الأربعاء 8/10/1445 هـ الموافق 17/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مَا بَيْنَ الذَّاكِرَةِ وَالعُزْلَةِ أَسِيرٌ وَوُطِّنَ وَعُشِقَ وَرُومَانْسِيَّةٌ ....آمال القاسم

عَنْ المَكْتَبَةِ الشَّعْبِيَّةِ نَاشِرُونَ فِي نَابُلُس صُدْرَتُ عَامَ ٢٠١٧٧ رِوَايَةِ نَرْجِسِ العُزْلَةِ لِلكَاتِبِ بِاِسْمٍ خندقجي وَتَقَعُ الرِّوَايَةُ وَالَّتِي صمم غِلَافِهَا الفَنَّانُ كَامِلُ قلالوة فِي ١٧٠ صَفْحَةً مِنْ الحَجْمِ المُتَوَسِّطِ
رُومَانْسِيَّةٌ عَالِيَةٌ مُشْتَعِلَةُ عَلَى إِيقَاعِهَا يَسْرُدُ رِوَايَتَهُ ناثرا أِشْعَارُهُ بِأُسْلُوبٍ خَارِجَ عَنْ المَأْلُوفِ لَهُ لَوْنَهُ الخَاصُّ يُجَسِّدُ الوَاقِعُ الفِلَسْطِينِيُّ بِكَافَّةِ جَوَانِبِهِ السِّيَاسِيَّةِ وَالإجتماعِيَّةَ وَالثَّقَافِيَّةَ مُوَجِّهًا سِهَامَ اِنْتِقَادَاتِهِ الصَّرِيحَةِ دُونَ مُحَابَاةٍ
 بِاِسْمِ الخندقجي الأَسِيرُ الَّذِي يُقْبَعُ خَلْفَ القُضْبَانِ لِيَقْضِيَ حُكْمًا جَائِرًا لَا يُحَدِّثُنَا عَنْ السِّجْنِ وَظُلِمَ السَّجَّانُ وَزَنَازِينُ العَزْلِ الاِنْفِرَادِيِّ.


أَخْتَارُ عُزْلَتَهُ بِنَفْسِهِ لَجَأَ إِلَيْهَا هَرَبًا مِنْ ذِكْرَيَاتِ قِصَّةِ عِشْقِ هَيْمَنَتِ عَلَى ذِكْرَيَاتِهُ يُذِيبُ مَشَاعِرَ القاريء بِرُومَانْسِيَّتِهِ المُتَّقِدَةُ حِلْمًا وَعِشْقًا أَرَادَ أَنْ يَهْرُبَ مِنْ ذِكْرَيَاتِ اِمْرَأَةِ البَدْءِ فَلَجَأَ إِلَى اِمْرَأَةِ الدَّهْشَةِ.
 جَعَلَ مِنْ المَكَانِ (البَيْتُ) سَاحَةَ مَعَارِكِهِ مَعَ شَبَحِ الذِّكْرَيَاتِ وَجَعَلَ كُلُّ شَيْءٍ فِي المَكَانِ يَنْطِقُ بِإِسْرَارِ عِشْقِهِ (الهَاتِفُ، وَالسَّرِيرُ 'وَالثَّلَّاجَةُ.النوافذ، الدُّولَابُ، وَالمَكْتَبَةُ، وَالصُّنْدُوقُ الأَسْوَدُ......)
