الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الإبتكار..من أجل المعاناة....الشاب الصحراوي تاتاح لحبيب من إبتكار 25 منزلاصديقا للبيئة....دولت بيروكي

 في ظل معاناة اللجوء يعيش الشعب الصحراوي معاناة قاسية ،فرضها عليهم التعنت المغربي بإيجاد حل لقضية الصحراء الغربية ،ففي هذه المخيمات تضعف بيوت الطين وتسقط خيم لاتقوى على مجابهة الطبيعة.

ولاشك أن معادلة الألم والإبداع هي التي دفعت الشاب الصحراوي تاتاح لحبيب من إبتكار 25 منزلاصديقا للبيئة ،يتكون من قارورات معبئة بالتراب ويتميز بتصميم دائري. تاتاح لحبيب الذي قال:"لاأريد أن أعيش لاجئا،ليس هذا حلمي وليس هذا هدفي،لكن من حقي أن أعيش بكرامة"يجيبنا عن هذا أسئلة هذا الإبتكار ومساهمته في التخفيف بمعاناة اللاجئين الصحراويين ،بالحوار الآتي:

س1_أولا المتلقي العربي سيسأل ببداية الأمر ،كيف إستطاعت بناء هذه الفكرة؟

ج1_عندما أتيحت لي الفرصة لدراسة ماستر في كفاءة الطاقة بجامعة جزر الكناري كنت دائما أفكر في العودة الى مخيمات اللجوء أين ولدت و ترعرت و التخفيف من معانات اللاجئين هناك نظرا للظروف الصعبة التي يعيشونها . لذلك مذكرتي في الماستر كانت تتمحور حول كيفية تخفيض درجة الحرارة في بيوت الطين ؟.

فقمت برفقة الأساتذة بتحسين نموذج لبيوت الطين بالمخيمات وأضفنا عليها العديد من التحسينات من بينها تغيير شكل السقف و الجدران ووضعية النوافذ .

وعندما انهيت دراستي عدت الى المخيمات بفكرة تطبيق هذه التحسينات على البيوت هناك في المخيمات , واجهتني العديد من الصعوبات في المرة الأولى من بينها بناء القبوة النوبية وهي عبارة عن سقف من طين.

فنظرا لتقنيتها المعقدة إنتقلت الى مرحلة أخرى و التي تتمثل في محاولة إنشاء سقف أخضر وذلك بزرع بذور النباتات في القارورات البلاستيكية التي تحتوي على الرمل ووضعها فوق سقف صفائح الزنك المعدنية, والتي لم تنجح هي الأخرى نظرا للإرتفاع الكبير في درجة الحرارة ذلك الوقت .

لكن تلك العقبات كانت بداية ميلاد فكرة البناء بالقارورات البلاستيكية بعدما تجمع لدي العديد منها ،حيث قررت بناء أول بيت لجدتي يقيها من حرارة الصيف وشدة الرياح و الأمطار.

س2_هذا الإبداع يعتبر من المنازل الصديقة للبيئة،هل تلقيت أي إهتمام من المنظمات الدولية النشطة بالمجال البيئية؟

ج2_بعد بناء البيت الأول تلقيت زيارة من طرف وفد من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والتي عرضت علي فكرة بناء أكثر من عشرين بيت في المخيمات الخمس (اوسرد,السمارة,العيون,الداخلة ,بوجدور) حيث قدم المشروع لمركز الإبداع بجنيف و تم تمويل حتى الان 25مبنى . بالإضافة إلى أن هناك العديد من المنظمات المهتمة بالبيئة اتصلت بي ورحبت بالفكرة.

س3_أي إبكتار بحاجة إلى مساعدة،ماهي المساعدة التي تلقيتها من الدولة واللاجئين حتى تقوم بهذا العمل؟

ج3_كانت هناك العديد من المساعدات من طرف الدولة و اللاجئين. فسلطات الدولة الصحراوية ساهمت عن طريق الهلال الاحمر الصحراوي بالمساهمة في جمع القارورات البلاستيكية وأيضا عن طريق وزارة المياه و البيئة في تسهيل مهمة الحصول على المياه للشروع في عملية البناء .

كما أن السلطات الولائية أيضا كان لها دور كبير في إنجاح هذه التجربة حيث ساهمت بشكل كبير في تسهيل عملية اختيار المستفيدين من المسنين و ذوي العاهات الخاضة . والعديدن من المواطنين بصراحة تفاعل مع هذا المشروع وساهم في جمع القارورات البلاستيكية من مواطنين و اطفال صغار وحتى صحفيين فلم يشاركوا فقط في عملية جمع القارورات البلاستيكية بل و حتى المشاركة في عملية ملئها بالرمال.

س4_هذا الإبتكار لقي إهتماما مهما من الإعلام العربي،مالذي أضافه لك كمهندس وللقضية الصحراوية؟

ج4_الكثير من الصحف و القنوات العالمية سلطت الضوء على هندسة بيوت القارورات البلاستيكية بمخيمات اللاجئين الصحراويين جنوب غرب الجزائر ذلك كان له فضل كبير على القضية الصحراوية .

حيث في كل التقارير الاخبارية يتم التطرق فيها عن القضية الصحراوية و معانات الاجئين . كما سمح أيضا للكثير من المنظمات و المؤسسات فتح قنوات إتصال للتعاون والمشاركة في تطوير هندسة هذه البيوت.

س5_مالذي تريد توجيهه من كلام عن هذا الإبتكار؟

ج5_ما أريد أن أقوله هو أننا شعب مبدع أبدعنا في الصبر و تحمل الصعاب و صناعة الامل وليس غريبا أن نبدع في أمور اخرى علمية كانت أو إجتماعية ,و أن هذه البيوت ليس إلا إحدى مقومات الصمود التي قد تخفف من معاناتنا و تحسن من حياتنا و لكن ليست حلا دائما للاجئين الصحراويين ,فحل اللاجئين الصحراويين يتمثل في العودة الى و طنهم و أن يعيشوا بكرامة ورافعين رؤوسهم .

حاورته :دولت بيروكي

2017-08-20