الجمعة 14/10/1444 هـ الموافق 05/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الصهيوصليبية مجدداً... بقلم: فضيلة الشيخ هاشم منقارة رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي

 الصهيوصليبية مجدداً.. الأعداء خائفون من الإسلام الحقيقي لذلك يجابهونه بالمزيف منه

  بقلم: فضيلة الشيخ هاشم منقارة (رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي عضو جبهة العمل اللإسلامي وإتحاد علماء بلاد الشام )

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين

قمة المهزلة أن “محور الشر” من واشنطن إلى موسكو وتل ابيب.. يوصمون أمتنا وديننا بالإرهاب ويطلقون علينا كلابهم وبهم من كلابهم نستنجد!!!

فلنسمي الأشياء بأسمائها إستطاع الغرب بشقيه الرأسمالي والاشتراكي خداعنا طويلاً بشعاراته الزائفة..ونحن اشترينا الخدعة بباهظ الثمن عندما اسلمنا قيادنا له ولأزلامه..

ان محاربة الأعداء تكون بصناعة نموذجنا الذاتي الإسلامي الوحدوي التحرري التنموي الرسالي الانساني المقاوم الناجح الأفضل ليكون خياراً بديلاً حقيقياً.

الغرب يتحفنا انه معني ليلاً نهاراً بصدام الحضارات،ونحن نردد بعجز.. أننا مع حوار الثقافات والحضارات وأنصار السلام،نعم نحن كذلك ولكن يجب ان يكون ذلك من موقع قوة واقتدار لا انسحاق وانبطاح،العرب يتوسلون سلام (الشجعان) مع العدو الصهيوني ويفرشون له الورود وتل ابيب تطالب بالمزيد أي سلام هذا واية شجاعة تلك انها شر الهزيمة التي تقوم على الاستجداء والبكائيات،بعيداً عن التوكل على الله حقيقة والاعداد قدر الإستطاعة!!!

ولأن فكرة الخلافة الإسلامية الحقيقية ترعبهم ومن أجل التعطيل الإستباقي اخترعوا التطرف وداعش وأمثالها لتشويه معانيها السامية،ولأنهم خائفون من الإسلام الحقيقي لذلك يجابهونه بالمزيف منه.

إن”الحروب الصليبية ..(الفرنجة)” هي الحملات والحروب التي قام بها اوروبيون من أواخر القرن الحادي عشر حتى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر(1096-1291) ، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الذين اشتركوا فيها وكانت حملات دينية وتحت شعار الصليب من أجل الدفاع عنه وذلك لتحقيق هدفهم الرئيسي وهو السيطرة على فلسطين وبيت المقدس لذلك تبقى فلسطين وما حولها هي البوصلة والمعيار والقضية..

يرى المسلمون في الحروب الصليبية أنها كانت حروبا استعمارية، وتتلخص بأنها دموية، إقصائية بالإضافة لكونهم يرونها حروبا استغلالية انتهازية سعى قادتها من الفرنجة إلى تطويع ابناء المنطقة بالحديد والنار والشعارات المزيفة للسيطرة على ثروات ومقدرات الشرق.

 

الصهيوصليبية

ظل اليهود في نظر العالم المسيحي بأسره “أمة ملعونة” لمدة ألف وخمسمائة عام، لأنهم -في اعتقاد المسيحيين- هم قتلة السيد المسيح. وقد عانى اليهود صنوفا من الاضطهاد والازدارء بناء على هذا التصور الذي ترسخ في العقل المسيحي.

ورغم أن هذا التصور -من وجهة نظر إسلامية- تصور خاطئ أنتج ممارسات ظالمة، إلا أنه صمد على مر القرون، مدعوما بنصوص كثيرة من (الإنجيل) وظروف اجتماعية وسياسية خاصة.

القرن الخامس عشر الميلادي أظهر تحولات عميقة في النفس المسيحية -الغربية كان من نتائج هذه التحولات أن أصبحت المسيحية الجديدة التي عرفت باسم البروتستانتية ربيبة لليهودية!؟.

ومما يلاحظ أن هذا المسار التاريخي لم يعرف العدل ولا التوسط: فاليهود تحولوا من “أمة ملعونة مدنسة” ظلمها المسيحيون كثيرا، إلى “أمة مقدسة” يظلم بها المسيحيون شعوبا أخرى لا صلة لها بتاريخ التدنيس والتقديس هذا.

