب لنفس السؤال.

هذا العالم الإفتراضي يحضرنا ما قاله نزار قباني عن الحب:

الحب في الأرض بعض من تخيلنا..لو لم نجده عليها لاخترعناه .

أصبح هذا العالم الإفتراضي ضروري في زمان اتضحت ملامحه بأنه في حاجة إلى ما يشبع غريزة البحث عند الإنسان الذي تطورت قدراته واتسعت مجالات إبداعه واكتشافاته التي كانت في نظر البعض -في وقت من الأوقات -أنها مجرد خيال رُوِّجَ له لأغراض خبيثة ومخادعة للإنسان المتعطش لمعرفة المزيد عن الحياة التي يعيشها.

لا شك أن قدرات الإنسان الإبداعية لم ولن تتوقف عنده،بل تبدأ معه مرحلة متطورة من البحث للوصول إلى ما لا يمكن الوصول إلى الكمال فيه .

 لكن المؤكد أنها ستصل إلى الذروة التي تتناسب مع قدراته التي هي دون الكمال المطلق وإن رأى بعض الفلاسفة أن لا مستحيل وأن كل شيء تحقيقة بعيدين عن التعاليم الربانية.

 (وما أؤتيتم من العلم إلا قليلا).

هذه الآية الكريمة في مضمونها ترد عليهم، وفي نفس الوقت تحث على المزيد من البحث عما يفيد البشر وأن يكون العلم مسخرا لخدمة الإنسان ومنفعته لا أن يكون علما مدمرا وقاتلا للحياة و عناصر الإبداع الخلاقة فيها.

العالم الإفتراضي،ليس مجرد مساحة من الفضاء متاحة لقضاء وقت من المتعة بل هو للفائدة وتبادل الأفكار والآراء ونقل الخبر والعيش مع الحدث في أي مكان في العالم لحظة بلحظة.

بات من المألوف أن نسمع في كل يوم عن اكتشاف أو ميزة جديدة في عالم التقنيات، فالذي كان مجرد خيال عند معظم شعوب الأرض أصبح اليوم حقيقة ملموسة لا غنى عنها.

منذ سنوات غير بعيدة كانت مجتمعاتنا ترى في جهاز التلفزيون أمرا عجبا لم يتشجع الكثيرون على وجوده في البيت متخوفين من سلبياته ولكننا اليوم نرى أكثر من جهاز في البيت الواحد بل تم اختصاره ليرافقنا في كل مكان على هيئة تلفون صغير أو في ساعة اليد.

أين نحن الآن،وإلى أين ذاهبون؟

لاشك أننا نعيش ثورة علمية بكل جوانبها الإيجابية والسلبية،و ننتظر المزيد من الإبداع والاكتشافات التي ستكون الحاجة إليها أمرا طبيعا يواكب كل خطوات الإنسان الذي لا حد لطموحاته ورغباته.

وكلنا أمل أن يكون كل جديد مسخر لخدمة الإنسان ليعيش في أمن وسلام . 

2017-01-07