الأربعاء 2/6/1446 هـ الموافق 04/12/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الرئيس.. بين الحقد الأسود والنفاق الأجرد..!؟...بقلم منذر ارشيد

ما أن أنتهت أزمة المسجد الأقصى بانتصار المقدسيين ومن حولهم من أبناء الوطن في الضفة وغزة والشتات ، ُ والوقفة المشرفة التي وقفها الرئيس من خلال واجبه الذي قام به على أكمل وجه ..
ولا أعتقد أنه بحاجة للهتيفه والمداحين وفرق الدبكة ليعرف الناس ما قام به من جهد ووقفة عز وكرامة..
وقد قالها في بث حي ومباشر... القدس عاصمتنا والمسجد الأقصى لنا ولن نحيد عن ذلك ...والعالم كله شاهد وسمع 
ولا داعي لكل هذا الكرنفال وهي يا ناس تعالو وتفرجوا 
.* بص وشوف الريس بيعمل إيه..* !

وفي المقابل بدأت أصوات تعلو وفرقعات لم نسمعها حتى من الأعداء الذين طفح غيظهم من موقف الرئيس 
وقد ذهب الحاقدون الى التمني بالموت بأسلوب رخيص مبتذل لا معنى له سوى الحقد الأسود الكامن في القلوب المتفحمة...

وفي المقابل أيضا نفاق من أشد أنواع النفاق الذي صور الرئيس كصلاح الدين...
البعض كتب وقال كلاما ً فيه الكثير من الءبتذال

(لا أتخيل فلسطين بدون أبو مازن قالها أحدهم )

وسمعت أنا شخصيا مثل هذا القول في الراحل أبو عمار..

في مقابلة تلفزيونية ربما في عام 2000 مع القائد المتقاعد ابو علاء قريع قال بالحرف الواحد ...
لا أتخيل فلسطين بدون أبو عمار فأبو عمار فلسطين وفلسطين أبو عمار ... سأله المحاور حينها ..
لنفترض انه مات... !
قال وباستنكار شديد... لا أتصور أني سأعيش بعده. ..
لا تقل ذلك أرجوك أرجوك..
رحل أبو عمار ، وعاش أبو علاء ولم تفارقه السعادة لحظه وهو يكاد أن يكمل النصف قرن بعد أبو عمار.....

في حادثه مشابهة...
الملك حسين قام من مكانه وكاد يضرب المادح

كنت شاهدا على ذلك وقد دعيت مع المئات الى غداء على شرف الراحل الملك حسين في الشونة الجنوبية كنت قريبا من طاولة الملك رحمه الله ..
ألقى صاحب الدعوة كلمة قال فيها .. شرفتنا يا صاحب الجلاله ونحن اليوم أسعد خلق الله لاننا نحبك لا بل نعبدك...
قام رحمه الله من مكانه وصرخ ..أعوذ بالله أعوذ بالله أسكت أسكت..وعندما وضع الطعام أمامه لم يأكل وأسرع بالخروج وهو متهجما وغاضبا ً.

وسمعت بعدها من مصدر موثوق ان الملك رحمه الله أرسل له ثمن الغداء وأبدى ندمه على قبوله الدعوة..

إذا ً الملك أو الرئيس يُحب أن يحبه الشعب.. ويحب الهتاف بحياته ولكن عندما يرى ويسمع مثل هكذا مديح مبتذل وخارج عن حدود العقل والمنطق ..يجب أن يقف ويقول ... كفى 
كما الحقد النفاق...
فالحقد قاتل والنفاق أيضا قاتل. لأنه يوهم الحاكم بأمور تجعله يغتر ويعتد بنفسه أكثر مما يجب ولا يعرف شعور الناس نحوه ولا يرى الأخطاء التي يرتكبها أحيانا مما يجعله يرى كل شي صحيحا ً حتى يتفاجأ بانقلاب أو ثورة عليه ... وهذا حصل عبر التاريخ ...
أن مثل هؤلاء المداحين في معظمهم من الفئة الرخيصة التي يسهل شرائهم من قبل الأعداء لأنهم كالغانيات وسهلي التنقل بين الأحضان

فالحاكم اي حاكم يحتاج أن يكون على حذر ولا يثق بحب الناس بقدر ما يثق بما يفعله هو .وعليه أن يوازن الأمور بقدرها..وليس بما يهمس في أذنه أحد المقربين 
والذي لربما يكون عدواً وهو لا يدري..!!؟

.اللهم ابعد المنافقين كما تبعد الحاقدين .. فهمُ سواء

2017-08-01