الأربعاء 7/3/1446 هـ الموافق 11/09/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
تحليل ادبي لقصيدة' عذابات هاملت 'لـ صابر حجازى :بقلم الشاعر المقدسي موسي عوده

  أولا : القصيدة 

عذابات هاملت
   ***********


أوفيليا
ياحب العمر

يا جرح الصمت

ما أشهى أن ننسي الدنيا

في لحظة صدق

ما أشهي أن ننسي 

 آنا نحيا

في زمن الـزيف

زمـن الـكبت

ما عادت تحيينا الكلمات

وصرنا

أغرابا في الأرض

***
أوفيليا

يا لحن القلب

يا أطهر أغنية في صمت الدرب

في كل صباح

تتفتح في روحي المشتاقة للنور

أحلام العمر المقهور

لـو تمتد اليد

تعصر بين  الديجور

إنسان الغد

لـو كان الإنسان...

الإنسان 

يطوى الخوف الزائف

ويجازف

أن يحيا - يوما - بالحب

***

أوفيليا

ما أشهي أن ننسي الدنيا

في لحظة صدق

لكن الحب يعود يمر علي حد السيف

- من ينقذ قلبي من هذا الخوف -

يا أوفيليا

ضاعت أوفيليا في جوف الليل

وانسرق الحلم

 

تشتاق الروح إلي النور

تشتاق الروح إلي النور
..      ..     ..     ..
 ..      ..     ..     ..

تسقط أوفيليا في عمق النهر

يبلعها الديجور 

 

-----------------------------------------------------------------
 - هي حبيبة هاملت في مسرحية شكسبير  Ophblia أوفيليا -
 مأساة هاملت - Hamlet Tragedy-


    -    ---------------------------


 ثانيا : التحليل الأدبي

    تَركَ لنا شاعرنا والأديب الكبير صابر حجازي صور ملأة بالعاطفة والحزن ، وكشفَ لنا أنَّ هاملت وحبيبته تَداخَلت مفاهيمهما في  حبٍّ أزليّ .
    استعمل شاعرنا بمهارة أدواتهُ الفكريّة من صور لفظية وإيحاءات
    يا أُوفيليا
    ضاعت أُوفيليا
    في جوفِ الليل
    واستَرَقَ الحُلم
    { ضاعت أوفيليا في الليل المُدلَهمّْ واختفى الحُلمْ }
    الأنفعالاتُ والأحاسيسُ كانت ما بينَ متفاوتة وُمتباعدة مما جعل التعابير أكثر سلاسة ومٌلامسة لشغافِ القلب .
    داخل خبايا الحزن الدفين والمُعاناة تظهر خيوط التراجيديا على مكامن الذات الإنسانيّة وتجذّر الطابع الأنساني في جمال وبهاء
    حروف القصيدة .
    أوفيليا
    يا لحن ألقلب
    يا أطهر أغنية في صمت ألدرب
    في كل صباح
    تتفتح في روحي ألمشتاقة للنور
    أحلام ألعمر ألمقهور
    لـو تمتد أليد
    تعصر بين ألديجور
    أنسان ألغد
    انسيابية وشفافيّة في الألفاظ وعذوبة تبعثُ على  الإرنباحْ
    أظهر { المونولوج الشعري } وابتعد كلّ البعد عن النمط التقليدي
    في المسرحيّة  التي كانت غارقة في الأحداث .

 أوفيليا
ما أشهي أن ننسي ألدنيا
في لحظة صدق

أجادَ الشاعر ببراعة رسم صورة واقعية وجدانية وأحاطها بهالة من الجمال في الصياغة والتراكيب بذوقٍ رفيعْ .

{ خلاصة القول }
ان اللغة الشعرية في اساسها ما هي الا قدرة الشاعر على ترتيب الكلمات داخل الجمل النحوية بطريقة تبرز فيها موهبة الشاعر في خلق البناء الشعري والذي يختلف عن البناء النثري . فينتقي اساليب معينة ويكثر او يقلل من استخدامه للافعال او الاسماء او نوعية الافعال ...الخ كل ذلك يساعد في اثراء الجانب الدلالي للنص ثم يقوم بالتقديم والتأخير او الحذف او الذكر ويعدل في العلاقات التركيبية بين الكلمات ليحقق الوظيفة الشعرية للقصيدة .

 

2017-01-29