السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
حراك إسناد الأسرى لنساند الأسرى.... بقلم منار يونس

"سلام لأرض خلقت للسلام وما رأت يوماً سلاما"، لم تكن مجرد كلمات للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، ربما من عاصرها في حينه يراها نتاج تجربة لأرض شهدت شتى أنواع الظلم والتعدي السافر على حقوق الإنسان التي مارستها القوى الاستعمارية بدءاً من الانتداب البريطاني وانتهاءً بالاحتلال الإسرائيلي. وقد يرى البعض فيها نبوءة واستشراف لمستقبل أرضٍ لم تحمل في طياتها من السلام إلا اسماً لا يسمن ولا يغني من جوع.

قد لا تتسع سطورنا المقبلة للحديث عن شتى الانتهاكات التي يتعرض لها الإنسان الفلسطيني، ولا نكاد نبالغ بالقول أن كافة البنود التي نص عليها "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" قد تم انتهاكها وبشكل صارخ من قبل الاحتلال"الإسرائيلي"، ولكافة الشرائح المجتمعية بدءاً من الأطفال وانتهاءً بكبار السن ومن كلا الجنسين.

لم يكتفِ الاحتلال الاسرائيلي بسلبه "الحرية" للإنسان الفلسطيني أينما حل ووجد، وضيق عليه الأرض بما رحبت، وحاربه اقتصادياً ونفسياً، وزج به في غياهب السجون، بل أراد أن يجعل من هذه الغياهب نسياً منسياً. وعليه تم الاتفاق فلسطينياً على تسمية السابع عشر من نيسان "يوم الأسير الفلسطيني" حيث يحي الفلسطينيون في الداخل والشتات في كل عام هذه المناسبة من أجل تسليط الضوء على معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ومقاومة للتعنت الإسرائيلي المستمروالرافضلتسميتهم" أسرى حرب" وحرمانهم من الحقوق وعلى رأسها تلك المنصوص عليها في اتفاقية جنيف للأسرى.

ومع استمرار هذا التعنت أعلن 1500 أسير فلسطيني موزعين على السجون "الإسرائيلية" في السابع عشر من نيسان من هذا العام وتزامناً مع يوم الأسير الفلسطيني عزمهم على خوض اضراب جماعيمفتوح عن الطعام، وقدموا لائحة لمصلحة سجون الاحتلالبكافة مطالبهم، والتي لم تخرج عن كونها الحقوق الأساسية التي نصت عليها المواثيق الدولية، وتم الاتفاق على استمرار الإضراب حتى تحقيق مطالبهم.

حقائق وأرقام وانتهاكات:

بلغ عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية نحو 6500 أسير حتى الثالث عشر من نيسان من العام 2017، وهذا العدد مرشح للارتفاع مع استمرار عمليات الاعتقالات اليومية التي يقوم بها جيش الاحتلال.

تقبع 57 امرأة في الأسر بينهن 13 قاصراً، فيما بلغ عدد الأطفال الأسرى 300 طفل وطفلة، علماً بأن المواثيق الدولية تحرّم وتجرّم اعتقال الأطفال والقصّر مع ضرورة الإشارة إلى تعرضهم لشتى أنواع التعذيب والتنكيل والترهيب أثناء وبعد الاعتقال، والمماطلة في اطلاعهم على حقهم في الحصول على المساعدة القانونية، وحرمانهم من حضور ذويهم معهم أثناء التحقيق، والتحقيق معهم في ظروف قاسية، وانتزاع الاعترافات منهم بالقوة وإجبارهم على التوقيع على أوراق دون معرفة مضمونها حيث يتم استغلالها لاحقاً لإدانتهم.

أما عن الأسرى القدامى وهو مصطلح يطلق على من مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً فقد بلغ عددهم 44 أسيراً، منهم 29 أسيراً يقبعون في السجون من قبل التوقيع على اتفاقية أوسلو، أي أنه مضى على اعتقالهم أكثر من 30 عاماً.

وبلغ عدد الأسرى المرضى 1500، تمارس ضدهم كافة أشكال الإهمال الطبي إلى جانب الانتهاكات الأخرى التي تمارس ضدهم دون أدنى مراعاة لحالتهم الصحية، ودون توفر شروط العناية الطبية، مما حدا بهم إلى قائمة مطالب متعلقة بتحسين مستشفى الرملة.

