الأحد 23/10/1444 هـ الموافق 14/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ترقبوا الموجة القادمة من الثورات العربية

أعد موقع “ميدل إيست مونيتور” تقريرا عن حالة الوطن العربي في ظل الثورات والصراعات التي فتكت بالعديد من العواصم العربية, مشيراً إلى أنه بقدر ما يحمل الشرق الأوسط من تغير في التوازنات العالمية والإقليمية وانعكاسات ذلك على السلطة الحاكمة في دوله المختلفة، فإن التغيير التاريخي الذي حدث مع ثورات الربيع العربي لا يزال في طور التكوين.

 

وأضاف الموقع البريطاني في تقرير له أن النضال من أجل التخلص مما فعله الاستعمار في هذه المنطقة لم يتوقف، ولكن مشاريع التحرر الوطني التي كانت تهدف إلى تحقيق هدف إصلاح معظمها وصل إلى طريق مسدود، ويبدو أن النخب التي تحكم هذه الدول الإقليمية ورثة من القوى الاستعمارية احتقارهم للسكان،.

 

كما نمت الطبقات الحاكمة وأصبح ثرائها أكثر، بينما في الدول ذات الكثافة السكانية العالية تزايدت أعداد الفقراء وكان التعامل مع المعارضة أو مجرد الانتقاد بوحشية، وكان غالبية السكان مساجين من النشطاء السياسيين والمعارضين، حيث كانت الملامح الأكثر شيوعا في معظم أنحاء الشرق الأوسط الاستبداد العربي وعدم احترام حقوق الإنسان الأساسية. كما يقول الموقع البريطاني

 

واستطرد الموقع أنه عندما نجحت الثورات العربية عام 2011 في إسقاط أربعة من الطغاة الذين عذبوا سكانها على مدى عقود في تونس ومصر وليبيا واليمن، ورغم أنه كانت الآمال بأن النظام الجديد يمكنه إحداث تغييرات مماثلة، لكن الوضع أصاب الجميع بخيبة أمل ودق أجراس الإنذار في قصور الملوك والرؤساء الذين أصابهم الرعب.

 

وتساءل ميدل إيست كيف يبدو الشرق الأوسط الجديد؟، موضحا أن الوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط لا يختلف كثيرا عن فترة ما قبل ثورات الربيع العربي، خاصة وأن الحكومات الديكتاتورية عادت لتحكم البلاد مرة أخرى، أمثال ما حدث في مصر، بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في انقلاب يوليو 2013.

 

وأوضح الموقع أنه لو أن مصر وليبيا وتونس تخلصوا من الطغاة وصعد في حكم البلاد شخصيات ديمقراطية، فإنه بدون شك سلوك شعوب هذه الديمقراطيات المنتخبة كان سيتغير كثيرا، وسينتهي عصر الديكتاتوريات المستبدة،  والحكومات التي تمثل الشعوب كانت ستتمكن من إزالة العقبات التي تمنع البلاد من النمو والتقدم.

 

كما أنه بالانتقال إلى الشرق العربي، فإن نجاح استخدام الممارسة الفكرية في سوريا واليمن خلال ثورات الربيع العربي كان سينتهي بوضع مختلف تماما عن الحالي، كما أن الشباب والمتعلمين في المملكة العربية السعودية وفي بقية إمارات الخليج الغنية جدا لا تسوى أي شيء بدون تحقيق إصلاح سياسي، لذا فليس من المستغرب أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت دفعت مليارات الدولارات لتمويل انقلاب الجيش المصري ضد النظام الناشئ والقضاء على التحول الديمقراطي ليس فقط في مصر بل في تونس وليبيا واليمن.

 

واليوم بعد 6 سنوات من الربيع العربي، الصراعات الطائفية في العراق واليمن انتهت في كلا البلدين بنفس الهاوية، وليبيا مقسمة بالفعل، ومصر غارقة في الانقلاب العسكري وأزماته، والدول التي كانت تمول الثورات المضادة وساهمت في الفوضى أصبحت اليوم تعاني من وضع مأساوي، وبصفة خاصة في المملكة العربية السعودية التي أهدرت المليارات خلال سلسلة من الأحداث بدءا من مصر وصولا إلى اليمن مما اضطرها إلى فرض تدابير التقشف على سكانها.

2017-02-04