الخميس 9/10/1445 هـ الموافق 18/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
سلاح القضية الناطق....دولت بيروكي

إننا مدينون للكلمة الناطقة للأفكار،والتي حولت اهتمام الناس لقضايا متنوعة إلى القضية الواحدة ،ولعل من الإشكالات الراهنة هي حقيقة أن أي استعمار يعمل جاهدا ليسرق عقول عدة بمحتواه الإذاعي الذي يقدمه عبر تزييفه للتاريخ وبعده عن الحقيقة.

فهذا التفسير المبتذل للحقائق التاريخية ،ولقضية كقضية الصحراء الغربية،شجع المواطن الصحراوي الذي يريد أن يزيغ الناس عن رؤية الاستعمار إلى رؤية ناتجة من المنطقة ذاتها،وأن الحقائق التي تروى بلسان المدافعين عن قضاياهم والمضطهدين في الأرض،هي التي تشكل الحقيقة الوطنية ،هذا التحدي الثقافي الذي هو أيضا قنبلة لا تختلف عن السلاح الحقيقي في أثره على النفس البشرية،فأن تواجه الاحتلال بثقافة النضال الكلمة فإنها الثقافة الأرقى والأكثر إبداعا.

إذاعة الجمهورية العربية الصحراوية منذ تأسيسها بتاريخ 28ديسمبر 1975،إختارت أن تكون صوت الشعب الصحراوي الذي كان يعيش حربا شرسة،بثت الإذاعة أخبار المواجهات بين جيش التحرير الصحراوي وبين جيش الإحتلال المغربي،حيث كانت أصوات الحرب من قنابل وأسلحة تذاع في بيت كل مواطن صحراوي،فتراوحت بين إيصال المعلومة والبيان للمستمع ،ولأن غاية الإعلام في ظل هكذا ظروف تقتضي منه أن يتكلم بصوت النضال الموحد الذي جمع بين المقاتل والإنسان .

إنه لنضال ذائب استمرت عليه هذه الإذاعة،حيث مازالت تخوض ليومنا هذا معركة التعريف بقضية الصحراء الغربية،من مخيمات اللجوء بتندوف، فتحت صعوبة الحياة على هذه الأرض وقلة الإمكانيات،لم تثنيها المعوقات عن المشي قدما ،بصيرورة تاريخية تقرب العالم من الحقيقة ،عبر اعتمادها لجبهة وطنية ،تؤطرها اليد العاملة في داخلها من ناحية ولقاء الأفكار وإبراز جذورها من ناحية أخرى،حيث سيكون الخطاب متضمنا للتاريخ التي تنتسب إليه. كان هذا التحرك نحو الشعب والثقة المتزايدة بمخاطبة الآخر،هي ما دفعت الكثيرين من شباب المخيم بالعمل بالإذاعة الوطنية،وهذا ما قدمه الإعلامي السنادي البكاي حمدي في الرسالة الوطنية لمهنته،فكان الصحفي الذي يبدي اهتمامه بالشعب بكل فئاته ،فصورته الشخصية التي توخى معها الأمانة والصدق أمام المتلقي ،ساهمت كثيرا بنجاحه. لهذا كان لنا لقاء حواري معه ضمن هذه الأفكار التي طرحناها :

_مالذي إكتسبته كإعلامي من تجربتك بالرغم من ظروفك الصعبة؟

ج_في بادئ الأمر أشكركم جزيل الشكر على اهتمامهم وتسليطكم الضوء علو صوتنا المكافح , والذي نعتبره رمزا مهما كونه رافق ثورتنا المجيدة من البدايات حتى اللحظة . عندما تسألين ثائرا عن ما كسبه من ثورته فالأكيد ستكون إجابته إجابة المتمرس " لا مساومة على الوطن " . كذالك أنا عندما أحدثك عن وفائي أولا وهذا من منطلق إيماني ومبدئي لإذاعتي , وعن خبرتي ثانيا والتي بطبيعة الحال لم تكن طويلة لكنها كانت كبيرة، وهذا إن دل على شي دل على جودة وتعليم هذه الموسسة العريقة التي علمتنا مبدءا " أن المعرفة لا تأتي إلا بعد التجربة " .