أما عن أبلغ صور الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال فتتجلىبما يسمى "الاعتقال الإداري" حيث وصل عدد المعتقلين تحت هذا البند إلى 500 أسيراً، بحيث يتم اعتقال الشخص لمدة تتراوح بين 3 إلى 6 شهور قابلة للتجديد بأمر من القائد العسكري في المناطق المحتلة. هذا ولا يتم تقديم لائحة اتهام بحق المعتقل ولا يتم تقديمه للمحاكمة، بحجة "الملف السري" الذي يقدمه جهاز المخابرات" الشاباك" ويمنع كل من الأسير والمحامي من الاطلاع عليه، وعليه يدخل الأسير في مرحلة العقوبة دون تهمة حتى لو كانت ملفقة، مع العلم أنّ ذلك يتعارض مع اتفاقية جنيف للأسرى والتي تتحدث بوضوح عن ضرورة تقديم لائحة اتهام بحق المعتقل وتقديمه للمحاكمة. وعلى الجانب الآخرلا بد من الإشارة لمصطلح "الشهداء الأسرى" والذي يعد انتهاكاً من ضمن الانتهاكات الصارخة لحق الأسير في الحفاظ على حياته، حيث أطلق هذا المصطلح على الأسرى الذين استشهدوا أثناء اعتقالهم، أو تم إعدامهم خارج نطاق القانون، أو نتيجة القمع والتعذيب، أو نتيجة الإهمال الطبي، حيث بلغ عددهم 210 أسيراً.

أما عن أشكال الانتهاكات الأخرى التي تمارسها سلطات الاحتلال فتتمثل ب: وجود 28 صحفي أسير، معظمهم تم اعتقالهم بدون وجود تهمة واضحة ولكن بسبب أداء واجبهم الصحفي من نقل الأحداث والحقائق للعالم، إلى جانب 12 أسيراً من نواب المجلس التشريعي، وقادة أحزاب فلسطينية.

تاريخ الإضراب:

نفذت الحركة الأسيرة 23 إضراباً منذ العام 1969، استشهد خلالها ما يقارب 6 أسرى. وعلى مدى هذا التاريخ الحافل من الإضرابات وما قدمته من شهداء، لم تتراجعدولة الاحتلال الإسرائيلي عن موقفها تجاه التعامل مع الأسرى الفلسطينيين، بل أمعنت في قمعهم وانتهاك حقوقهم ضاربة بعرض الحائط بكافة المواثيق والمعاهدات الدولية، والمطالبات المستمرة من المنظمات الحقوقية والرسمية بضرورة الكف عن هذه الممارسات العقابية.

في هذا العام ومع تطور وسائل الاتصال، كان لا بد من وقفة جادة لا تقتصر على تسليط الضوء، وإنما تدفع باتجاه اتخاذ خطوات عملية داخلية وإقليمية ودولية للتضامن والتفاعل والضغط باتجاه إحقاق الحقوق، ومن هنا انطلق حراكنا" إسناد الأسرى...

من نحن

حراك شعبي تطوعي يهدف إلى إشراك المجتمع في فعاليات الأسرى المضربين عن الطعام من خلال محاكاة تجربتهم وتمريرها من متضامن/ة إلى لآخر بالصيام والامتناع عن الطعام لوجبة أو أكثر.

آلية التضامن

تعتمد آلية التضامن والإسناد عن إعلان المتضامن/ة عبر صفحته الشخصية وصفحة الحراك الصيام وجبة واحدة أو أكثر بعد تدوين وسم #إسناد_الأسرى وتوجيه الدعوة عبر صفحته وصفحة إسناد الأسرى لصديق أخر للتضامن وإعلان الصيام، وهكذا دواليك.

وقد انطلقت الحملة اليوم بإعلان محمد عليان والد الشهيد بهاء عليان الإضراب عن الطعام ليوم واحد عبر فيديو قام بتسجيله خصيصاًوتوجيهه لصالح الحراك. هذا وقدسجلت شخصيات فلسطينية وعربية تضامنها مع الأسرى ومنهم، أحمد قعبور، وعميد الأسرى كريم يونس، وزاهي وهبي. ومن المتوقع أن تمتد الحملة وتنتشر وتتوسع دائرة المتضامنين والمتفاعلين مع الدعوات للإضراب عن الطعام.

بدعمكم ومساندتكم نطمح لتوسيع حملتنا وزيادة عدد المتضامنين، لنشكل خطوة مع الخطوات الأخرى من أجل وقف مسلسل الانتهاكات وردع التعنت والصلف الإسرائيلي.

 https://www.facebook.com/Solidarity.with.Prisoners/

#إسناد_الأسرى

#solidirity_with_prisoners

 

 

 

2017-04-27