 بَطَلُ البِدَايَةِ وَالنِّهَايَةُ بَطَلُ القَصِيدَةِ وَالرِّوَايَةِ هُوَ نَفْسُهُ اِنْسَلَخَ عَنْ ذَاتِهِ وَخَاطِبِهَا فِي رِوَايَتِهِ وَإِذْ كَانَ قَدْ أَبْدَعَ مُنْذُ البِدَايَةِ بِاِسْتِخْدَامِ التَّشَابِيهِ الجَمِيلَةِ وَالمُثِيرَةُ إلا أَنَّهُ قَدْ تَأَلَّقَ فِي النِّهَايَةِ فَقَدْ اِنْفَرَدَ بِهَذَا الأُسْلُوبِ الشَّيِّقِ وَالَّذِي يَبْعَثُ عَلَى الدَّهْشَةِ. يَتَحَوَّلُ القَلَمُ فِي يَدِهِ إِلَى رِيشِهِ تُدَاعِبُ الكَلِمَاتُ فَيَرْسُمُ لَوْحَاتِهِ الإِبْدَاعِيَّةَ "شُرْفَةٍ وَجَرِيدَةٍ وَقَهْوَةٍ وَشَمَّسَ وَمَدِينَةُ أَنَّهُ الصَّبَاحُ" صِ ١٣
 يَقُولُ: تَتَصَفَّحُ الجَرِيدَةُ "لِقِرَاءَةِ الجَرِيدَةِ طُقُوسَ أَنْتَ بِحَاجَةٍ لِيُدِينَ كَبِيرَتَيْنِ مُدَرَّبَتَيْنِ تَبْدَآ مِنْ الصَّفْحَةِ الأَخِيرَةِ وَتَتَجَاهَلُ صَفْحَةٌ الإجتماعِيَّاتِ صِ ١٤. وَصَفَ الأَمَاكِنُ بِأُسْلُوبٍ خَلَّاقٍ مُبْدِعٍ وَرَبْطٌ بَيْنَهِمَا بِسَلَاسَةٍ وَاِنْتَقَلَ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ فِي الوَقْتِ
 المُنَاسِبُ مُحَدِّثَا شَلَّالٍ مِنْ المَشَاعِرِ وَالعَوَاطِفِ. نَابُلُس مَدِينَةُ الطُّفُولَةِ الَّتِي أَحَبَّهَا وَعَشِقَ طُقُوسَهَا يَتَأَلَّقُ فِي وَصْفِهَا مُسْتَخْدِمَا تَعَابِيرَ بَلِيغَةً "مُدِينَةُ مِنْ جَبَلَيْنِ نَهْدَانِ مُكْتَنِزَانِ بِالنُّورِ وَالنَّارِ وَشَارِعِ حُبَكِ القَدِيمِ"
. "الشَّارِعُ عَرَبَةُ عرانيس الذُّرَةُ وَصَاحَبَهَا أَبُو جَوْهَرُ وَصَوَّتَ اُم كُلْثُوم معلم مِنْ مَعَالِمِ المَدِينَةِ. الطُّفُولَةُ" بَيْتٌ وَبُيُوتُ عَرِيسٍ وَعَرُوسٌ وَلَعْبَةُ الشَّامَاتِ "مَا عَادَتْ الطُّفُولَةُ بَرِيئَةً أَيْنَ هُنَّ بَنَاتُ الحَارَةِ يَقْفِزُ عَلَيْهِ يَوْمَ الجُمْعَةِ الطُّفُولِيُّ "تم وليفة" وَصَابُونَةٌ نابلسية وَيُتَوِّجُ ذَاكِرَتَهُ عِنْدَمَا يَقُولُ "هَلْ كُنَّا أَنْظَفَ صِغَارًا أُمٌّ أَنَّنَا حِينَ كُبِّرْنَا أَتُسُخِّنَّا لِدَرَجَةٍ أَنَّنَا نَسْتَحِمُّ فِي كُلِّ يَوْمِ أَلْفٍ مَرَّةً لِكَيْ تَعُودَ إِلَيْنَا نَظَافَةً الطُّفُولَةُ" يَزِيدُنَا جَمَالٌ الوَصْفَ دَهْشَةٌ.
إِمَّا وَقْتَ الأَصِيلِ فَهُوَ وَقَتْ مَدِينَتَهُ البَعِيدَةُ وَدُكَّانَ أَبِيهِ وَرَائِحَةَ السُّوقِ ٧٤..

