السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
اضراب الأسرى إضراب الكرامة...وسيم وني

 

عندما اكتب عن نسورنا البواسل في سجون الاحتلال والذين يخوضون معركة الكرامة والصمود بأمعائهم الخاوية فأنا بذلك أخط كلماتي لأبطال لا تتسع لهم مقالاتي هذه  حيث تعتبرقضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينين  في سجون السجان الذي لا يحمل قدرأ من الإنسانية معلماً أساسيا من معالم قضيتنا الفلسطينية  وتشكل العنوان الأبرز في تاريخ الصراع مع الكيان الإسرائيلي ، حيث أن الأسير يحتل مكانة عالية في وجدان شعبنا الفلسطيني لما يمثله من صمود ونضال ونموذج يقتدي به الأجيال في مقاومة الاحتلال  ، بينما يُعرف عنهم الاحتلال بأنهم مخربين وارهابيين ويعتبر سجنهم انتقاماُ يستحقونه كونهم حسب نظريتهم العنصرية بأنهم مخربين وارهابيين لا يستحقون الحياة  ، وهذا  ليس بغريب على كيان لا يعرف الإنسانية والذي يسعى خاسئاً كسر هذا الصمود .

وبرغم هذه الظلم الذي يمارسه المحتل فهو يهدف إلى غرس قيم ومفاهيم جديدة في نفوس شعبنا من خلال إظهار بأنه لا جدوى من مقاومة المحتل ولعل الأخطر فيها المحاولات التي تهدف إلى الإساءة للمكانة العالية لأسرانا وتجريم كفاحهم ونضالهم وتقديمهم للعالم على أنهم " إرهابيون "  في إطار السعي الخبيث لتجريم نضال شعبنا وكفاحه لنيل حقوقه المشروعة وتحرير فلسطين من النهر إلى البحر .

هل ينجح الأسرى المضربون في كسر عنجهية الاحتلال :

يعتقل الكيان الإسرائيلي نحو 6500 فلسطيني ، بينهم 57 امرأة و 300 طفل في 24 سجناً ومركز توقيف وتحقيق حسب  ما تشير إليه الإحصاءات الفلسطينية  الرسمية ، ويعاني الأسرى من ظروف اعتقال قاسية لا ترقى للمعاملة الإنسانية بشيء وخصوصاً أثناء التحقيقات الأمنية التي يمارس فيها الاحتلال أقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي لانتزاع اعترافات ليتهمو بها لاحقاً بالإرهاب والتخريب .

وكما يعاني الأسرى من ظروف صحية صعبة كونهم يعانون أصلاُ من الإهمال الطبي لهم عداك ع سوء الطعام والشراب وحرمانهم من زيارتهم من قبل أهاليهم والتجسس عليهم في انتهاك صارخ لأبسط حقوق الإنسانية التي كفلتها له المعاهدات والمواثيق الدولية.

ويعاني الألاف من الأسرى الفلسطينين من بينهم الأطفال والنساء وأصحاب أحكام المؤبد ضغوطاً نفسية جراء ممارسات الاحتلال عليهم لجعلهم ورقة ابتزاز وردع في وجه المقاومة الفلسطينية وللضغط عليهم لتحقيق المزيد من التنازلات .

وفي مواجهة هذا الطاغوت الذي لا يعرف معنى لحقوق الانسان  يواجهه الأسرى الفلسطينين بسلاح الجوع على الدوام بحيث لم يتحقق لكثير من الأسرى مطالبهم إلا بعد فترات طويلة من الاضراب عن الطعام والشراب عدا #الماء_و_الملح

ويعد سلاح الأمعاء الخاوية هو السلاح الوحيد الذي يتحدى به الأسرى جبروت المحتل وأيضاً  للمحافظة على حقوقهم النضالية وتضحياتهم خلال العقود  الماضية ولتحقيق ألادنى من الظروف الإنسانية والتي يحرمهم إياها الاحتلال  .

 

 

 

تاريخ إضرابات الأسرى الفلسطينيين :

منذ ستينيات القرن الماضي، خاض آلاف الأسرى الفلسطينيين عمليات الإضراب عن الطعام، والتي كانت جلها لتحسين ظروفهم داخل السجون، وقد زادت وتيرة هذه الإضرابات في السنوات الأخيرة، وذلك بعد ازدياد عدد الأسرى الفلسطينيين المعتقلين بشكل "إداري"، وكذلك سوء الحالة التي وصل إليها الأسرى في سجون الاحتلال.

