السبت 22/10/1444 هـ الموافق 13/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
أرض الخوف...!؟/ جميل حامد

الخوف من القادم لسان حال الاغلبية.. الخوف من ماذا ولماذا؟
هل هو فقدان الأمل، أم هو فقدان الأمان والعدالة؟
هل هو الظلم، أم هو العالم ككل، يسوده الخوف من السقوط في بحر من الدم والفقر والتفكك؟
هنا في بلاد العرب لا أمن ولا أمان، بلاد محتلة من بداية أول حاجز حدودي، حتى آخر زنزانة في وزارات الخوف..
هنا في بلاد العرب الهوة واسعة بين المواطن والمسؤول، وبين العنصر والكادر وبين الحاكم والمحكوم، وبين الهرم والقاعدة، فالنظام المتعفن في روح المواطن هو السائد، والخوف المتكلس في جسده هو القانون الذي ينبض بالخوف...!
في بلادنا المجهول يتبختر على أرصفة الوطن، يلاحق المارة ويتسلق أشجار المدن، ويروي تربة الارض بهرمونات سامة، فما هو القادم الذي يخيف الناس غير عدم الاستقرار وفقدان الأمل وسيادة الظلم وانعدام العدالة؟
اسعار البنزين والسولار ارتفعت، فارتفعت نبرات الشكوى وهيمنت الأوجاع على الشوارع والمقاهي وفي المؤسسات والمكاتب، وأصبح حديث الشارع.. "شو الحل"؟
في غزة بشرونا بتعديل حكومي يدحض بشرى اقتراب المصالحة، وفي الضفة ليبرمان يحتل الواجهة ويدير بوصلة الاعلام الرسمي والحزبي بتهديداته وفتاويه الرعناء، والحزب ينتظر على بوابة استجداء الموازنة ببيانات التاييد والشجب والاستنكار، والحياة خارج جدران التقوقع وجع إنساني من الدرجة الاولى..
في ارض الخوف كان بالامس لا خوف، ولا قلق من الساري او من القادم، فالايمان بالرسالة الوطنية والانسانية كان القانون العام الذي يحكم الاغلبية، كان الانتماء لشجرة الزيتون هو التعبير الامثل لشكل التكافل الاجتماعي السائد، وكان الوجع العام يمثل الابتسامة الحقيقية النابعة من حب الحياة، لاجل وطن حر نضحي من اجله، ونتشارك جميعا في ري اشجاره ووروده بماء الحياة وبماء العيون..
ارض الخوف اليوم هي اشبه بفيلم ارض الخوف للراحل احمد زكي، الذي جندته وزارات الامن والعدل للتسلل بين تجار المخدرات، عبر الاتجار بها وتوزيعها بين المواطنين، بهدف كشف كافة عصابات التهريب، ليجد نفسه في النهاية يراسل "وهما" مات بالتقادم، ولم يترك له سوى شهادة براءة كان قد تسلمها قبل الغوص في وحل العصابات، وقبل ان يفقد الاتصال بمن شحنوه بمهة الوطن وخدمة الوطن..
فلماذا الخوف اذا كان وجع المواطن يحتل واجهة المحال التجارية التي تئن تحت وطأة الظرف الاقتصادي؟
ولماذا الخوف اذا كنا نعلم ان الطيور في السماء ستجد قوت يومها؟
ولماذا التوقف عند ليبرمان وتهديداته ونحن من انتصرنا على سياسة تكسير العظام؟
ولماذا الخوف من القادم، اذا كنا فعلا نصبو الى اوطان حرة ومتحررة من القهر والظلم والاستعمار ومن  الخوف؟؟

2012-09-04