هل أحتار الناس في أمر المرأة, وهل حيرت العقول والألباب؟ وانقل بعض ما قاله بعض الحكماء والفلاسفة والعلماء:
• وصفها الشاعر الهندي طاغور بقوله : في البدء خلق الله السماء والأرض والبحار وما فيها وما عليها , ثم خلق آدم عليه السلام, ولما أراد أن يخلق حواء , أخذ من الشمس حرارتها , ومن القمر سره وضوئه , ومن النجوم لمعانها , ومن البحر عمقه , ومن الأمواج مدها وجذرها, ومن الريح تقلبانها , ومن النسيم رقته, ومن الندى قطراته , ومن النبات رعشته , ومن الورد لونه وعطره , ومن الأوراق خفتها ورشاقتها وحفيفها , ومن الأغصان تمايلها , ومن العلقم مرارته , ومن العسل طعم شهده , ومن الذهب بريقه , ومن الماس قسوته , ومن الزجاج شفافيته , ومن الأفعى ليونتها ونعومة ملمسها , ومن الحرباء تلونها , ومن الغزال شروده , ومن الطاووس خيلائه وزهوه , ومن المها عيونها , ومن الأرنب خجله وحياؤه , ومن الثعلب مكره , ومن النمر شراسته , ومن العقرب لدغته , ومن اليمامة حنينها, ومن الحجل نقلته ومشيته , ومن الحمل وداعته , ومن الببغاء ثرثرته , ومن الربيع جماله , ومن الشتاء عواصفه , ومن الصيف قيظه , ومن الخريف تقلباته , ومن الزمن غدره . ثم جمعهم في بوتقة واحدة وصنع منهم المرأة . وأهداه لآدم عليه السلام , فشكر ربه على هديته . وبعد فترة خاطب ربه وقال له : يا رب إن حواء كثيرة المطالب والمصاعب ومرها أكثر من حلوها فخذها عني . فاستجاب الخالق وأبعد حواء عنه . وبعد أسبوع تضرع آدم إلى الخالق قائلاً : ربي إن حياتي أصبحت موحشة , أشعر أنني في منفى , رحماك أعد إلي حواء, إنها نور حياتي ومؤنسة وحشتي وزهرة أحلامي . و هذا الوصف إنما من خياله ,وهو خيال في خيال.
• ويرى بعض الرجال أن المرأة كي تكون نعمة في هذه الحياة يجب أن يتوفر فيها هذه الصفات. والصفات هي :
1. عفيفة الطرف والبطن واليد واللسان .
2. طيبة رائحة الريح والعرق والأنف والفم .
3. سواد شعر الرأس والحاجبان والحدقة وأشفار العين .
4. احمرار اللسان واللثة والوجنتان والشفتان .
5. ناصعة بياض الجلد والأسنان والساق وبياض العين .
6. مدورة الرأس والعنق والساعد والعرقوب .
7. طويلة الشعر والظهر والأطراف والأصابع .
8. واسعة الجبهة والعينان والصدر والوركان .
9. دقيقة الحاجبان والأنف والشفتان والأصابع .
10. غليظة العجز والفخذان والعضدان والركبتان .
11. صغيرة الأذنان والثديان واليدان والرجلان .
12. مدركة وواعية على الموازنة بين جهدها ووقتها ومتطلبات بيتها وعملها.
• ويعتبر بعض الرجال أن أفضل النساء : أطولهن إذا قامت , وأعظمهن إذا قعدت , وأصدقهن إذا قالت . التي إذا غَضبت أو أُغضبت حلمت , وإذا ضحكت تبسمت , وإذا صنعت شيئا أجادت . التي تطيع زوجها , وتلزم بيتها , وتتقن عملها . العزيزة في قومها . الودود الولود , وكل أمرها محمود .
• والبعض قال: أحسن ما تضعه المرأة على شفتيها الصدق , وأحسن كحل لمقلتيها الرأفة , وأجمل عقد لعنقها التواضع, وأبدع قرط لأذنيها الطاعة , وأحسن الخواتم لأصابعها المبادئ القويمة , وأحسن العطور البر والإحسان.
