الثلاثاء 7/10/1445 هـ الموافق 16/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
مصر إلى أين ... في ذكرى الثورتين....الدكتور ياسر الشرافي

 تطل علينا اليوم الذكرى الرابعة لثورة يونيو المصرية ، التي هي  إمتداداً و إستكمالاً للذكرى السابعة لثورة يناير  ، حيث نكتب عن حال مصر و نظامها الحاكم منذ أربعة سنوات ، أين أخطأ و أين أصاب بعيداً عن كل متعصب للطرف الحاكم و الطرف النقيض ، الذي يتمنى كل شر لتلك الإدارة المصرية القائمة و عدم التوفيق و إن أحسنت العمل في معالجة بعض الملفات ، قبل الدخول إلى ما أنجزه هذا النظام من خير لهذا الشعب كان هناك تقصير واضح في شحن طاقات الشباب للعبور إلى المستقبل ، رغم المؤتمرات التي فُعلت لتلك الفئة في أنحاء الجمهورية المصرية، حيث هؤلاء الشباب هم الوقود لبناء الدولة المصرية الحديثة ، و هناك إيضاً ملف مهم و هو تدني مستوى الحريات من تكميم للأفواه إلى مناطق محضورة ، و إعتقال لعدد ليس بالقليل من كتاب الراى و عدم سفر لآخرين إلى خارج البلاد  ، وإبعاد قصري لأناس لهم قدر كبير من الإحترام و التقدير في الشارع المصري  مثل  باسم  يوسف و محمد ابو تريكة ، ثالثا التقليص البطيء في الجهاز الحكومي المصري و الذي يقارب عدده سبعة ملايين موظف ، حيث يُستنزف عشرات من مليارات الجنيه المصري من معدل الدخل القومي تحت إسم البطالة المقنعة ، رغم إحتياج الدولة لعشرون بالمائة من هؤلاء الموظفين  للقيام بواجباتهم إتجاه خدمة مواطنيهم بكل سلاسة ، حيث يجب أن تتوفر الإرادة لتلك الادارة المصرية في نقل الموظفون ذات العدد الزائد إلى أماكن إنتاجية كالمصانع و الزراعة و التسويق ، لتدوير عجلة الإنتاج بعد إخضاعهم لبرامج مكثفة لتعلم تلك المهن ،  رابعاً يجب أن يكون هناك مصالحة سياسة أو وئام إجتماعي مع جميع شرائح الشعب المصري المقننة و على رأسهم حزب الحرية و العدالة و ليست الأخوان المسلمين و من تلطخت إيديهم بدماء المصريين .  أيضاً هناك الكثير من الإيجابيات التي أحرزها النظام القائم من حيث المحافظة على بناء الدولة المصرية كدولة  بعد أن كادت بعد ثورة يناير و ثلاثين يونيو أن تنزلق لحرب أهلية ، و الضرب من حديد و بدون رحمة لمن يحاول بإستماتة لترهيب الشعب المصري بأكمله دون تمييز و بدعم من إستخبارات  دولية و عربية معروفة للجميع ، حيث هناك إيضاً تم تشكيل فريق رئاسي علمي من الطراز الأول من كبار العلماء المصريين يتبع مباشرة للرئاسة المصرية ، مشهود لهم بالكافاءة العلمية و إضافتهم الكثير للحضارة الإنسانية مثل الدكتور فاروق الباز و الدكتور مجدي يعقوب و على شاكلة الراحل الحائز على جائزة نوبل  الدكتور أحمد زويل ، الذي لم يمهله القدر الوقت لبناء تلك الدولة العتيدة،  و القائمة تتطول لبداية نهضة حقيقية في بناء التعليم الأكاديمي و البحث العلمي و المهني المصري من الإبتدائي حتى الجامعي إلى إرسال بعثات إلى الدول المتقدمة و الجامعات العالمية المرموقة ، حيث عجلة تلك النهضة تدور على قدم و ساق ، و لكن نتائجها ستُثمر بعد عقد إلى عقدين من الزمن القادم ، حيث بناء الإنسان يستغرق وقت أكثر عند كل الأمم التي تمتلك الإرادة في التقدم، أما الأشياء المحسوسة تجسدت في بناء البنية التحتية للدولة المصرية  التي أُهملت عشرات السنين  ، حيث تم تطوير شبكات الكهرباء و إنتاج الطاقة والعمل جاري للانتهاء من تلك الملف العام القادم ، و هناك أيضاً تم إنشاء آلاف الكيلومترات من شبكات الطرق الحديثة المنافسة للطرقات العالمية و التي أشرف عليها علماء مصريين من ألمانيا و كندا ، حيث تم إنجاز الكثير في ملف بناء مئات  الآلاف من الشقق السكنية لمحدودي الدخل و الفقراء و سكان العشوائيات وإنشاء أكثر من مدينة ، تم الانتقال إلى التنفيذ العملي لإستصلاح مليون ونصف فدان للزراعة و الذي سوف يغطي الكثير من العجز الغذائي المصري ، تم أيضاً حفر قناة السويس و تطوير الموانئ و المحاجر و المناجم المصرية و مازال العمل مستمر في ذلك السياق، تم إعادة تشغيل مائات من المصانع المصرية المتوقفة التي كانت تتبع للحكومة المصرية مثل مصانع الغزل و النسيج و مصانع الحديد و الصلب و المحاجر و التعدين ، وهناك عجلة البناء مستمرة في إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة و التي ستكون درة التاج لمستقبل مصر القوي ، كل هذا تم بعقول و إيادي الشعب المصري و العمل المتناغم بين العلماء المصريين و الإدارة المصرية بوجود جيش وطني كان سيف ودرع لمصر و باني لكثير لتلك الإنجازات التي نشاهدها اليوم واقعاً، وأخيراً هناك حزمة إصلاحات إقتصادية تتلخص برفع الدعم لصرف الجنيه المصري  و الهدف تركه للعرض و الطلب أمام العملة الصعبة ، مما أدى إلى قتل السوق السوداء للاقتصاد الموازي في الدولة حيث تم الإنتهاء من سن قانون الإستثمار المتطور و المتقدم لجذب المستثمرين ، كل هذه الإصلاحات الاقتصادية  مؤلمة على المدى القصير على المواطن المصري بسب خفض قيمة الجنيه و إرتفاع الأسعار و خاصة السلع الاساسية  و لكن سوف تكون نتائج تلك الإصلاحات ليست ببعيدة لنقل مصر إلى دولة إقتصادية من الطراز الذي يشار إليها بالبنان و الأيام القادمة سوف تشهد لكل متربص بمصر العظيمة أن هناك نهضة مصرية حقيقية في جميع المجالات ، ربي إحفظ مصر شعباً و دولة.

2017-06-30