الثلاثاء 11/10/1444 هـ الموافق 02/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
برنامج الصدمة... قراءة من زاوية مختلفة...أحمد عرار

 

 الكثير في وطننا العربي يعجبه هذا البرنامج، ولعله قد حصل على أعلى نسب مشاهدة...

 

المواطن العربي يتفاعل بوجدانه بشكل كبير مع القضايا التي يطرحها البرنامج، ويتعاطف مع ضحاياه الممثلين والذين يشكلون جزء من واقعنا السيئ والظالم.
لكن السؤال الأهم هو جدوى هذا البرنامج. وجدوى الحلول التي تعتمد على ضمائر الناس وأهوائهم وثقافاتهم المتنوعة. 
بالطبع الإجابة على هذا السؤال ان الجدوى المرتبطة بمزاج البشر غير عملية وغير مقنعة ولا هي حتى مجدية.
الفيلسوف الكبير نيتشة له مقولة مهمة وهي "ان أعظم النفوس تستطيع أرتكاب أفظع الردائل"... كما أن التاريخ يخبرنا بأن حتى أبناء الانبياء معرضين لفساد الضمير وغياب الاخلاق، لذلك سيكون من العبث الحديث عن التربية الصالحة والإحسان، والكلام الكثير الذي يقول "قدم السبت بتلاقي الحد".  فالواقع يقول بانك قد تقدم السبت والحد ولا تجد أي رد لهذا التقديم.

نعود للقضايا العديدة التي يعرضها البرنامج والتي قد تنتهي الحلقة ولا يجد من المشاهدين من يتفاعل او يتدخل.
الواقع والمنطق يقول بأن التعويل على ضمائر ومشاعر البشر لن يحل قضايا إجتماعية عديدة.
اذا فالحل هو بالقانون والتشريعات فقط. قوانين تضمن كرامة الإنسان وتقدم له حقوقه في جميع مراحل عمره.
قانون عادل للضمان الإجتماعي وللتقاعد، قانون عادل يضمن العلاج المجاني لكل المواطنين، قانون عادل يضمن حق كل إنسان بمسكن كريم وحياة لائقة.
هذا هو الحل الحقيقي، وهذا هو الحل الذي يضمن الاستقرار الأمني والإجتماعي. وبالطبع سينعكس وجود هذه التشريعات والقوانين وضمان تطبيقها على الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي للدولة كلها..
المجتمع الاوروبي الذي نشتمه ونصفه بالكفر لا يعاني من كل هذه المشاكل لان التشريعات والقوانين تضمن للإنسان كرامته حتى الموت.

وحتى لا يفهم من كلامي استثناء التربية والقيم والحث عليها، فانني اقول بأهمية ذلك، وبأهمية وجود برامج تربية جادة وشاملة، وبرامج تكافل وأعمال إنسانية منظمة..

2017-05-31