أما الأورثوذكس (الأوروبيون الشرقيون) فلايزالون يحتفظون بتلك النظرة المتوجسة تجاه اليهود واليهودية. وهذا ما يفسر التفاوت في المواقف السياسية ، لكن ما يهمنا هنا هو التماهي الأميركي مع الدولة اليهودية، ومحاولة فهمه.

”إن إسرائيل التي نعتبرها آخر جيوب الاستعمار والعنصرية، هي في أذهان أغلب الأميركيين مشروع إلهي لا يقبل الإدانة والنقد، فضلا عن المقاومة والنقض”

ولأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة وصل إلى البيت الأبيض عام 1974 الرئيس (جيمي كارتر)، الذي عبر عن حقيقة الرباط العقدي بين اليهود والمسيحية الأميركية في خطاب له أمام الكنيست الإسرائيلي عام 1979 قال فيه: “إن علاقة أميركا بإسرائيل أكثر من مجرد علاقة خاصة.. لقد كانت ولاتزال علاقة فريدة، وهي علاقة لا يمكن تقويضها، لأنها متأصلة في وجدان وأخلاق وديانة ومعتقدات الشعب الأميركي” ومن بعد كارتر زادت قوة هذا التيار رسوخا برئاسة (بوش) الأول، ثم بوش الثاني واليوم بلغ اوجه مع الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب.

ويمكن القول أن الأصوليين المسيحيين امثال ترامب أكثر جرأة في الطعن في الإسلام، وجرح مشاعر المسلمين، من حلفائهم اليهود. كما تدل عليه تصريحاته المتتالية.

إن فهم المسار التاريخي الذي أدى إلى تهود المسيحية البروتستانتية هو المدخل الصحيح لفهم السياسة الأميركية وبالتالي الدولية في المنطقة العربية والاسلامية وقلبها فلسطين.

لقد آن الأوان لفهم الحقيقة المرة: إن إسرائيل التي نعتبرها آخر جيوب الاستعمار والعنصرية، هي في أذهان أغلب الأميركيين مشروع إلهي لا يقبل الإدانة والنقد، فضلا عن المقاومة والنقض، فهل ندرك مدلول ذلك في الوقت الذي يترسخ فيه أثر الدين في السياسة الأميركية يوما بعد يوما؟؟!!

كثير من المسلمين يظنون أن الحروب الصليبية قد ولت منذ زمن بعيد ؛ الحقيقة أن هذا الاعتقاد يوقع معتقده في سذاجة لا تغتفر ما دام الواقع اصدق خبرا من الظن.

لقد دأبت الولايات المتحدة الأمريكية بزعامة حكامها المسيحيين الجدد على إعلان الحرب على الإسلام استمرارا لمسلسل الحروب الصليبية ، والمسيحية الجديدة حركة عنصرية على غرار الحركة الصهيونية والحركة النازية وكل الحركات التي تتخذ من الجنس والعرق أو العقيدة المتعصبة أساسا للتعالي مع خلق الله.

ولما كان عصرنا هذا ؛ وكانت كفة التفوق التكنولوجي لفائدة العالم المسيحي ؛ وكان لا بد أن تكون المبادرة من قلب هذا العالم حيث يوجد أكبر لوبي للمسيحيين الجدد مدعوما بأكبر لوبي صهيوني برساميل ضخمة وتكنولوجيا متطورة ونفوذ واسع.

عقيدة المسيحية الجديدة ؛ والجدة ههنا تقاس بمدى الشراسة في مواجهة العدو اللدود الذي هو الإسلام تقوم على فكرة الاستعلاء والهيمنة .

لقد دأبت الولايات المتحدة على التصريح دون التلميح بمواصلة الخلف المسيحي الجديد لما سنه السلف المسيحي القديم من حروب طاحنة. كانت البداية عبارة عن زلة لسان الرئيس الأمريكي دبليو بوش التي كانت ابلغ زلة لسان في التاريخ المعاصر؛ والتي فحواها نسبة حرب الخليج لمسلسل الحروب المقدسة.

لقد وضعت المسيحية الجديدة الإسلام في قفص الاتهام كعادتها دائما ونسبت له الإرهاب ؛ وهو مصطلح أقصى كل المصطلحات من قبيل المقاومة والجهاد ….

وهي تهمة قديمة كانت المسيحية تستعملها في حق المسلمين ؛ والإرهاب يقابل مصطلح بربرية وهمجية .

وبموجب هذه التهمة بدأ مسلسل العداء للإسلام الذي بات ينعت بأوصاف شتى!!!