يُخَاطِبُ ذَاتَهُ أَنْتَ لَسْتَ جَاهِزٌ لِمُوَاجَهَةِ ذَاكِرَةٍ بِكَامِلِ عَتَادِهَا وَقَسْوَتِهَا وعنجهيتها يُثِيرُ تَشَوُّقُنَا أَكْثَرَ نَحْوَ القَادِمُ فَكَيْفَ سَيَكْشِفُ عَنْ سِرِّ عُزْلَتِهِ وَهُرُوبِهِ مِنْ الذِّكْرَيَاتِ. تَعُودُ لَهُ الذَّاكِرَةَ تَمْتَطِيهُ يَعُودُ إِلَى شَارِعِ الحُبِّ القَدِيمِ حَيْثُ تَعرف عَلَيْهَا وَأَمْطَرَتْهُ أَسْئِلَةٌ عَلَى إِيقَاعٍ قَلِّبْهُ يَجُولُ بِالبَيْتِ
 مَكْتَبَةٌ مُهَذَّبَةٌ كَتُومَةٌ خَبَّأَ صُنْدُوقُ طُفُولَتِهِ الأَسْوَدُ وَعِشْقِهِ الأَوَّلِ عَلَيْهِ أَنْ يَسْتَعِدَّ لِتِلْكَ الذِّكْرَيَاتُ بِكَأْسِ نَبِيذٍ وَمُوسِيقِيِّ نُعْمٍ هَكَذَا نَسْتَعِدُّ لِصُنْدُوقِ الذِّكْرَيَاتِ تَتَأَجَّجُ رُومَانْسِيَّتُهُ فَيَفْتَحُ الدُّولَابَ. ثَمَّةَ مَا يَدْفَعُهُ أَنْ يَنْسَحِبَ أَنَّهُ وَقْتَ الظَّهِيرَةِ فَمَاذَا كَانَ يخبيء هُنَاكَ؟ وَثَائِقُ العِشْقِ وبَعْضُ مناديل 
 \ كَان عَلَى يَقِينِ بِفَاجِعَةِ الرَّحِيلِ وَالاِبْتِعَادُ "لِلفِرَاقِ طُقُوسٌ وٌَزَيْنَة وَرْدٌ مُجَفَّفٌ وَرَسَائِلُ مُهْتَرِئَةٌ، ذَاكِرَةٌ وَشُرْفَةٌ وَمَدِينَةٌ وَمَسَاءً وَمَسْرَحٌ وَبَيْتٌ رُبَّمَا يُصْبِحُ مَطْلَعُ قَصِيدة مَا أَجْمَلُ الفِرَاقِ تَتَأَلَّقُ اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ الأَسِيرَةِ القَابِعَةِ فِي سُجُونٍ الذِّكْرَيَاتِ 
"لَا يَخْلُو الصَّيْفُ مِنْ الهَزَائِمِ وَالمَذَابِحِ مُنْذُ النَّكْبَةِ وَحَتَّى زَمَنُ الأَنَاقَةِ السِّيَاسِيَّةِ وَالصَّيْفُ الفِلَسْطِينِيُّ مُخِيفٌ وَمُوحِشٌ رَغْمَ المُرَطِّبَاتِ وَالنِّسَاءِ" ٥٥.