• والرجال في نظرتهم للمرأة مذاهب ومشارب. فمنهم من يرى أنها خير وفائدة , ومنهم من يرى أنها سبب كل شر, وثالث حائر بين الاثنين. والمثل يقول: النساء جواهر وقواهر. و الحكماء والعلماء لخصوا هذه الآراء بما يلي:
1. الرأي الأول: وأصحاب هذا الرأي يعتبرون المرأة نعمة من نعم السماء, وهدية من الله سبحانه وتعالى رأفة بالرجال ,كي يستقيم حالهم وتُشبع بعض غرائزهم , ويتكاثروا ويتعاونوا على البر والتقوى والصلاح. وأفضل ما فيها قلبها الكبير , فكلاهما متمم للآخر . وهي وردة لا يفوح عطرها و شذاها إلا في الظل. وأنها مخلوق بين الملائكة والبشر . وعبروا عنه ببعض الأقوال .و لامارتين قال: هناك امرأة في بداية كل الأعمال الأدبية العظيمة . والشاعر الفرنسي أراغون قال: المرأة هي مستقبل العالم . وقال آخر: الرجل نثر الخالق والمرأة شعره . والشاعر الروسي فارمنتشانوف قال: ليس هناك مجتمع متحرر بدون نساء محررات . وأراغون قال: أنتم أيها العرب أول من رفع المرأة إلى المقام الأسمى في القصائد وفي الغزل والنسب. والسيدة صفية مصطفى أمين قالت: المرأة والرجل وجهان لعملة واحدة . وآخر قال: إذا علمت رجلا فإنك تعلم فرداً , وإذا علمت امرأة فأنت تعلم أسرة . والسيد فولتير قال: خلقت المرأة لتشعرنا بمعنى الحياة فهي مثال الرقة والكمال . وآخر قال: إذا أردت أن تعرف رُقي أمة فأنظر إلى نسائها . وآخر قال: رجل بلا امرأة أو امرأة بلا رجل جسد بلا رأس . وبيت بلا امرأة بئر لا دلو فيه. و لورد بايرون قال: إن الله لم يخلق هذه الأرض إلا لذلك الإنسان الجميل الرقيق المرأة . وحكيم قال: المرأة دمعة وابتسامة . دمعة في سماء التفكير , وابتسامة في حقل النفس . والسيد جلاد ستون قال: أعظم مخلوقة هي المرأة إذا عرفت قدر نفسها . ومعاوية بن أبي سفيان قال: البنت تفاحة القلب . فوالله ما مرض المرضى , ولاندب الموتى , ولا أعان على الآخران مثلهن . ورب أبن أخت قد نفع خاله .وأبن عربي قال: كل ما لا يؤنث لا يعتمد عليه. ومسلم ألماني قال في يومياته: حرص الإسلام على كرامة المرأة بالصيغة التالية : المساواة في الكرامة مع اختلاف الأعباء . والمساواة في المنزلة مع اختلاف الأدوار . و المساواة في القيمة مع اختلاف القدرات. وحكيم قال: المرأة تبني ما في الحياة من معاني الجمال. وآخر قال: المرأة شمس الحياة وأم البشرية , وزينة الدنيا , وريحانة الوجود ,وربيع القلب . فهي أمي وأختي وزوجتي وابنتي وحبيبتي . والحياة بدونها صحراء قاحلة لا واحة فيها. وآخر قال: المرأة هي رئة البشرية المتنفسة , وقلب الحب , والعين الساهرة على المستقبل . وحكيم قال: المرأة يحبها الرجل ويزهد فيها الناسك والعالم , وتكرهها المرأة . وميخائيل نعيمة قال: المرأة والرجل جناحا طائر واحد هو البشرية . وشاعر قال: إن النساء رياحين خلقنا لنا ******** فكلنا يشتهي شم الرياحينا. وأسماء فهمي قالت: الفضيلة الكبرى في المرأة أنها صانعة الرجال بما تسبغه عليهم من أمومة ورحمة وحنان. والدكتور حسين مؤنس قال: إن النساء هن اللواتي يصنعن الرجال , وهات لي عظيماً أدلك على أن سر عظمته أمه أو زوجته. و جوبير قال: لو جردنا المرأة من كل فضيلة لكفاها فخرا أنها تمثل شرف الأمومة. و حكيم قال: شأن المرأة والرجل شأن القوس والوتر, تثنيه وتطيعه , وتجذبه وتتبعه , ولا يصلح كلاهما بمفرده .
