الخميس 13/10/1444 هـ الموافق 04/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
المطالبة بإلغاء الإعلان عن اعتبار أراضي كفر عقب أراضي 'دولة'

القدس المحتلة-الوسط اليوم:قدّم رئيس مجلس محلّيّ كفر عقب وثلاثة من أصحاب الأراضي من سكّان القرية التماسًا إلى محكمة العدل العليا ضدّ رئيس الإدارة المدنيّة وضدّ القائم على أملاك الحكومة في الضّفة الغربيّة يطالبون فيه بإلغاء الإعلان عن اعتبار الأراضي التّابعة لأهالي كفر عقب أراضي دولة.

وجاء هذا الالتماس بعد أن ألغت لجنة الاستئناف العسكريّة هذا الإعلان قبل ما يقارب العام، وقد قرّر رئيس الإدارة المدنيّة أن يرفض هذا القرار. قُدّم الالتماس بواسطة الطّاقم القضائيّ لمنظّمة «ييش دين»، من قبل المحامين شلومي زخاريا، ميخال زيف ومحمّد شقير.

في أيّار 2013، أعلن القائم على أملاك الحكومة وأملاك الغائبين عن 224 دونمًا من أراضي كفر عقب كأراضي عامّة. ويأتي هذا من أجل إتاحة المجال لشرعنة البناء غير القانونيّ بأثر رجعيّ في مستوطنة كوخاف يعقوب. تزامن التّوقيع على الإعلان مع التماس آخر تمّ التّداول به في محكمة العدل العليا بشأن إيقاف بناء 12 مبنى غير قانونيّ على هذه الأراضي.

 

ألغت لجنة الاستئناف -وهي هيئة قضائيّة عسكريّة -هذا الإعلان قبل ما يقارب العام. تبيّن للّجنة أنّ إجراءات تنظيم هذه الأراضي قد بدأت عام 1961 في فترة الحكم الأردنيّ للمنطقة؛ ولذلك ينبغي مراجعة حالة الأراضي في الفترة السّابقة قبل الإعلان عنها كأراضي دولة. لم تعاين الدّولة صورًا فوتوغرافيّة من تلك الفترة العينيّة لذلك أصدرت اللّجنة توصيتها بإلغاء الإعلان.

 

في نيسان الأخير، رفض رئيس الإدارة المدنيّة هذه التّوصية مشيرًا إلى أنّ القبول بها قد” يسفر عن أبعاد قاسية وعواقب جسيمة تضرّ بمصلحة المنطقة“. على الرّغم من أنّ قرار لجنة الاستئناف منوط بموافقة رئيس الإدارة المدنيّة، فإنّنا نجد هنا حالة نادرة لا تصادق فيها الإدارة على توصية اللّجنة. جاء في الالتماس أنّ القرار برفض التّوصية لا يستند على خلفيّة قضائيّة، إذ أنّ الإعلان ككلّ وكذلك قرار رئيس الإدارة المدنيّة ناجمان عن دوافع مشبوهة وغير مشروعة تسعى إلى الالتفاف على إجراءات محكمة العدل العليا بشأن البناء غير القانونيّ في المستوطنات.

 

كما جاء في الالتماس أنّ الجهة التي منعت سكّان كفر عقب من استكمال إجراءات تنظيم الأراضي هي الجيش الإسرائيليّ، إذ جمّدوا الوضع في المنطقة بعد احتلال الضّفّة الغربيّة. وفي الوقت الرّاهن، يطالب رئيس الإدارة المدنيّة بمخالفة القانون الدّوليّ وقرارات صادرة عن المحكمة العليا في الماضي وأوامر عسكريّة، وإلغاء كافّة الإجراءات التّنظيميّة التي أجريت حتّى اليوم في هذه الأراضي. كلّ هذا من أجل إتاحة الاستمرار في البناء غير القانونيّ في البؤر الاستيطانيّة والمستوطنات، هذا عوضًا عن تطبيق القانون على المجرمين.

 

يفيد المحامي شلومي زخاريا من الطّاقم القضائيّ في «ييش دين» بأنّ:” رئيس الإدارة المدنيّة يدمّر ما تبقّى من سيادة القانون في الضّفّة الغربيّة، وكلّ هذا من أجل إرضاء مصالح مشبوهة وضيّقة، وفوق ذلك سياسيّة. وهكذا بدفعة واحدة، يتمّ إلغاء مرافعة قانونيّة معقّدة ومفصّلة، كشفت عن عيوب خطيرة في نهج الإدارة المدنيّة. عوضًا عن استخلاص النّتائج اللّازمة وتفادي تكرار هذه الحالات، تختار الإدارة المدنيّة ألّا تخضع للقرار القضائيّ، ويومئون بذلك إلى أنّ تلبية القرارات القضائيّة تتمّ فقط في حال تلاءمت هذه القرارات مع الأجندة السّياسيّة الحاليّة. هذا ازدراء لسلطة القانون ولحقوق الكثير من الفلسطينيّين، الذي يطالبون بحقوقهم من خلال اللّجوء للهيئات القضائيّة. “

 

2017-07-05