الرِّوَايَةُ خَارِجَةً عَنْ المَأْلُوفِ بَسَاطَتَهَا وَوَاقِعِيَّتَهَا وَصُدِّقَ الرَّاوِي نَفْسُهِ فَقَدْ تَنَاوَلَ الوَاقِعُ السِّيَاسِيُّ وَالإجتماعِيَّ بِوَاقِعِيَّةِ وجرأة وَصَرَاحَةً تَامَّةً وَبِأُسْلُوبِ سَلَسٍ شَيِّقٍ لَمْ يُجَامِلْ أَحَدَ وَلَمَّ يَسْتَثْنِي شَيْءٌ هُوَ لَيْسَ مِنْ جِيلِ النَّكْبَةِ أَوْ النكسة هُوَ اِبْنُ الاِنْتِفَاضَةِ الأُولَى الأُولَى المُخَلِّصِ لِحِجَارَتِهَا ذَاتِ القَوَاعِدِ وَالثَّوَابِتِ وَالأَخْلَاقِ حَيْثُ لَا يُوجَدُ وَهُمْ وَلَا أَحَدَ يُخَذِّلُ الحِجَارة "الاِنْتِفَاضَةِ الأُولَى فَضَاءٍ مِنْ الطَّهَارَةِ وَالنَّقَاءُ وَسُطُوعُ المُغَامَرَةِ" الحُبُّ فِيهَا يَمْتَشِقُ مَعَ الوَرْدَةِ حَجَّرَا مَهْرَ العَرُوسِ سَنَةٌ أَوْ سَنَتَيْنِ اِعْتِقَالٌ. حُبُّ فِلَسْطِينَ يَطْغَى عَلَى كُلِّ حُبٍّ أَنْ تُحِبَّ فِلَسْطِينَ فَأَنْتَ مَطْلُوبٌ لِقُوَّاتِ الاِحْتِلَالِ. فَإِدْيَا صَدِيقَةُ عَشَرَاتٍ السَّنَوَاتِ مِنْ عُمْرِهِ مُنْفَتِحَةٍ لَا تَخْشَى المُجْتَمَعَ الذكوري تَشْرَبُ النَّبِيذَ الأَحْمَرُ وَيَكْشِفُ عَنْ صَدَاقَتِهِ بفاديا الَّتِي تَصِلُ إِلَى حَدُّ السَّرِيرُ ٤٨
 لَمْ يَتَوَقَّفْ الأَمْرُ عُنُدٌ فَإِدْيَا فَقَدْ قَدَّمَ نَمُوذَجًا سَلْبِيًّا عَنْ المَرْأَةِ بِرِوَايَتِهِ عَنْ أُمِّ صُبْحِي المَرْأَةَ الَّتِي تَخُونُ زَوْجَهَا وَالَّتِي هِيَ ضَحِيَّةُ عَادَاتٍ وَتَقَالِيدِ المُجْتَمَعِ الطَّبَقِيِّ الَّذِي يَفْرِضُ زَوَاجَ الأَقَارِبِ لِلحِفَاظِ عَلَى الثَّرْوَةِ وَالأَمْوَالِ
 وَهِنَّا لَا بُدَّ مِنْ وَقْفَةٌ أَمَامَ صُورَةِ متناقدة لِلمَرأَةِ الفِلَسْطِينِيَّةِ فَحَيِّنَا أَلْبَسُهَا ثَوْبُ الشاعرة اِبْنَةُ حَيْفَا وَالمُقَدَّسَةُ حِينَ وَصْفُ أُمَّةِ بالقديسة وَام إِلْيَاسُ السَّيِّدَةُ الَّتِي رَتَّبَتْ لَهُ أَيَّامَهُ كُلُّهَا كَطِفْلٍ مُشَرَّدٍ وَاخَتْهُ ذَاتُ الحِكْمَةِ وَالعَقْلُ
