الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
عملية القدس رسالة متعددة الاتجاهات...أحمد رمضان لافى

 تعتبر عملية دهس لجنود الاحتلال الإسرائيلي في القدس الشرقية المحتلة اليوم من أهم الرسائل من حيث التوقيت وتعدد المسارات, إذ أنها تأتى في أكثر زمن غلو لغطرسة حكومة اسرائيل التى اعتبرها بعض الاسرائيليين من أخطر الحكومات في تاريخ عمر دولة الاحتلال , لتؤكد للاحتلال بأن مهما زاد من عنصريته وتطرفه ومن ممارسات التطهير العرقى للفلسطينيين وخاصة في القدس الشرقية  بأن كل إجراءاتك الاحتلالية لن تثنى الفلسطينيين من مواجهة هذا المشروع التهويدى الفاشي, فلن ينفع "نتنياهو وليبرمان وبينت " وحكومة المتطرفين كل عنصريتهم وتحزمهم بالمستوطنين بالرغم من أن العملية استهدفت جنودا وليس مستوطنين, اذا فالرسالة الأولى للاحتلال بأنه مهما طال الزمن فان عمر الاحتلال قصير وقصير جدا وأن مدينة القدس حتى ولو تخلى عنها القريب والبعيد فإن أهلها لن ينسوها. أما الرسالة الثانية فهى إلى مخرجات مؤتمر حركة فتح الأخير بأن المقاومة  الذكية ضد الاحتلال مفتوحة على كل المسارات وفى كل الاتجاهات وليس مقتصرة على شكل معين أراده البعض على هواه ومصالحه. وهذا حق كفلته المعاهدات والمواثيق الدولية , فالفلسطيني قرر أنه غير ملتزم بمخرجات مؤتمر فتح المحددة لطريقة وأسلوب المقاومة . أما حماس الحاكمة لقطاع غزة المخطوف و المظلوم والمهمش حتى في أبسط حاجات الانسان للحياة,. فلعل رسالة العملية لحماس بأن خطفك لغزة تحت حجج واهية باسم  المقاومة وتحرير فلسطين فإن هذه الأهداف تبدأ تحقيقها بالعودة الى حضن الوطن وليس الحزب وأن تحرير الانسان الفلسطيني من قبضة الحزب المتطرف والغاصب لكل الحقوق الانسانية  أهم بكثير من حكم 2 مليون انسان لتحقيق مشروع وحلم اسرائيل وهو لا لدولة فلسطينية متواصلة جغرافيا من خلال استمرار الانقسام الوطني والأخلاقي والسياسي والاجتماعي عن باقي أراضي فلسطين حتى وإن كان من الطرف الآخر من الانقسام  من يريد إطالة أمد هذا الانقسام الذى يتناغم مع أهوائه ومصالحه والتى من المنطق تتلاقى كل تلك المصالح مع مصلحة اسرائيل في عدم قيام دولة فلسطينية مستقلة متواصلة جغرافيا وسياسيا... الخ , أما الرسالة التى حملتها العملية إلى العرب والمسلمون فتقول بأن " ما يحرث الأرض إلا عجولها " وعلى الرغم من بعض الدعم الخجول والذى لا يرتقى الى مستوى دعم حقيقي مع أنه مفروض وواجب عليهم عقائديا وقوميا وتاريخيا و......االخ.

ولكن لعل الرسالة الأكثر إثارة هى للرئيس الأمريكي " ترامب" والذى وعد بنقل سفارة بلده من تل أبيب إلى القدس لتؤكد بأن القدس مدينة  فلسطينية محتلة كباقي الأراض الفلسطينية التى احتلت عام 67 والذى وبناءَ على الاتفاقيات والتفاهمات بين الفلسطينيين والاسرائيليين والمبنية على قرارات الأمم المتحدة .فإن العملية جاءت لتؤكد بأن نقل السفارة لا ولم يكون بالأمر البسيط والسهل ورفضه الدبلوماسي الرسمي لن يثنى أصحاب الحق وأهل المدينة رفضهم على طريقتهم. إذا فالرسائل التى حملتها العملية واضحة ولا تحتاج لمزيد من التحليل فلعها تصل الى مبتغاها من الاطراف , فهذا شعب طائر الفنيق كما كان يحلو تسميته من قبل الرئيس الراحل والزعيم والقائد ياسر عرفات.

[email protected] 

2017-01-08