2. الرأي الثاني: وأصحاب هذا الرأي يوجزونه في بعض أقوالهم والتي فيها ظلم كبير وتجني على المرأة . وبعيد كل البعد عن قواعد المنطق والعدل . وعبروا عنه ببعض الأقوال. حيث قال شوبنهاور (وهو مثل روسي أيضاً): المرأة حيوان ناطق طويل الشعر قصير الفكر . وفيكتور هيجوا قال: الرجل ألعوبة المرأة, والمرأة ألعوبة الشيطان . والمثل الفرنسي يقول: رجل من قش خير من امرأة من ذهب .و سوفوكليس قال: إن المرأة خلقت لنشاهد وليس لتسمع . والمثل الايرلندي يقول: ثلاثة من الرجال لا يفهمون النساء : الشباب والكهول والشيوخ . والمثل الفرنسي يقول: من يتزوج المرأة يتزوج الديون . وحكيم قال: الذين يفهمون المرأة لا يحبونها , والذين يحبونها لا يفهمونها . و أوسكار وايلد قال: المرأة واحدة من اثنتين : ذات وجه قبيح , وذات وجه ملطخ بالأصباغ . وقال أوسكار وايلد أيضاً: المرأة مثل القمر تتلألأ بنور مستعار . وقال أوسكار أيضاً: خلقت المرأة لتثير فينا الرغبة في تحقيق الروائع , وإن كانت هي نفسها التي تحول دائماً بيننا وذلك. وبلزاك قال: لكي يلم المرء بنفسية المرأة يجب أن يعشق ويهجر نساء الأرض جميعا . والمأمون قال: النساء شر كلهن وشر ما فيهن قلة الاستغناء عنهن. و معاوية بن أبي سفيان قال: النساء يغلبن الكرام , ويغلبهن اللئام . وعمرو بن العاص قال: فوالله أنهن ليلدن الأعداء , ويقربن البعداء , ويورثن الضغائن. وحكيم قال: الصبر عن النساء أهون من الصبر عليهن. و بتلر قال: الذين يفهمون المرأة لا يحبونها , والذين يحبونها لا يفهمونها. وحكيم قال: من يتظاهر بأنه يفهم المرأة فهو غبي , ومن يحاول أن يفهمها فهو أكثر غباء. وحكيم آخر قال: عندما يصادفك قاطع طريق يسألك نقودك أو حياتك. أما إذا صادفتك امرأة فإنها لا تقبل إلا الاثنين معاً. وآخر قال: المرأة تترقب الرجل في رقة وبراءة تماما كما يترقب العنكبوت الذبابة ليحوك حولها شباكه. و فيلسوف فرنسي قال: النساء صغيرات عقول قليلات تفكير سيئات تدبير ورحم الله أجدادنا حين لم يتخذوهم سوى صديقات فراش ومربيات أطفال ومنظفات دور. والمثل الألماني يقول: مالا يقدر عليه الشيطان تقدر عليه المرأة . والمثل البولوني يقول: أبتلع الشيطان المرأة فلم يستطع هضمها. والمثل الفرنسي يقول: الشيطان تكفيه عشر ساعات ليخدع رجلاً, والمرأة بساعة واحدة تخدع عشرة رجال. ومحمد مستجاب قال: طبيعي أن تفخر المرأة بأن حقيبتها من جلد الثعبان. و نيتشة قال: الرجل خلق للحرب والمرأة لراحة المحارب.وقال أيضاً: على الرجل أن يقارب المرأة والمقرعة في يده. وأضاف نيتشة لقوليه قوله أيضاً: الرجل الحقيقي يرغب في أمرين : المخاطرة , واللعب , لذلك يحب المرأة لأنها اللعبة الأشد خطراً . والغرب يتنطح للدفاع عن المرأة . بينما الاسلام هو من أعطى المرأة حقها وكامل حقوقها.
