لماذا أحرقوك ؟
(رؤية ...)
----------
لأنك لم تتخذي بغصنك شوكا
يرد يد العابثين
و أنت عروس الزنابق في الشرق
أنت جمال العيون
و طيب الطيوب
فقد قطفوك
....
لأنك آثرتِ عَيشَ الفراشات
لا النحلِِ - تيها -
و شِيمة هذا الزمان
أناسٌ هم النارُ
يلتهمون الفراشاتِ والغزلانْ
فقد أحرقوك
....
لأنكِ آمنتِ أن ابتلاعَ الزفيرِ
سيكفيكِ ألا تثيري الأفاعِي
و لم تَحْطِمي جُحرها
و لم تدركي أنْ ستسعى إليك
لأنك ماءٌ . و دفءٌ . و ظلْ
فقد سمموك
....
عصيبٌ هو الدرسُ قاس ٍمرير
و قد صرتِ يا بهجة الروح
جُرْحُ القلوبْ
فها هو نهرك
يُرضع زرعَكِ دمعا عُبابا
بطعم اللهيب
و تلفح زهرك ريح هبوب
و تختبئ الشمس بين الدروب
و تلتفتين
فلا تجدين ملومًا سواكِ
فأنت التي قد زرعت ؛
و ها قد جنيت
....
نسيتِ بأن جميعَ الشرائعْ
* تُحرِّمُ أكلَ الصقورْ ،
* و تمنعُ ذبحَ النسوْر
و أن الصغارَ
هوايتُهم صيدُ عصفورةٍ
أو يمامة
و أنْ ليست النارُ تأكلُ نارا
و أمثالَها تتحاشَى السباع
....
ألا فاستفيقي ، استعيدي
مفاخر عزك ، قوة زندك ،
مجد جدودك و الكبرياء
فلا خير في عيشةِ الضعفاء
*******
محمود خطاب