كانت لي تجربة عقد من الزمن وهي فترة كافية لتنقل أي كان من " اللاشئ إلى كل شيء " وخاصتا عندما تكون تدافع عن مبدأ و إيمان راسخ .

_هل ترى أن أهمية تغيير اتجاهات الرأي العام بالقضية الصحراوية هو عمل جوهري لك في رسالتك؟

ج_كل الوسائط الإعلامية الصحراوية لها دور كبير و أهمية بالغة في تغيير اتجاهات الرأي العام وتوجيهه، وخاصتا في خضم المعركة المعلومة الصحيحة التي نخوض ضد المحتل المغربي في زمن السرعة و المعلوماتية . عندما تتساءلين عن تغيير اتجاهات الرأي العام و هل هو جوهر عملي في نقل الرسالة فالأكيد أنني سأجيبك " بنعم " لأن قيمة إسهام وسائل الإعلام و الصحفيين عموما يلعبون دورا كبير جداً في التأثير على اتجاهات ، وتيارات الشعوب ، وخاصة الشعب الصحراوي الذي همه الوحيد الاستقلال والتعريف به خارجا وأيضا مواقفه إزاء جميع القضايا التي تدور من حوله في أي بلد كان دون مغالطات تذكر ، فهذا يجب أن يكون جوهر كل صحفي وليس أنا فقط لان كل إعلامي صحراوي يسهم بشكل فعال، وإلى حد كبير في بلورة، وتشكيل وتوجيه الرأي العام في تحديد اتجاهاته وعما يجري حوله في العالم .

_هل بدأت الإذاعة الوطنية تكسير النمطية بالإعلام الصحراوي بأجمع؟

ج_الإذاعة الوطنية للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية صوت الشعب الصحراوي المكافح بكل تواجداته، بالمجهر وبالمناطق المحتلة و اللجوء ،فهي جامعة لكل الصحراويين تحت شعار واحد " صوت الشعب الصحراوي " دون أن ننسى أن الإذاعة ملتزمة بخط تحريرها الذي يصون ويحفظ مبادئ ثورة العشرين ماي. لم تنجح أجهزة الاستخبارات المغربية , لاسيما القمعية منها , أن تعطي صورة ايجابية لدى مواطنيها والعالم العربي والعالمي عن صورة احتلالها في مناطقنا المحتلة بفضل نضال جماهيرنا هناك و بفضل تكسيرنا نحن لنمطية الاحتلال المغربي المبنية على التضليل والكذب , ما جعل الإذاعة الوطنية أم الوسائط الإعلامية الصحراوية جامعة لهم .

_مالذي تمثله لك الإذاعة الوطنية للجمهورية العربية الصحراوية ؟

ج_الإذاعة الوطنية هي بيتي و عائلتي ونافذتي التي منها أحلم برؤية وطن مستقل قريبا . هي الوحيدة التي أحببتها صغيرا " مستمعا " و ظللت كذلك فكلما تقدمت بالعمر ازددت حبا و تمسك بها فحبها لا يشيخ ابدا .

قصتي معها قصة أبدية . لقد فتحت الإذاعة الباب لكل الناس من أجل إكتشاف الحقائق، فالذي نما وتطور نحو رحلة الإذاعة إلى الحقيقة،هي قدرتها على بسط نفوذها بالمجتمع ككلمة ناطقة تقدم المعلومة للآخر وترفع من مستوى التحدي بالإتصال الفعال مع الجمهور ،ومواجهة كل الخطابات الإستعمارية،عبر تحرك داخل التاريخ الحقيقي للقضية الصحراوية.

2017-09-01