الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ما بعد المصالحة ..!!... عبد الهادي شلا

 

 ليس من الحكمة في هذا الوقت أن يتحدث أحد ٌعن المصالحة الفلسطينية وهوينبش في قبرالإنقسام البغيض الذي دُفن مع إطلالة فجر يوم العاشر من أكتوبر/ تشرين أول بإعلان الإتفاق بين حركتي " فتح و حماس" في القاهرة ليثير شهوة الذين مازالوا يقتاتون على آلام الشعب الفلسطيني ويريدونها "عوجــًا.." وسط فرحة الشعب المتعطش لخبر "حلو" يرطب خفاف حلقه من جفاف السنوات العجاف.

ليكن كل الحديث عن مستقبل مشرق ينقشع بقوته غيوم تلبدت في سماء الوطن وأبت إلا أن تمطر المــًا وتـُسمـِع نحيبـًا حديث تشرق  فيه شمس تضيء الوطن بشقيه وتعلو زغاريد القلب المجروح بما يـُفرحه.

تتجه الأبصار نحو غزة لترى حكومة الوفاق تتسلم مهامها، و لديها خطط جاهزة لإعادة المياة إلى مجاريها؟ ولكن..!!

 

لن يكون الأمر سهلا ، الظرف إستثنائي..!! نعم ،ولن يكون عاديا بالمطلق لوقت غير قريب،فالقضية الفلسطينية التي ستأخذ تقديرا أفضل في نظر العالم بعد إتمام المصالحة يجب أن يصب كل الجهد"الموحد" في إتجاهها.

 

المناخ الجديد المأمول يحتاج "حكومة" و "شعب" يعملان معا لترميم "غــزة" أولا مع الاهتمام بالضفة أيضا التي لا تخالو من تجاوزات و خروج عن القانون وعلى نفس المستوى حتى تستقر الأمورعلى وجهة أقرب إلى الحالة الطبيعية التي تنشدها الحكومة ويتمناها الشعب.

 

برنامج الحكومة جاهز، كما سمعنا في كل التصريحات الرسمية ليطبق على أرض الواقع،رغم وجود بعض الإعتبارات التي يتمنى الجميع أن تكون " وقتية وقصيرة" حتى يصبح كل أمر في القطاع وفي الضفة تحت مظلة القانون ودعونا نقول: "قوانين حازمة" لا تستثني أحدا في مصلحة وطنية أو سلوك إجتماعي.

 

السنوات العجاف خلفت الكثير من المآسي ولن نخوض في تفاصيل - كما قلنا - وهذه المآسي مع الوقت أصبحت مألوفة عند الأكثرية وصارت جزء من عاداتهم أو هكذا وُجدت وفيها الكثير جدا من السلوكيات الخاطئة التي تحتاج إلى تقويم مبرمج وإلى منهج علمي ليس لجبروت العصى ولا للتنظيمات فيه مكان بل للقانون الذي يرتقي بالإنسان المقهور و يحفظ كرامته .

 

 قانون حكومة تكون "طبيبا نفسيا" يأخذ بيد الجميع إلى مظلة الحق ونورالطريق نحو الوطن المنشود تحت راية واحدة وصوت واحد في كل المحافل وليس هذا بالشيء الصعب على شعب فيه من النماذج المشرفة ما يساعد على الخروج من هذه الحالة، وإرادة كانت هي الضاغط في "معضلة" تحقيق المصالحة حين بات الإنفجار وشيكا .

 

مطلوب ضبط البوصلة من الجميع - حكومة وشعبا- على إتجاه واحد،ليس فيها مكان للحديث عن التخاصم والتناحر،أما الإختلاف فهذا أمر طبيعي مادام على الهدف الواحد الذي يقودنا إلى الدولة وعاصمتها القدس.

 

الذين ينبشون في الأوراق القديمة عليهم أن يكفوا عن هذا الفعل في هذا الوقت بالذات فما زالت النفوس يتفاعل فيها بعض من رواسب قلنا أننا لسنا بحاجة إليها أو لذكرها تحت أي ظرف أو ذريعة.

 

المنتصر الوحيد اليوم هو الشعب الذي صمد مكرها وتحمل الضربات المؤلمة وهو بحاجة إلى حالة استقرار تعيد إليه عافيته وتفتح الباب لقدراته أن ترسم غدا بحـُلةٍ جديدة .

 

لن يكون هناك فرصة أخرى أفضل من هذه الآن وإن كانت التحديات كبيرة...!!

2017-10-14