أمام هذا الواقع كان لا بد من إعادة حالة الفوضى العارمة الى العالمين العربي والإسلامي عن طريق حلفاء من الدرجة الثانية وخونة من ذوي المصالح الشخصية الذين يقومون بدور الطابور الخامس.

على هذا الاساس يمكن أن نفهم توزيع الأدوار بين عواصم القرار الدولي والاقليمي لإحداث الفوضى في المنطقة عبر التدخل المباشر عبر الجيوش النظامية أو غير المباشر عبر حركات العنف والتشدد والتطرف.

ومع اتفاق ترامب وبوتين على محاربة “تنظيم الدولة” هل حقاً يريدان ومن لف لفهما محاربة داعش التي هم صنعوها في الاساس حيث أنها تقتل من المسلمين أكثر مما تقتل من سواهم ام انهما يريدان إبادة ما تبقى من المسلمين أو في أقل الأحوال تحويل ابناء الأمة الى مسلمين جدد على شاكلتهم عبر دساتير مستوردة واحكام قضائية خبيثة وفاحشة بدأنا نرى بعض قرونها تطل من هنا وهناك بشكل او بآخر.

من هنا نسأل لمصلحة من تثار في الاعلام وتصنع عبر التطرف والتشدد فزاعة (الإسلامفوبيا) وترتفع الأصوات الفاشية ضد المسلمين وتتخذ الاجراءات العنصرية بحقهم دون مواربة النساء دائما يظلمون الرجال!

 

مرة واحدة رجعت لبيتها متأخرة في الليل كانت بزيارة لاختها

وبهدوء فتحت باب غرفة النوم   فكانت مفاجئة عجيبة و غريبة

شاهدت أربع أقدام ظاهرة       من تحت الغطاء على السرير !

ففقدت عقلها و لم تعد تميز     شيئ   حملت عصاية المساحة

وبلشت ضرب بكل قوة        وبكل مطرح بتوصلو العصاية

وصوت الصريخ سمعوه الجيران     و بعد الجهد والضرب ،

راحت على المطبخ لتشرب الماء    وكانت الصدمة قوية

شافت زوجها عم يقرأ مجلة ..       قال لها: حبيبتي،

أمك وأبوك إجو اليوم لعنا    وعطيتهم غرفة نومنا يناموا فيها .. سلمتي عليهم ؟….

 

ربي المساواة بين البشر بحُجة أن الطبيعة تخلق تفاوتات بين “أصناف” البشر المختلفة!!!

إن الإسلام يريد بناء عالم أكثر عدالة ونحن المسلمون نريد ان نتخطى مقولة أن الغرب بشقية يريد دائماً أن يعطي الجمهور الإسلامي أفكاراً أصح عن ضرورة القيام بأعمال قاسية لأتمام خضوعه خضوعاً حقيقياً؛وانه بدون ذلك لا يمكن وجد ديكتاتور ولا استعمار؛ولا ادارة؛ولاحضارة.إذ لا بد من ان يقبل المسلمون قانون الغرب كتحضير لإدارة الاستعمار وقد برهنت الأمثلة بنظرهم ان العرب لا يرضون بذلك الانسلاخ الا بالقوة،وهذة القوة عاجزة إذا لم تنل من الأشخاص والمصالح بما يعني تدخينها للحد الأقصى أي إحراقها.

ونريد أن نتخطى ايضاً انه ما أن وطأت قدما (هرمان كورتز) يابسة العالم الجديد حتى أباد ثقافة(الازتك) وأجهز على ثقافة (المايا)..يتضح لنا من ملاحظات (هيرودوت)حول تذوق الأوروبيين للديمقراطية وخنوع الأسيويين ورضوخهم للإستبداد؛وفي القرون الوسطي اكتسبت مباينة المتمدين – البربري بعداً دينياً:بتعارض المسيحي مع الكفار (المسلم) انظر مسار المحافظين الجدد،وتناظر علاقة المسيحية والاسلام القرآن يجل المسيح وأمه بينما يقصي (دانتي) في (الكوميديا الإلهية) النبي (محمد) صل الله عليه وسلم إلى الجحيم مع اتباعه!؟النشيد18؛البيت35.

(الغرب) شبه جزيرة من آسيا خلف (الأورال) على شواطئ المتوسط.بمذهبه الثنائي وبفرديته وبمذهبه العقلي الوحيد البعد دون الأنتقاص من الثقافة اليونانية.عارض طارئ حمل تعريفات عديدة خدمت قضايا مشبوهة في تقسيم العالم واستعباده

يؤكد (بول فاليري) أنه وليد تقاليد ثلاثة:-في المجال الأخلاقي:المسيحية الكاثوليكية.-في مضمار الحقوق والسياسة والدولة:تأثير موصول بالقانون الروماني.في حقل الفكر والقانون:التقليد الأغريقي.

