الأسير:
لا شيءَ يوجِعُني هُنا
في زِنزانَتي
لا مَعِدَتي ولا مِعصَمي الدّامي
ولا ذاكَ الهواءُ الزّافِرُ مِن رِئَتَيِّ جلّادي
لا شيءَ يوجِعُني هُنا
في عَتمَةِ القَهرِ
لا حُلُمِيَ الباهِتُ ولا غَدرُ خِلّاني
ولا تِلكَ الدّموعُ الْ تَهطُلُ مِن سماواتي
لا شيءَ يُبكيني هُنا
في نَزفِ آهاتي
لا غُرْبةُ الرّوحِ ولا انتِهاكُ أشيائي
ولا تِلكَ الابتِسامةُ الْ فَرّتْ عن شِفاهِ أطفالي
لا شيءَ يُشفيني هُنا
في مِحْنَتي
لا صَدى الكَلِماتِ ولا بَوْحُ المسافاتِ
ولا تِلكَ الهتافاتُ المُلتاعَةُ في أفواهِ أمواتِ
لا شيءَ يُنصِفُني هُنا
في مَوطِني
لا جِنسِيّتي المَجروحةُ ولا اخضرارُ هُوِيّتي
ولا ذاك الثّرى السّاهِدُ في ليلِ أحبابي
لا شيءَ يُحَرّرُني هُنا
في مَعْبَدِ الصّبرِ
لا صوتُ الضّمائرِ ولا ضمائرَ في المدى!
ولا تِلكَ العُيونُ الباكِيةُ على مَوائِدِ أندادي
الحُر:
الحَقُّ أنتَ
انْهَضْ من غُبارِ المَوتِ
وإيّاكَ وانْكِساراتِ الحياةْ
ابْتَسِمْ
وأطْلِقْ صَهيلَ الرّوحِ
لِتَكونَ أبعدَ ما يكونْ
حُرّاً طَليقاً في المَدى
اكْسِرْ قُيودَ الصَّمْتِ
واسْمَحْ لِجوعِكَ بِاغْتِيالِ الوَقْتِ
دونَ أنْ يغتالَ صَبْرَكَ والصّدى
فَهُناكَ خَلْفَ ضبابِ القَيْدِ
غَرَّدَ الحَسّونُ وابْتَهَلَ الصِّبا
زَغْرَدَ الزّيتونُ
تَحَلّقَ اللوتُسُ بالحُبِّ يَنْتَظِرُ الغَدَ
انْثُرْ رمادَ الغَدْرِ في عَيْنِ العِدا
الْجُبْنُ دَيْدَنُهُمْ فلا تَخْشَ الرَّدى
والعِزُّ دَيْدَنُنَا وإنْ عَزَّ الرَّحا
والنّصرُ مَوْعِدُنا وإنْ طالَ البَلا