السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
القدس والبحر وجهان لعشق واحد...آمال القاسم

عن الأهلية للنشر والتوزيع في عمان  صدرت عام 2017  نصوص / "هواجس الماء .. أمنيات الزبد" للكاتبة  نسب أديب حسين, وتقع النصوص  والتي صمم غلافها الفنان زهير ابو شايب  في 150 صفحة من الحجم المتوسط

أديبتنا الشابة نسب تألقت في هواجسها وعبرت عن هويتها القومية العربية الأصيلة  فهي ابنة الامكنة ..ابنة الجليل.. ابنة الرامة مهد طفولة الشاعر الكبير سميح القاسم فكيف لها ان لا تسحرنا كلماتها الأنيقة كيف لها ان لا تغمرنا بتدفق مشاعرها الحنونة...؟

 يطغى عليها عشقها  للاماكن التي تعني لها الطفولة البريئة والذكريات الجميلة ...في حيفا تصادق البيوت العتيقة وتزورها ،وتحرسها بعيونها ،وتحدثها فتتألم لوجعها ..

تبكي البيوت وتسقي البحر من دموعها اسئلة وعلامات استفهام :من يبكيك يا بيوت الأجداد ومن يوقف حكم الإعدام عنك ؟

المكان يعني لها الهوية الوطنية والانتماء، وطفولة بريئة عاشقة ،تدفقت مشاعرها وخبأتها في  ثنايا السطور التي خطتها تارة غاضبة ،وتارة حانية أوجعتنا هنا ،ودغدغت مشاعرنا هناك.

غضبت لحال الأمة العربية  ونادت بأقسى اشكال الغضب :لتستنهض عواصم العرب الغارقة في شلالات دمائها (دمشق ,بغداد,صنعاء,القدس,طرابلس وقرطبة )...

استجمعت كل مفردات اللغة،وطوعتها ملكا لحنايا مشاعرها الرقيقة ،وأسرتنا في ذكرياتها الجميلة البريئة...

نسجت حكاية وطن ممزق مجروح ومكلوم،وطن أسير تكبله البوابات الحديدية، والأسوار الإسمنتية الشاهقة الفارغة من الحرية والإحساس...

عشق الأماكن أمر صعب وقاسي جدا إذا ما إرتبط بذكريات جميلة، فكيف رسمت أديبتنا هذه الأماكن المبعثرة ما بين نهر وبحر ،ومد وجزر ، ومهد طفولة ،وما بين حيفا البحر والبيوت العتيقة صديقة الذكريات الجاثمة على أمواج تتقاذف ذكرياتها...

أمواج هذا البحر الذي أحبته رغم خشيتها من الغرق ،معتذرة لهذا الحب الكبير ...فكأنما توردت وجنتيها خجلا ورسمت بشفتيها بسمة بريئة  "أحبك ..أحبك..أحبك ...وعذرا فإني أخشى من الغرق.... "تبوح عن حبها العذري في إعترافاتها لسيدي البحر ،وتطلق ساقيها للريح ص15 ...تناثرت طفولتها  في كل مكان كالليلك كلما ابتعدت عنها تعثرت بها أكثر , فما هي قصتها مع الليلك ؟

غرقت في حبها للطبيعة (البحر، والنهر، والسماء، والموج ،والريح ، والياسمين ،والليلك ،والحمام ،واللون الأبيض ) فجمعت بين النقاء ودفء المشاعر، والرغبة الجامحة للسلام الذي تمنته لامتها العربية في دمشق وقاسيون والعراق والفرات والقدس "قدسك قدسي ودمشقي دمشقك "ص 22و 23

طفولة حاضرة في ندبها لحال العرب الضبابي  مد وجزر تخبط ومتاهة وبكاء أطفال ونحيب أمهات "إلى طفل يبكي خلف الظلام "

تتنقل ابنة الرامة بين الأماكن ومن بنها كلها تقع في عشقها وسحرها تستسلم من اللحظة الأولى لا مقاومة في عشق القدس فمن يقع في هواها مرة يطلب المزيد " لك وحدك"

وما بين الرامة وحيفا والقدس تتعثر في بوابات قلنديا الحديدية تدق البوابات ويدق طفل صدر امه تسمع القدس من بعيد أنات أبنائها تفتح ذراعيها تحضن كل قادم إليها وتحسن الاستقبال روائح البلدة العتيقة (بن وبهارات وزعتر ورائحة الكعك بسمسم )

"حين تمرد الملاك" تمردت الطفلة البريئة التي كبرت وأصبحت لديها رؤيتها وتفاصيل ذكرياتها عانت من الظلم وأوجعتها هويتها فعبرت عن غضبها برومانسية وتألق وإبداع ص75و76

البحر ونسب  وكتاب والقاسم يصرخ الى الجحيم ..الى الجحيم أيها الليلك  وبقايا صخور تتوشح الليلك ولهاث الكلاب في هواجس الماء وأمنيات الزبد جمعت بين الأصالة العريقة والأديبة الشابة العاشقة الغاضبة

 حنينها إلى بلد المنشأ يأخذها هناك لتلتقي ذكريات طفولتها تقف على ضفاف الراين وتبحث عن ذكريات طفولة بعثرها النهر ولم يبق منها إلا  إوزات ثلاث " أتعتبين وللنهر ذاكرة من ماء " بلاغة وقوة في التعبير والتشبيه واستخدام قوي للغة العربية

يا من تعللت بعشق القدس ولا تريدين الشفاء "لن ابرأ من عشق قدسي" ص45 ويا عاشقة البحر أسعدني الإبحار في ثنايا قلمك الرقيق المرهف الإحساس

2017-05-29