• الرأي الثالث: وأنصار هذا الرأي تتباين آرائهم وأقوالهم ومواقفهم من المرأة في أمور كثيرة .وهذا بعضاً مما قالوه. و رابندرانات طاغور قال: النساء يشبهن الأنهار فهي قوة مفيدة حين تجري ساكنة هادئة , وهي قوة مخربة مدمرة حين تثور وتطغى كالسيل الجارف . وحكيم قال: بعض النساء كالسيجار ثلثه الأول شهي والباقي مر كالعلقم . وحكيم قال: المرأة كالبحر مرآه هادئ وجميل , ولكن أعماقه مملوءة بالوحوش الضارية . وحكيم قال: أسع إذا أردت وراء المرأة ولكن إياك أن تلهث . وجبران خليل جبران قال: ما أكثر النساء اللواتي يستعرن قلب الرجل, ولكن ما أقل اللواتي يستطعن الاحتفاظ به. و سوفودكيس قال: خلقت المرأة لتشاهد وليس لتسمع. و عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: استعيذوا بالله من شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر. وحكيم قال: ليست أخطاء المرأة هي التي تسحرنا , ولكن سحر المرأة هو الذي يجعلنا نخطئ . وحكيم قال: خلقت المرأة لكي يعشقها الرجل .وحكيم قال: المرأة كالقمر تلمع من سطوع مستعار. والمرأة من حيث وضعياتها أصناف:
1. من حيث الوضعية الاجتماعية : عازبة وعانس ومتزوجة ومطلقة وأرملة. وحكيم قال: للمطلقة نكهة قريبة من نكهة الأرملة , ولكن الأرملة أطيب. وحكيم آخر قال: بعض الأرامل كالثمر الناضج يسقط بسهولة عن أغصانه.
2. من حيث الجمال : جميلة وجذابة ودميمة . وقالوا فيهن : جميلة : وهي كشهد العسل . تلفت نظر الرجل . توجع الرأس . تلائم الرجل الذي ليس عنده خيال . وهي ثروة . ويرى البعض أن أجمل نساء الأرض تلك التي لم يتزوجها . وقال حكيم : جمال السماء في نجومها وجمال المرأة في شعرها. والمثل الكمبودي يقول: الزوجة الجميلة الني تجلب الأنظار لا تدعها تمشي وراءك. والمثل الفرنسي يقول: المرأة الجميلة والشريفة هي شريفة وجميلة مرتين. وسُئلت عجوز يفيض وجهها بشراً وجمالاً , أي مواد التجميل تستعملين. فقالت: أستخدم لشفتي الحق , ولصوتي الذكر , ولعيني غض البصر , وليدي الإحسان ,ولقوامي الاستقامة , ولقلبي حب الله , ولعقلي الحكمة , ولنفسي الطاعة , ولهواي الإيمان. وكاترين العظمى قالت: أجود أنواع المساحيق التي يمكن أن تستخدمها المرأة في تجميل وجهها هي شعورها بالسعادة. وحكيم قال: عقل المرأة في جمالها , وجمال الرجل في عقله. وآخر قال: الجمال مقياس دقيق لكفاءة المرأة في إجادة فن التجميل. والمثل العربي يقول: لبس العود بيجود , وزين المكنسة بتصير ست النساء. وعالم قال: لقد تحطمت منذ فترة لا يستهان بها فكرة المرأة التي تستمد أهميتها من جمالها فقط. وحكيم قال: الجمال للمرأة التي لا تدفئه أنوثة صحيحة أقرب إلى جمال المرمر المنحوت منه إلى جمال اللحم والدم. وعالم قال: ثروة المرأة في عقلها لا في جمالها ومالها. والمثل القديم يقول: الأثرياء والنساء الجميلات يحيط بهما المنافقون والمتملقون. و مارسيل بريفو قال: إذا كان الجمال نوراً وظلاً , فإن الشهوة ليست إلا برقاً ورعداً. وأكثم بن صيفي قال لبنيه: يا بني لا يغلبنكم جمال النساء على صراحة النسب , فإن المناكح الكريمة مدرجة للشرف. وقال حكيم : الجمال بلا فضيلة كالزهرة بلا رائحة. و المهاتما غاندي قال: إن الزينة الحقيقية للمرأة هي أخلاقها, فالمعادن والأحجار لا يمكن أن تكون وسيلة زينة حقيقية.
3. والمرأة الجذابة: يلفت نظرها الرجل وتلفت نظر الرجل . قال عنها نابليون: الجاذبية قوة المرأة. والمثل الياباني يقول: المرآة روح المرأة كما أن السيف روح المحارب. وجبران خليل جبران قال: زينة المرأة هي الرشوة العلنية التي تقدمها للرجل دون أن ينتبه إليها. والمرأة الدميمة: توجع القلب. والمثل الياباني يقول: المرأة القبيحة تخاف المرآة والمرأة.
• والمرأة من حيث اللون : شقراء وبيضاء وحنطيه وسمراء وسوداء.