فما الذي يحدث له؟؛بأعتباره الفرد مركز الأشياء ومقياسها؛وارجاعه الواقع للمفهوم!انه طراز استثناء ضئيل في الملحمة الأنسانية لثلاثة ملايين سنة خلت بتاريخ فرص اضاعتها الأنسانية ليس بتفوقه الثقافي بل بأستخدامه تقنيات السلاح لأهداف عسكرية وعدوانية.

كان في وسع المسيحية بجذورها الشرقية أن تكون اوثق رباط بالشرق لكننا لا نجدها قوة سياسية الا بأندماجها في ثقافة الغرب وبنيانه.

هناك مثل انموذجي عن تمجيد الغرب في التاريخ الرسمي الذي يزيف منظور التاريخ العام ويلقن الأطفال مختزلات ستكون اسس وشروط آرائهم السياسية لا سيما في العصر الحديث من فلسطين والربيع العربي..الا وهي اسطورة (ماراثون) ومعركة (بواتيه) بين (شارل مارتل) وكتيبة فدائية عربية برمز انتصار الحضارة الغربية على (البرابرة)!؟.جرت العادة الحديث عن غرب مسيحي!لكن اية مسيحية!؟

ندرك اليوم الجانب الأصيل في المسيحية هو الجانب الشرقي.عندما شاء الباحثون أن يسكبوا في قالب الفكر الإغريقي تصوراً عن الحياة بعيداً غاية البعد عن النزعة الهيلينية أدخلوا الى الغرب مسيحية افسدتها تماماً الثنائية اليونانية ومثاليتها على الصعيد الفكري النظري.ربما يفسر هذا السعي الحضاري المتضارب بين الشرق والغرب أحدهما يستجدي حوار الحضارات وآخر يسعى لصدامها بوسائله الساحقة.الا ان الأنتخابات الأمريكية الأخيرة التي اوصلت ترامب للبيت الأبيض ومع تفحص العرق الناخب من العرق الأنكلوساكسون بعيداً عن امريكا الللاتينية وآسيا وافريقيا وعموم المهاجرين تتبين لنا حقيقة التحول الإجبارية، وهذا يعني أن التحدي اياه قد بلغ عمق امريكا كما سيفعل غداً باوروبا وكما هو فاعل الان مع المسلمين.

 

الرد الاسلامي

الإسلام دين الرحمة و الخير للعالمين جميعاً : كي نقوم بدورنا لا بد من وحدة مقاومة قادرة على صد العدوان اولاً وحمل الرسالة الى الاخرين ثانياً وتتمثل في الحديث النبوي الشريف (قل آمنت بالله ثم استقم) الذي يجمع بين خيري الدنيا والآخرة،ويتضمن العدالة السياسية والتنمية الاقتصادية الاجتماعية الشاملة والمستدامة، ذلك هو ما نعنيه صناعة النموذج الأمثل ليكون خياراً وبديلاً للإنسانية كل الانسانية وعلى الأمة وهي تبحث وتعمل على اكتشاف نفسها الا تفقد ذاتها فتسقط فيما نهت عنه وتسقط حيث سقط الآخرون إن ما يجري الآن بين ابناء الامة الواحدة يسيئ الى الاسلام في دوره وفي رسالته وعالميته انها الخطيئة الكبرى التي يجب الكف الفوري عنها دون تردد ودون حسابات سياسية ضيقة.

﴿ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾  و للإسلام آداب وأحكام واضحة في الجهاد المشروع.

﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ (190) ﴾سورة البقرة .

تحرم قتل غير المقاتلين، كما تحرم قتل الأبرياء من الشيوخ، والنساء، والأطفال، وتحرم تتبع الفارين، أو قتل المستسلمين، أو إيذاء الأسرى، أو التمثيل بجثث القتلى، أو تدمير المنشآت، والمواقع، والمباني التي لا علاقة لها بالقتال، ولا يمكن التسوية بين إرهاب الطغاة وعنفهم الذين يغتصبون الأوطان، وينهبون الثروات، ويهدرون الكرامات، ويدنسون المقدسات، وبين ممارسة حق الدفاع المشروع الذي يجاهد به المستضعفون لاستخلاص حقوقهم المشروعة في تقرير المصير.

