مقدمة
مجلس منظمات حقوق الإنسان ينشر هذه الورقة بعد إصدارحكومة الوفاق الوطني الفلسطيني في رام الله، قراراً بإحالة (6145) من الموظفين العموميين في المحافظات الجنوبية(قطاع غزة)، إلى التقاعد المبكر، وذلك في جلستها التي عُقدت يوم الثلاثاء الموافق 4/7/2017م. ويأتي هذا القرار في ظل حالة الانقسام السائدة، وما لهذا القرار من تداعيات اجتماعية واقتصادية وأبعاد قانونية.
وتحتكم هذه الورقة إلى التنظيم القانوني الفلسطيني صاحب العلاقة، والذي أرسى مجموعة من القواعد القانونية الناظمة لشؤون الوظيفة العمومية، وتهدف إلى توضيح المعايير القانونية التي كفلتها القوانين الفلسطينية المعمول بها، والتي من بينها قانون الخدمة المدنية رقم (4) لسنة 1998م وتعديلاته، وقانون التقاعد العام الفلسطيني رقم (7) لسنة 2005م وتعديلاته، والتي أوضحت حالات ومعايير التقاعد.
إن فكرة التقاعد وفلسفته تقوم على حماية وصون كرامة المواطن (الموظف)، بحيث لا يقع تحت طائلة العوز والحاجة وتوفير مستوى لائق من العيش يسمح له بالاستغناء عن العمل والحاجة للآخرين؛ لذا فقد تم تخصيص معاش تقاعديللموظف يحفظ كرامته. إن الحقوق التقاعدية تعتبر أهم فروع الضمان الاجتماعي من الناحية الإنسانية، فهي حقوق مكتسبةلأولئك الذين أعطوا كل جهدهم وطاقتهم أثناء حياتهم الوظيفية المنتجة، لذا كان لابد من تخصيص معاش للتقاعد ليحفظ كرامتهم ويؤمن حياتهم وذلك من خلال إقرار وسن التشريعات التقاعدية التي تنظم وتحدد إجراءات وآليات استحقاق التقاعد للموظف العام.[NA1] هذه التشريعات التي يجب أن تقوم على فكرة التضامن بين الحكومة والموظفين من خلال إقرار الحقوق التقاعدية التي تهدف إلى تغطية أخطار الشيخوخة والوفاة والعجز وما يترتب على ذلك من انقطاع للدخل، فجاء قانون التقاعد هادفاً إلى منح الضمان والاستقرار للمتقاعد وأفراد أسرته الذين كان يعيلهم فيصبح حقاً يتلقاه المستحقون من نظام التقاعد مباشرة.
تستعرض هذه الورقة في المحور الأول مبررات القرار المذكور وكذلك جملة من الإجراءات السابقة، وفي المحور الثاني المعالجة القانونية، وفي المحور الثالث تخلص الورقة إلى مجموعة من التوصيات على النحو الآتي:
أولاً: القرار ومبرراته:
قامت حكومة الوفاق الوطني باتخاذ خطوات عملية تتعلق بالموظفين في المحافظات الجنوبية، والتي مهدت لإحالة عدد (6145) موظف إلى التقاعد المبكر، تستعرض الورقة هذه الإجراءات وصولاً لقرار الإحالة على النحو الآتي:
وقد برر المتحدث الرسميباسم الحكومة يوسف المحمود، أن الحكومة شددت على أن هذا الإجراء والإجراءات السابقة وأية إجراءات أخرى، قد تتخذ في هذا الإطار هي إجراءات مؤقتة ومرتبطة بإنهاء الانقساموسيطرة حركة حماس على غزة، ووقف كافة خطواتها في هذا الإطار، التي تقود إلى الانفصال.
