الخميس 16/10/1445 هـ الموافق 25/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الليبرالية والفكر العربي.... بقلم المخرج محمد الجبور

 تضج وسائل الإعلام الحديثة بموضة الليبرالية ودعاتها الذين لا يفقه كثيرا منهم مزالقها الفكرية ونهاياتها الأثيمة لا سيما حينما تستنبت في أرض لا تشبه بيئتها الأصلية المناسبة لنموها .

 

وأكثر دعاتها المفتونين بها والمنادين لها يهتمون بأنفسهم أكثر من اهتمامهم بمجتمعاتهم وليس باستطاعتهم التضحية من أجل نشرها إلا بقدر ما يحصلون عليه من مكاسب شخصية من ورائها ، ولو قطع الدعم المادي عنها لانقطعت أخبارها ولما انتحطت فيها عنزان.

وحضورها المكثف في وسائل الإعلام-العربي- ليس دليلا على شيوعها بقدر ما هو دليل واضح على شذوذها وعدم انتشارها إذ أن وسائل الإعلام معنية بتتبع النادر بين الناس ولو اعتنت بنشر الظواهر العامة لفقدت كثيرا من قيمتها وبريقها الجاذب للمتابعين ، وهي تعتمد على نقل صور المغرد خارج السرب ولو كان واحدا وتُغفل السرب كله.

 لليبرالية مصطلح أجنبي معرب وهي تعني : التحررية وهو مذهب فكري يركز على الحرية الفردية ويرى وجوب احترام استقلال اﻷفراد ويسعى هذا المذهب إلى وضع قيود على السلطة وتقليل دورها وإبعاد الحكومة عن السوق وهو يقوم على أساس علماني

اليبرالية هي مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في السياسة والاقتصاد ، وينادي بالقبول بأفكار الغير وأفعاله ، حتى ولو كانت متعارضة مع أفكار المذهب وأفعاله ، شرط المعاملة بالمثل . والليبرالية السياسية تقوم على التعددية الإيدلوجية والتنظيمية الحزبية . والليبرالية الفكرية تقوم على حرية الاعتقاد ؛ أي حرية الإلحاد ، وحرية السلوك ؛ أي حرية الدعارة والفجور ، وعلى الرغم من مناداة الغرب بالليبرالية والديمقراطية إلا أنهم يتصرفون ضد حريات الأفراد والشعوب في علاقاتهم الدولية والفكرية . وما موقفهم من الكيان اليهودي في فلسطين ، وموقفهم من قيام دول إسلامية تحكم بالشريعة ، ومواقفهم من حقوق المسلمين إلا بعض الأدلة على كذب دعواهم الليبرالية تناقض أصل الدين وتتضمن أنواعآ من الكفر اﻷكبر المخرج من الملة مثل : كفر الاستحلال وكفر الشك وكفر اﻹباء و شرك اﻹرادة وكل واحد منها يكفي في الخروج عن اﻹسلام

. لليبرالية لم تطبق بصورة كاملة في البلاد اﻹسلامية

لكن طبق منها ما يخدم مصالح الاستعمار بعد رحيله وخاصة ما فيه عدوان على العقيدة كاﻹلحاد واﻷفكار التغريبية التي جاء بها عملاؤه وبأدنى نظرة فاحصة في البلاد اﻹسلامية تظهر نتائج الفساد اﻷخلاقي ودمج الاقتصاد في المنظومة العالمية وعدم سيطرة الدول على ثرواتها وظهور اﻹلحاد والمذاهب الفكرية المعاصرة وغيرها

أن البلاد اﻹسلامية أصبحت حقل تجارب لﻷفكار الغربية المتناقضة وقد نهبت ثرواتها من خلال الاستعمار وغيره

2017-08-28