كل التطورات في المنطقة تشير الى ان حلف ومحور المقاومة يتقدم ويسجل مجموعة من الإنجازات والإنتصارات المهمة من بغداد ومروراً بدمشق ولبنان واليمن وانتهاءاً بفلسطين،إنجازات وإنتصارات تتراكم ويمكن البناء عليها في خوض المعركة الكبرى والنهائية مع الحلف المعادي الذي بدأ بالتراجع والإنكفاء ودخل في مجموعة من الخلافات والصراعات الداخلية...الأزمة القطرية مع التحالف الرباعي العربي،الأزمة الأمريكية – التركية حول القضية الكردية والأزمة الداخلية في دولة الاحتلال،قضايا ملفات الفساد التي تلاحق رئيس الوزراء نتنياهو ومسؤولية الفشل في إدارة هبة الأقصى،والخلافات الكبيرة والإستقالات الواسعة في ومن إدارة الرئيس الأمريكي " ترامب"،والصراعات الداخلية السعودية وغيرها من أزمات فرعية متصلة بهذه الأزمات الرئيسية.
هذه الأزمات ساعدت في منع تقدم المشروع المعادي على الجبهة الفلسطينية نحو تفكيك وتصفية المشروع الوطني والقضية الفلسطينية،ولعل ما تحقق من نصر وإنجاز في هبة الأقصى وان بدا صغيراً،لكنه له دلالات ومغازٍ كبيرة،بإتجاه البناء عليه نحو تحقيق المزيد من الإنتصارات المتدرجة في صيرورة عملية تراكمية وإشتباك إنتفاضي متواصل مع المحتل،وربما يشكل هذا الإنتصار رافعة وموحداً للحالة الفلسطينية نحو إنهاء الإنقسام،إذا ما احسنت القوى والأحزاب والقيادات الفلسطينية إستغلاله،واعادت ثقة الشارع الفلسطيني المهزوزة بها،هذا النصر قد يوقف تنفيذ ما يسمى بصفقة "القرن" لتصفية القضية الفلسطينية،وكذلك الإنتصار الكبير الذي حققه حزب الله بالشراكة والتعاون مع الجيش السوري على عصابات وإرهابيي النصرة في جرود عرسال اللبنانية وجرود الفليطة السورية،وجهت ضربة قاصمة للمشروع المعادي في سوريا ولبنان،وخاصة بأن ما ينتظر إرهاب "داعش" في رأس بعلبك اللبناني،سيكون نفس مصير "النصرة" في عرسال،حيث يستعد الجيش اللبناني بالتعاون مع المقاومة اللبنانية الى دك اوكارها هناك .
إستراتيجية نصر عرسال تتمثل في أنها أغلقت الطريق على أية حلول سياسية تمس بوحدة سوريا الجغرافية أو رموزها السيادية من القيادة والمؤسسات،وكذلك فهي تمنع تمدد الإرهاب الى داخل الأراضي اللبنانية وتشكيل خطر على سلمها الأهلي وامنها وإستقرارها الداخلي،وإقامة إمارة داعشية داخل لبنان،وأيضاً لا ننسى ما يحققه هذا المعسكر من إنجازات في اليمن،حيث باتت هزيمة السعودية ومشروعها في اليمن أقرب من أي وقت مضى،ولذلك نجد بان السعودية بدأت بالنزول عن الشجرة،وبدات تطرح مشاريع سياسية وحلول،وإن كان الهدف منها شق التحالف ما بين أنصار الله " الحوثيين" وجماعة الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح،والتطورات اللاحقة في اليمن وسوريا ولبنان،ستجبرها على النزول صاغرة عن الشجرة،كما اجبرت انتفاضة الأقصى نتنياهو على النزول عن الشجرة،وهنا علينا أن لا ننسى ما يتحقق على صعيد الجبهة الكورية الشمالية،حيث تصر قيادتها على حقها في إمتلاك السلاح النووي والصواريخ الإستراتيجية التي تغطي معظم الأراضي الأمريكية في مداها،وهي مستمرة بتجاربها الصاروخية دون إكتراث للتهديدات الأمريكية،معتبرة ذلك حق من حقوقها،وجزء من استراتيجية شاملة لحماية امنها وسيادتها الوطنية،ولا ننسى حلقة مركزية في هذا التحالف،ألا وهي روسيا التي لعبت الدور المركزي في دعم الحلقة السورية ومنع سقوطها في أيدي الحلف المعادي،سوريا التي الحرب الدائرة فيها وعليها،تشكل الحلقة المركزية في الصراع الدائر بين المحورين،وأي سقوط لها يعني نجاح المشروع المعادي في تحقيق كامل أهدافه،وكذلك تهديد المصالح الروسية الإستراتيجية في المنطقة وحتى في عقر دارها،ولذلك كانت حريصة بأن تكون اللاعب المركزي في هذا الصراع،فهي بدفاعها ومساندتها لسوريا تدافع عن مصالحها وآخر معاقلها في المنطقة.