كما تعهدت الحكومة أنها سوف تعود عن كافة إجراءاتها التي اتخذتها في حال تراجعت حركة حماس عن خطواتها الانفصالية، وأكدت الحكومة على أنها سوف تتحمل كافة مسؤولياتها في قطاع غزة، مدعية وجود أزمة مالية لدى السلطة الفلسطينية من جهة وكذلك بأنه أحد الإجراءات المتخذة ضد حركة حماس من أجل إنهاء الانقسام وحل اللجنة الإدارية وتمكين حكومة الوفاق الوطني من العمل في قطاع غزة.[5]
ثانياً الموقف القانوني
بالرجوع إلى الضوابط القانونية المتعلقة بالقرار التي أحالت بموجبه السلطة التنفيذية –حكومة الوفاق- (6145) موظف من القطاع المدني إلى التقاعد المبكر، فقد تبين جملة من شبهات المخالفات القانونية تستعرضها الورقة على النحو الآتي:
الخلاصة والتوصيات
يرى مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية، بعد أن احتكم إلى التنظيم القانوني الفلسطيني بشأن التقاعد العام، أن قرار حكومة الوفاق بشأن إحالة موظفين عموميين إلى التقاعد والقرار بقانون رقم (9) لسنة 2017م بشأن التقاعد المبكر لقوى الأمن الفلسطينية، يعكس النزعة الإجبارية للإحالة للتقاعد المبكر، وينطوي على مصادرة للحق في حرية الاختيار المبني عليها التقاعد المبكر، ويفتقر إلى المعايير والضوابط الواضحة.
كما يعكس القرارمدى التعسف في استخدام السلطة، من خلال عدم مراعاة ما ورد في قانون الخدمة المدنية رقم (4) لسنة 1998م وتعديلاته، وقانون التقاعد العام رقم (7) لسنة 2005م وتعديلاته.هذا وبالرغم من أن المادة (117) من قانون التقاعد العام، منحت الصلاحية لمجلس الوزراء لإحالة الموظف للتقاعد، إلا أنه لا يجوز التوسع في استخدام تلك الصلاحيات، كما أنه لم يتسنَ للمركز معرفة مدى مواءمة القرار للشروط والمعايير القانونية الواردة في تلك المادة، كما يُشير المركز إلى انتفاء حالة الضرورة التي لا تحتمل التأخير، في القرار بقانون، التي يجب توافرها في القرارات بقوانين بموجب المادة (43) من القانون الأساسي الفلسطيني المعدل لعام 2003م.
وعليه فإن مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية يطالب:
انتهى
أعضاء مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية:
مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الانسان سحر فرنسيس - المدير العام |
|
مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان هالة القيشاوي جبر- المدير العام |
|
مؤسسة الحق شعوان جبارين - المدير العام |
|
مركز الميزان لحقوق الإنسان عصام يونس - المدير العام |
|
|
الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال - فرع فلسطين خالد قزمار - المدير العام |
|
بديل - المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين نضال العزة - المدير العام |
|
مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية - حريات حلمي الأعرج - المدير العام |
|
مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان صهيب الشريف - المدير العام |
|
مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان عصام عاروري - المدير العام |
|
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان راجي الصوراني – المدير العام |
[1] الموقع الرسمي لمجلس الوزراء الفلسطيني http://www.palestinecabinet.gov.ps/Website/AR/ViewDetails?ID=41043
[2] العدد مئة واثنان وثلاثون من الجريدة الرسمية من موقع ديوان الفتوى والتشريع –رام الله http://www.lab.pna.ps/ar_new/index.php?p=main&id=414
[3] بيان صحفي بتاريخ 6/6/2017، مركز الميزان/ يطالب السلطة الفلسطينية بالوفاء بالتزاماتها تجاه موظفيها والتقيد بنصوص القانون
[4] القرارات الرسمية لمجلس الوزراء الفلسطيني http://www.palestinecabinet.gov.ps/Website/AR/ViewDetails?ID=41074
[5] انظر تصريح الناطق باسم الحكومة: https://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2017/07/04/1064246.html
[6] حسب نص المادة (9) من القانون الأساسي المعدل.
[NA1]هذه الجملة معلقة!