 الصُّورَةُ الأُخْرَى السَّيِّدَةِ المعتوهة الَّتِي كَانَتْ تَظْهَرُ فَجْأَةً وَتَتَعَرَّى فِي السُّوقِ أَمَامَ النَّاسِ وَتَنَاقَلَ الإِشَاعَاتِ حَوْلَ مَصِيرِهَا مَا بَيْنَ تَمَّ تَقْطِيعُهَا مِنْ قِبَلِ أَهْلِهَا لِغَسْلِ العَارِ وَمَا بَيْنَ مُشَاهَدَتُهَا تُفْعَلُ الفَاحِشَةَ فِي المَقْبَرَةِ تَحَدُّثٌ عَنْ عُرْي النِّسَاءُ كَمْ هُوَ جَذَّابٌ لِكُلِّ مُشْتَهًى لِلجَسَدِ وَلَكِنْ هُنَاكَ مِنْ هُمْ عُرَاةً الفِكْرَ وَالأَخْلَاقَ وَكَاتِبُنَا لَمْ يَتَرَدَّدْ فِي ذِكْرِ كَلِمَاتٍ سُوقِيَّةٍ وَاصِفًا فِيهَا صُبْحِي بِاِبْنٍ كَذَا صِ ٦٦ أراد أن يكون واقعيا اى أدنى درجة
 كَاتِبُنَا التَّقَدُّمِيُّ المُتَعَلِّقُ بَنُونَ النِّسْوَةُ مُنْذُ طُفُولَتِهِ يُؤْمِنَّ بِالمَرْأَةِ وَحُقُوقِهَا لَا يَخْشَى إنْ تَفَوَّقْتُ عَلَيْهِ فَهَذَا يَجْعَلُهَا مَطْلَعَ قَصِيدَةٍ وَبِدَايَةً رِوَايَةٌ وَأَبَدِي تَعَاطُفًا كَبِيرًا مَعَ نَوُنَّ النِّسْوَةُ الَّتِي تَقْتُلُ تَحْتَ غِطَاءِ الشَّرَفِ
وَإِذْ كُنْتُ أَخْتَلِفُ بِشِدَّةٍ مَعَ الكَاتِبِ لِاِسْتِخْدَامِهِ لِبَعْضِ المَوَاقِفِ الخَادِشَةِ لِلحَيَاءِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالنِّسَاءِ
 • وَالَّتِي بَالَغَ فِيهَا حِينَ ذِكْرُ الفِعْلِ الفَاحِشُ لِاِمْرَأَةِ معتوهة فِي المَقْبَرَةِ إِلَّا أَنَّنِي أَتَقَبَّلُ دَوَافِعَهُ فَهُوَ تَبْنِي قَضِيَّةَ المَرْأَةِ وَتَعَاطَفَ مَعَهَا بِقُوَّةٍ وَأَرَادَ أَنْ يُعَبِّرَ عَنْ مَدَى الظُّلْمِ وَالاِسْتِغْلَالُ وَالنَّظْرَةُ
 الجِنْسِيَّةُ نَحْوَ المَرْأَةِ حَتَّى لَوْ كَانَتْ معتوهة كَمَا أَرَادَ أَنْ يُعَبِّرَ عَنْ الكَبْتِ الاِجْتِمَاعِيِّ وَلَكِنَّهُ أَلْبَسُهُ فِي قَالِبِ النِّسَاءِ دُونَ الرِّجَالِ فَنَحْنُ مُجْتَمَعُ مَحَافِظَ وَمَهْمَا بَلَغَ الأَمْرُ فَانْ هَذَا المُجْتَمِعَ لَا يَتْرُكُ نِسَائِهُ لعابري السَّبِيلُ فِي الشَّوَارِعِ حَتَّى وَإِنْ كُنَّ معتوهات.
 يَكْشِفُ لَنَا الكَاتِبُ عَنْ ذَاتِهِ الاِشْتِرَاكِيَّةِ اليَسَارِيَّةِ وَفِيمَا بَعْدُ يُعْلِنُ أَنَّهُ شُيُوعِي لَمْ يَعُدْ يُؤْمِنُ بِالأَحْزَابِ يَقْتَرِبُ أَكْثُرُ مِنْ الحَاضِرِ.
 سَقَطُ القِنَاعِ عَنْ الأَحْزَابِ السِّيَاسِيَّةِ يَكْشِفُ عَنْ خَلَلٍ كَبِيرٍ عَنْ خَيْبَتِهِ بِالأَحْزَابِ فِي قِيَادَةِ الجَمَاهِيرِ لَمْ يَعُدْ الحِزْبُ رَمْزًا نَقِيًّا وَلَا مُتَمَاسِكًا وَلَمْ يَعُدْ النَّقَاءُ وَالاِنْتِمَاءُ سِمَةً النِّضَالُ ٢٠، وَحْلُ مَحَلِّهِ ضبابية الفِكْرُ وَالهُوِيَّةُ وَتَحَوَّلَتْ الأَحْزَابُ إِلَى دَكَاكِينَ.