المعاملة الحسنة من المسلمين لمخالفي دينهم ليست غريبة لأنها منبعثة من الإسلام نفسه:

وهذه المعاملة الحسنة من المسلمين لمخالفي دينهم ليست طارئة ولا غريبة، لأنها منبعثة من أصول الدين الإسلامي الذي يقوم على حفظ كرامة الإنسان كائناً من كان، والجهاد في الإسلام مشروع لردّ العدوان ورفع الظلم والطغيان.

إن حاجة البشرية الماسة لدين الإسلام، لتصوراته، ومبادئه، ومثله، وأخلاقه، وتعاليمه، وقيمه، إذ هو وحده كفيل بحلِّ الأزمات، وصراع الحضارات، وهو القادر دون غيره على علاج مشكلات الأمم والشعوب، ومستعصيات الزمان، لأنه دين يعنى بالفرد والمجتمع معاً، وبالروح والجسد، وبالدنيا والآخرة، وهذا ما تفتقر إليه جميع المجتمعات التي تأن تحت وطأة الظلم والضياع، وتكتوي بلهيب المادة والحقد، فالأمم اليوم لا تعرف إلا الشقاء والضنك في الحياة، بل وقد أصبح الإسلام ضرورة من ضرورات الحياة الهانئة السعيدة عكس ما يتم تصويره الان تماماً.

وأنه دعوة لكل الإنسانية، هو دين الله إلى الناس كافة.﴿ قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً (158﴾ سورة الأعراف.

ورسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى كافة البشر، قال تعالى:

﴿ وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ولكن أكثر الناس لا يعلمون(28) ﴾ سورة سبأ.

تتجلى عظمة الإسلام وشموليته وعالميته في جوانب كثيرة من التشريعات، منها جانب تنظيم العلاقات، سواء في علاقة المسلمين بربهم، أو علاقة بعضهم ببعض، أو علاقتهم بالآخرين ممن لم يعتنقوا دينهم على أي وجه كان، وصدق الله جلّ جلاله إذ يقول:

﴿ ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين(89) ﴾  سورة النحل.

إن الجهاد في الإسلام شُرع نصرة للحق، ودفعاً للظلم، وإقراراً للعدل، والسلام ، والأمن، وتمكيناً للرحمة التي أرسل محمد صلى الله عليه وسلم بها للعالمين، ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وهو ما يقضي على الإرهاب بكل صوره، فالجهاد شرع لذلك، وللدفاع عن الوطن ضد احتلال الأرض، ونهب الثروات، وضد الاستعمار الاستيطاني، الذي يخرج الناس من ديارهم، وضد الذين يظاهرون ويساعدون على الإخراج من الديار، وضد الذين ينقضون عهودهم، ولدفع فتنة المسلمين في دينهم، أو سلب حريتهم في الدعوة السلمية إلى الإسلام، قال تعالى:

﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9) ﴾سورة الممتحنة.

التسامح في ديننا يقوم على الاعتقاد بأن كل الديانات تستقي من معين  ﴿ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً و الذي أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى أن أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه (13)﴾ سورة الشورى.

مع هذة الصورة الشاملة نتوقف عند  كلمة قالها لويس التاسع ملك فرنسا الذي أُسر عام ألف ومئتين وخمسين ميلادية، وسجن في دار ابن لقمان في المنصورة وهي من الوثائق المحفوظة في دار الوثائق القومية في باريس قال: لا يمكن الانتصار على المسلمين في الحرب ـ كما رأيتم ـ وإنما ننتصر عليهم باتباع ما يلي: إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين، عدم تمكين البلاد العربية والإسلامية أن يقوم فيها حكم صالح، إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة، والفساد، والنساء، حتى تنفصل القاعدة عن القمة، الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه، يضحي في سبيل مبادئه، الحيلولة دون قيام وحدة عربية إسلامية في المنطقة، تذهب إلى أوربا بلد واحد، عملة واحدة، اقتصاد واحد،..

إن معركتنا معركة حياة أو موت، معركة وجود أو فناء، معركة نكون أو لا نكون، يريد اعداء الاسلام  إفقار المسلمين وإضلالهم وإفسادهم وإذلالهم، وإبادتهم، يبيدون الملايين منا ولا ينطق أحد بكلمة وكأنهم متفقون على إبادتنا فلابدّ من صحوة ولابدّ من عودة إلى هذا الدين العظيم، لابدّ من أن نستعيد مجدنا القيادي.كان العرب قبل الإسلام رعاة للغنم، بفضل هذا الدين العظيم أصبحوا قادة للأمم.

والحمد لله رب العالمين

2017-02-03