• والمرأة من حيث التفكير: عاقلة وذكية وغبية . وقالوا فيهن : عاقلة : تعين الرجل على مواجهة
الصعاب في الحياة , تجنب الآخرين المشاكل . وان طلقها الرجل فهي لا تأسف على فراقه وإنما هو من يأسف على فراقها. وحكيم قال: الفتاة العاقلة لا تجري وراء الرجل , فالمصيدة لا تصطاد العصفور. والذكية: وهي المرأة التي تعرف متى تتظاهر بالغباء, ولكنها تفهم الآخرين. والغبية: وهي المرأة التي تُوجد لسكنها ومسكنها رجلاً, وهي مرهقة للآخرين. وحكيم قال: المرأة الغبية هي التي تنتظر من زوجها أن يفهمها. وزينب صادق قالت: المرأة المهملة سواء في بيتها , أو مظهرها. تكون مهملة للزوج والأولاد. وأحمدي مالييف قال: خلق الله المرأة جميلة وغبية. جميلة كي نحبها وغبية كي ترضى بنا. والفرق بينهما: المرأة الذكية لها أهداف والمرأة الغبية لها رغبات.
• والمرأة من حيث السلوك: وفية, وحاقدة, وكاذبة, وسفيهة, ومنفردة, وبنت هوى. وقالوا فيهن: وفية ( فاضلة ): تمتعنا بحياتها وتشقينا بوفاتها . تدفع بزوجها إلى القمة , وبحياتها تسعده , وبتدبيرها تصونه. وورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : الدنيا كلها متاع , وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة . وروي عنه صلى الله عليه وسلم أيضا : ثلاثة من سعادة أبن آدم , المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح. والرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال : خير النساء التي تسره إذا نظر , وتطيعه إذا أمر , ولا تخالفه في نفسها ولا ماله بما يكره . و ورجال الدين شرحوا حديث الرسول. وقالوا بأنه لا يجوز أن يُقصر كلمة تسره إذا نظر على زاوية الجمال المادي في الوجه والقوام , فهذا أمر سريع الزوال . وإنما تسره إذا نظر إليها في كل مقام ,حين تجلس بأدب, أو تأكل بجمال ,أو تتحدث بحياء أو تسير بوقار , وتدبر حياتها بذكاء , وتصبر على المشاكل اليومية بإخلاص , وتتحمل المصائب والمتاعب بشجاعة . هذه هي المرأة الصالحة تحفظ غيب أهلها وزوجها بما حفظ الله , أي بشرع الله الذي شرع لكل حركة من حركات الحياة توجيهاً . ولكل فعل حكماً , ولكل خطأ تصحيحاً . ومن دواعي هذا أن توسع المرأة من دائرة معارفها بالقراءة , ومن مجالات مهاراتها بالتدريب والممارسة على أنواع من حاجات يومها. ويصفها الأستاذ الدكتور أحمد الكبيسي بقوله: المرأة الصالحة هي التي يتناسق سلوكها في غيبة أهلها أو زوجها مع سلوكها في حضرتهم أو مشاهدتهم . فيتساوى عندها الغيب والشهادة من حسن التصرف ووقار الحركة , ورزانة القول واستواء الشخصية وقوة الإرادة وشدة العفة . إن تحدثت مع الآخرين كان حديثها جادا ومقتضبا , وإذا حدثها الآخرون أصغت بوقار وانتباه واحتراس , وإذا أضحكها المضحكون تبسمت بشفتين مغلقتين على أسنان كاللؤلؤ . لا يراها الناس إلا عندما تتحدث بجلال , وإذا خاطبها رجل أجنبي على حين غرة غضت الطرف حياء واستحياء عن بصر ليس جريئاً ولا جباناً , فلا هو ( تحلقة ) ولا هو ( غمض ) . وهي بعد ذلك وقبله ثقيلة الوزن واثقة الخطى , رفيعة الجناب , فلا تسمح بخلوة مريبة , ولا بصحبة مستريبة , ولا باختلاط مشين . فهي قانتة لله خاضعة لمنهجه , طائعة لأوامره , حريصة على مرضاته . تفخر بولي كريم يوجه نمو خلقها مع نمو خلقتها , أو أبن شرعي يرعى شؤونها ويراعي شجونها , أو زوج يحفظ ودها ويحافظ على مودتها . وبذلك تسمو لها عفتها وتسلم بها عافيتها. والامام علي كرم الله وجهه قال: خير نسائكم الطيبة الرائحة , الطيبة الطعام , التي إن أنفقت انفقت قصداً ( باعتدال ),وإن أمسكت أمسكت قصدا , فتلك من عمال الله , وعامل الله لا يخيب. والنبي داوود قال: المرأة الصالحة كالتاج المرصع بالذهب على رأس الملك , كلما رآها الرجل قرت عيناه برؤيتها. والمرأة السوء كمثل الحمل الثقيل على ظهر الشيخ الكبير. وحكيم قال: تشبه المرأة المخلصة الآمة ( الرق ) لأنها تتذلل لزوجها , وتتبذل في خدمته , وتصبر على خلقه إن ساء , وعلى فضله إن قل , ولأنها تظهر فضله عند الناس فلا تمنن عليه, وتشكر ما أولاها, وتقل معاتبته فيما تنكره منه أو ينكره منها. ونابليون قال: أمنع الحصون المرأة الصالحة. وحكيم قال: المرأة نصف الحياة إذا كانت مخلصة لزوجها. وعباس محمود العقاد قال: إذا كانت المرأة الجميلة جوهرة فالمرأة الفاضلة كنز. و بريكلس قال: المرأة الصالحة هي التي لا يتكلم عنها الرجال. وأفلاطون قال: عين العذراء تريك نفسك والعالم. وجان جاك روسوا قال: إذا أردتم رجالا عظماء, علموا المرأة ما هي الفضيلة وما هي العظمة. وحكيم قال: أغبط الناس عيشاً رجل يملك داراه , وزوجته صالحة رضيته ورضيها وبعيشهما راضيان. و رسكن قال: طريق المرأة الفاضلة مفروش بالأزهار ولكنها لا تظهر أمامها بل تنبت في خطواتها. وسقراط قال: المرأة الصالحة كالجندي الصالح كلاهما يخوض معركة الحياة في سبيل هدف سام , وكلاهما لا يطالب بثمن التضحية التي بذلها في سبيل الهدف. وقال سقراط أيضاً: المرأة الفاضلة تعلمنا كيف نحب ونحن نكره , وكيف نضحك ونحن نتألم. وأبن سينا قال: خير النساء العاملة المتزينة , الودود , الولود , القصيرة اللسان , المطاوعة العنان , الناصحة, الأمينة , الرزينة في مجالسها , الوقور في هيئتها , الخفيفة في خدمتها , تحسن التدبير, تكثر القليل. وتوماس اديسون قال: لا شيء يرفع قدر المرأة كالعفة. و بومارشية قال: الطبيعة قالت للمرأة كوني جميلة إذا استطعت , وعاقلة إذا أردت , وأماً محترمة فيجب أن تكوني . والمرأة السيئة (الحاقدة, أو الكاذبة, أو السفيهة, أو المنفردة, أو بنت الهوى).والتي وصفها النبي داوود بقوله: المرأة السوء على زوجها كالحمل الثقيل على الشيخ الكبير. وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : ثلاثة من شقاوة أبن آدم ,المرأة السوء والمسكن السوء , والمركب السوء . وروي عنه صلى الله عليه وسلم أيضا :إياكم وخضراء الدمن , قالوا وما خضراء الدمن يا رسول الله ؟ قال المرأة الحسناء في المنبت السوء. وتشبه المرأة السيّئة الربّة ( بتشديد الراء والباء ) العدو السارق. أما تشبهها بالربة فلكسلها وفحشها وكثرة تجنيها وغضبها , وإغفالها ما يسر زوجها أو يسؤوه , أما تشبهها بالعدو فلاستخفافها به , وغلظتها عليه وجحودها ما كان من إحسانه إليها لسرعة غضبها وطول حقدها وكثرة شكايتها . وأما تشبهها بالسارق فلخيانتها لزوجها في ماله , ولسؤالها إياه مالا حاجة به إليه , ولاحتقارها إحسانه, ولأنها تتزين له من الود بما ليس في قلبها , ولأنها تلج عليه فيما يكره. وقال إعرابي : شر النساء النحيفة الجسم , السريعة الوثبة كأن لسانها حربة , تضحك من غير عجب , وتبكي من غير سبب , وتدعوا على زوجها بالجرب , عرقوبها حديد , منتفخة الوريد , كلامها وعيد , وصوتها شديد , تدفن الحسنات وتفشي السيئات , تعين الزمان على زوجها ولا تعين زوجها على الزمان , ليس في قلبها عليه رأفة , ولا عليها منه مخافة , إن دخل خرجت , وإن خرج دخلت , إن ضحك بكت , وإن بكى ضحكت , تبكي وهي ظالمة , وتشهد وهي غائبة . ابتلاها الله بالويل والثبور وعظائم الأمور. وقال أبن المقفع : ثلاثة لا رأي لهم . صاحب الخف الضيق , وحاقن البول, وصاحب المرأة السليطة. ووصف حكيم المرأة الحاقدة بقوله: هي المرأة التي يروي ظمأها بلايا الناس ومصائبهم , وحقدها سم يقتلها ويقتل من معها ببطء .و لمرأة الحاسدة سيئة, لأن الحسد والانتقام مفسدات للجمال قاضيات على الحسن مزيلات للملاحة والرواء. والمرأة الكاذبة سيئة لأنها تحاول بكذبها إرضاء كبريائها. والمرأة الغيورة فهي قلق في قلق . وبشقائها تتعس النفس وتغم لآخرين من حولها. و مارك توين وصف المرأة المغرورة فقال: الغرور هو آخر ملجأ تلجأ إليه المرأة الفاشلة. وحكيم قال :مهما تكن المرأة هادئة رضية مسالمة , تصبح كاللبوة الهصور عندما تعصف بها نار الغيرة. والمرأة السفيهة (حمقاء) فهي تثير عناد الرجل بإهانتها لكرامته حتى ولو كان يأكل من كفها. وتخلق المشاكل لكل من حولها. والمرأة المنفردة فهي لا تكون مستقرة إلا بغياب زوجها أو أهلها. أو كان هناك من يؤنسها في وحدتها وإن كانت صامتة تحير الآخرين من حولها. والمرأة المسرفة : تعتر نفسها وتعتر من حولها في الديون. وبنت هوى (اللعوب) تكره النساء لأنها تراهن إحدى ثلاث : الأولى خطفت زوجها . والثانية خطفت عشيقها . والثالثة عذراء تحتقرها . لذلك فهي لا تحرص على سمعتها , فلا يعتمد على رأيها في سمعة أية امرأة أخرى. والمثل الإسباني يقول عنها : الوردة التي يشمها الآخرون تفقد رائحتها .وهي تعب في تعب. وسعيد تقي الدين يقول عنها: ليس أبلغ من العاهرة حين تتحدث عن العفاف.
• والمرأة وحبها للرجل: وأختصره حكيم بهذا القول: امرأة تحبك وتحبها ,أو يبادل أحدهما الآخر حبه, وامرأة تحبها ولا تحبك . وامرأة تحبك ولا تحبها. والمثل الايطالي يقول: المرأة الإيطالية لا تصدق أنك تحبها إلا إذا ارتكبت جريمة من أجلها . وكذلك المثل الانكليزي يقول: المرأة الإنكليزية لا تصدق أنك تحبها إلا إذا أنفقت عليها كثيرا . والمثل الفرنسي يقول: المرأة الفرنسية لا تصدق أنك تحبها إلا إذا ارتكبت من أجلها حماقة . و روبرت دورن يقول : ترى المرأة الأمريكية نفسها أنها أجمل وأرشق وأذكى وأخلص وأعذب وأبرع امرأة في العالم , ولكنها أتعس النساء , لأن الرجال الأمريكيين لا يشاركونها الرأي . والمثل العربي يقول: المرأة العربية لا تصدق أنك تحبها إلا إذا تزوجتها وأنعمت عليها بالإطراء .
وأديب اسحاق قال: المرأة مرآة بها نفسك كل ما تنظره فيك ولك
فهي شيطان إذا أفسدتها وإذا أصلحتها فهي ملاك
وأبن الرقاع وصف المرأة التي يحبها ويعشقها بهذه الأبيات:
قضاعية الكعبين . كندية الحشا خزاعية الأطراف طائية الفم
لها حكمة لقمان وصورة يوسف ومنطق داو ود وعفة مريم
كثيرة وكثيرة أقوال الحكماء والعلماء بخصوص المرأة, وأكتفي بهذا النذر القليل من الأقوال والأمثال في هذا المقال. وأملي من السادة الأعزاء القراء أن يُثروا هذا المقال بما يحفظونه ويعرفونه من أقوال من خلال تعليقاتهم الغراء.
[email protected]