يُجَسِّدُ وَاقِعُهُ السِّيَاسِيَّ بِكُلِّ تَفَاصِيلِهِ بَدْءًا مِنْ الاِنْتِفَاضَةِ الأُولَى إِلَى أُوسْلُو "أُوسْلُو وَطَنٌ بِلَا أَشْجَارٍ وَحَدَائِقِ"  ٦٧ وَتَبِعَاتِهُ إِلَى الرَّبِيعِ العَرَبِيِّ إِلَى الاِنْقِسَامِ الفِلَسْطِينِيِّ الدَّاخِلِيُّ ََّّ كُلٌّ هَذَا عَبْرَ عَنْهِ بِاِخْتِيَارِ مُفْرَدَاتِهِ بِعِنَايَةٍ وَأَنَاقَةٍ إِنَّمَا دلت عَلَى ثَقَافَةِ صَاحِبِ هَذِهِ الكَلِمَاتِ.
 أَحَبَّ مَدِينَتَهُ نَابُلُس وَهَاجَرَ إِلَى حَيْفَا ذَابَ عِشْقُهُ فِي هُوَى فِلَسْطِينَ حَتَّى كُنَّا لَا نُمَيِّزُ هَلْ حَقًّا لَدَيْهُ حُبَيْبَتُهُ أُمٌّ أَنَّهَا هِيَ وَحَدَّهَا فِلَسْطِينُ المَعْشُوقَةُ الأَبَدِيَّةُ كَانَ كُلُّ شَيْءِ أَحِبَّةٍ قَدْ رَبَطَهُ بِزَوَايَا الوَطَنِ صَخَبُ رَامَ الله وَجُنُونُهَا وَالبِيئَةُ الثَّقَافِيَّةُ الَّتِي تَسْتَقْطِبُ المُثَقَّفِينَ وَتَجَمُّعٌ بَيِّنُ العَاشِقَيْنِ وَتَوَحَّدَ الوَطَنُ بِقَلْبِ شَاعِرٍ أَحَبِّ اِمْرَأَةٍ مِنْ الشَّمَالِ شَمَالُ فِلَسْطِينَ "لِأَوَّلِ مَرَّةٍ آرِيٌّ حَيْفًا عَلَى شاكلة اِمْرَأَةٌ".
 مُخَلِّصُ هَذَا الشَّاعِرِ لَا يَنْسَى رَفِيقَهُ أَمْجَدَ الَّذِي اُسْتُشْهِدَ بِغِيَابِ وَالِدَتِهِ "وَأَنْتَ الَّذِي غَسَلَتْ شَاهِدَ قَبْرِهِ بِدَمْعِكَ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةِ ٦٢" وَيُبْدَعُ أَيُّمَا إِبْدَاعُ حِينٍ يَصِفُ لَحْظَةَ الاِسْتِشْهَادِ وَكَانَ مُؤَثِّرًا جِدًّا حِينَ وَصْفَ لَحْظَةُ عَوْدَةِ وَالِدَةِ أَمْجَدَ مِنْ الحَجِّ وَفَتْحُ القَبْرِ لِوَدَاعِهِ مِنْ قِبَلِ أُمُّهُ كَان مَشْهَدًا دِرَامَاتِيكِيًّا حَقِيقِيًّا نُقِلْنا مِنْ خِلَالِهِ إِلَى أَجْوَاءِ الاِنْتِفَاضَةِ الأُولَى بِكُلِّ جَوَارِحِهَا وَكَانهَمٍّ اِغْتَالُوا آخَرَ الحِجَارَةِ
 فِعْلًا هُوَ يُجِيدُ دَهْشَةَ القاريء كَمَا يُجِيدُ دَهْشَةَ حُبَيْبَتِهِ أَنَّهُ أُسْلُوبُهُ الفَنِّيُّ المُمَيِّزُ أَنْتِ تَتَابُعَ القِرَاءَةِ مُنْدَهِشًا وَمَزِيدًا مِنْ المُفَاجَآتِ وَأُجَمِّلُهَا قَصَائِدُ الشَّعْرِ المُتَنَاثِرَةُ عَلَى مَدَى الرِّوَايَةِ زَادَتْ مِنْ رُومَانْسِيَّةِ الكَاتِبِ الَّذِي اِمْتَدَّتْ عَلَى مَدَى سُطُورِ رِوَايَتِهِ كُنْوَزٍّ مِنْ الجَمَالِ وَالإِبْدَاعُ
 25/5/2017

2017-05-26