أما الدور الإيراني هنا،فهو المهم جداً فإيران ليس داعم ومساند ،بل هي مشاركة ومنخرطة بشكل فعلي وأساسي في الحروب والمعارك التي تخوضها قوى المقاومة،وعلى اكثر من جبهة،فهي في قمة الإستهداف للحلف المعادي،ويعتبرها العدو رقم واحد في المنطقة،لكونها هي من يدعم ويسلح ويمول ويشارك تلك القوى في حروبها.
حلقات المقاومة،حلقات مترابطة،وما تفرضه من معادلات جديدة في المنطقة ستطال بالتغيير الجغرافيا السياسية للمنطقة بالتغيير ....نحن امام استحقاق ومنازلة كبرى باتت تقترب اكثر من أي وقت مضى...منازلة كبرى سيترتب عليها الكثير من المعادلات والتحالفات والتغيرات الجيوسياسية في المنطقة،سيكون فيها لدول محور المقاومة وحلفائها من كوريا الشمالية وحتى فلسطين اليد الطولى،فعهد النهوض الثوري والوطني والقومي والإسلام المقاوم قادم،في حين قوى إستدخال الهزائم و"الإستنعاج" وصاحبة عقد "الإرتعاش" السياسي الدائم في التعامل والعلاقة مع امريكا واسرائيل والغرب الإستعماري ذاهبة نحو الإندحار والتراجع،فحتى السلطة الفلسطينية بعد هبة الأقصى وما يطرح امريكياً من حلول باتت على قناعة بأن الهدف الأمريكي تصفية القضية الفلسطينية وليس إيجاد حل لها يقترب من الحد الأدنى من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني،وليس أدل على ذلك ما قامت به اللجنة الخارجية للكونغرس الأمريكي من تعليق للمساعدات الأمريكية (300) مليون دولار للسلطة الفلسطينية رداً على تعليقها المؤقت للتنسيق الأمني مع إسرائيل،وما صدر عن صهر الرئيس الأمريكي المبعوث الخاص له للمنطقة "كوشنير" بأن فرص حل القضية الفلسطينية قليلة جداً وربما لا يكون هناك حل،وهذا تراجع عن الثقة الكبيرة التي أعطتها السلطة لهذه الإدارة الأمريكية متوهمة بانها ستمارس ضغوطاً كبيرة على إسرائيل من اجل القبول بحل للقضية الفلسطينية،ولكن الإدارة الأمريكية الحالية،ثبت أنها اكثر تطرفاً ومعاداة للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة من أي إدارة أمريكية سابقة.
إن تكامل حلقات المقاومة العربية والإسلامية وإنخراطها في تحالف عريض بمساندة ودعم مباشر من روسيا والحلفاء الأخرين كوريا الشمالية والصين ودول البركس،سيمكنها أن تحقق إنتصاراً كبيراً على الحلف المعادي في المنازلة الكبرى التي باتت تقترب من الوقوع بشكل كبير.
القدس المحتلة – فلسطين