وعليه، فقد نفذت الحركة الأسيرة ما يقارب 23 إضرابًا جماعيًا في سجون الاحتلال منذ بدأت استخدام ورقة الإضراب عن الطعام في عام 1969، ومن أهم هذه الإضرابات:

-  اضراب سجن الرملة عام 1969 لمدة 11 يوم

-  اضراب معتقل كفار يونا عام 1969 واستمر ثمانية أيام

- اضراب سجن " نفي ترتسا" عام 1970 واستمر  تسعة أيام

- اضراب سجن عسقلان 1970 واستمر سبعة أيام واستشهد فيها الأسير عبد القادر أبو الفحم .

- إضراب سجن عسقلان الشهير عام 1976 واستمر 45 يوماً

- عام 1977 خاض أسرى سجن عسقلان اضراباً استمر عشرين يوماً

- اضراب سجن نفحة عام 1980 ، استمر 33 يوماً واستشهد فيه ثلاثة أسرى وهم علي الجعفري وراسم حلاوة وأنيس دولة

- اضراب سجن جنيد عام 1984 واستمر 13 يوماً وتم انجاز ادخال جهازي  الراديو والتلفزيون

- اضراب سجن جنيد عام 1987 وشارك فيه ثلاثة ألاف أسير واستمر 20يوماً

- عام 1988 خاض الأسرى أضراباً لدعم الانتفاضة  الأولى

- اضراب سجن نفحة عام 1991 واستمر 17 يوماً

- عام 1992 خاض الأسرى اضراب سبتمر / أيلول الشهير واستمر 22 يوماً وشارك فيه 7000 أسير

- اضراب عام 1995 واستمر 18 يوماً وهي المدة ذاتها التي استغرقها إضراب عام 1996 ثم نفذ الأسرى اضراب عام 2000 استمر مدة شهر

- اضراب الأسيرات عام 2001 الذي عرف باضراب " نيفي تريستا "

-  اضراب الأسرى الشامل عام 2004 واستمر 19 يوم وفي نفس العام خاض الأسرى في سجن هداريم إضراباً استمر لمدة شهرين

- اضراب سجن شطة عام 2006 واستمر سبعة أيام

- عام 2011 اضرب الأسرى لمدة 22 يوم وعام 2012 خاض 1500 أسير إضراباً للمطالبة  وقتها بإلغاء ماعرف وقتها بقانون " شاليط" لينفذ الأسرى اضراب آخر عام 2014 وهو اضراب الأسرى الإداريين واستمر 63 يوماً

- وآخرها اضراب 17 تيسان لعام 2017 حيث بدأ 2000 أسير فلسطيني إضراباً مفتوحاً عن الطعام في كافة سجون الاحتلال للمطالبة بتحسين أوضاعهم الإنسانية وذلك بالتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني الذي يوافق 17 نيسان من كل عام .

 

 

وأخيراً من الأهمية  التركيز على أن السياسة المعلنة لكيان الاحتلال بعنصريتها وإرهابها ترفض دوماً النفاوض مع المضربين كونها ترى فيها كسراً لهيبتها أمام قطعان المستوطنين لديها والرأي العام  بحيث تبدء بشن  حرب غير معلنة على أجساد الأسرى بمحاولة يائسة لكسر هذا الإضراب.

وهاهي  معركة الأمعاء الخاوية قد قطعت شوطاُ قوياُ في  مقاومة الاحتلال وظهر ذلك جلياً في تصريحات بعض وزراء حكومة الاحتلال والتي طالبو بها بإعدام الأسرى وعدم تقديم العلاج لهم وتركهم يضربون حتى الموت ، باستهداف صارخ ليس للأسير الفسطيني فحسب ولا لعملياته الفدائية ضد المحتل فقط بل المستهدف هو شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة ومشروعية حقنا بالكفاح من أجل طرد الاحتلال وانتزاع الحرية والاستقلال .

 ولذلك فإن  أسرى فلسطين بالسجون الإسرائيلية  ، هم أسرى حرب ، وهم أسرى الكرامة والحرية ، وهم صناع المجد والغد الفلسطيني المشرق ، وبحاجة لإطلاق سراحهم بلا تأخير أو مماطلة أو تسويف .. ولا بد من مشاركة الجميع صغارا وكبارا ، أطفالا ورجالا ونساء في التضامن معهم ونصرتهم بشتى الطرق والوسائل .. للوصول إلى بر الحرية  وفك قيودهم واصفادهم

من سجون الاحتلال . 

 

 

 

2017-05-03