الخميس 20/10/1444 هـ الموافق 11/05/2023 م الساعه (القدس) (غرينتش)
نفق الوحدة والتضحية...جبريل عوده

  ما حدث من قصف صهيوني يوم أمس , لنفق  يتبع لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي , إنتهاكاً صهيونياً لحالة الهدوء التي يعيشها قطاع غزة , وهي الحادثة الأكثر دموية منذ إنتهاء حرب صيف 2014 ميلادية , وتأتي في أجواء معقدة سياسياً على المستوى المحلي والإقليمي , وتتزامن مع إتمام المصالحة الفلسطينية , وبسط حكومة التوافق لنفوذها على قطاع غزة , وتسبق بيومين موعد تسليم معابر قطاع غزة لحكومة التوافق, حسب الإتفاق بين حركتي فتح وحماس تنفيذاً لإتفاقيات المصالحة , مما لا شك فيه أن الإحتلال الصهيوني حاول إرباك ساحة قطاع غزة , ويسعى إلى إختبار الأطراف الفلسطيني بعد إتمام المصالحة , وكيفية إدراتها لهكذا حادث جلل ومصاب كبير , هل تختلف فيما بينها في التعامل مع هذا العدوان الواضح ؟ أم هل يتم الرد جماعياً ولجم الإحتلال عن تكرار عدوانه بغطاء سياسي من الحكومة الفلسطينية ؟ أم تستمر حالة الصمت الذي تمارسه السلطة عندما يتعلق بالأمر بعدوان إحتلالي , أو تتقدم فصائل المقاومة لتوجيه رسائل الردع للإحتلال الصهيوني  وتتهم بأنها إنفرد بقرار الحرب ! , قد يطرح البعض التوافق على الهدوء وتفويت الفرصة على الإحتلال , وقد يحصل التنافر والتضاد بين وجهات النظر , ويعقبه تحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية أي عدوان للإحتلال على قطاع غزة , والمؤكد بأن المقاومة لن تسمح للإحتلال أن يسلبها وسائل قوتها وأدوات ردعها وتبقى صامتة؟, مع كافة الإحتمالات والتوقعات فإن المقاومة الفلسطينية وخاصة سرايا القدس التي إرتقى أبرز قادتها العسكريين الشهيد عرفات أبو مرشود ونائبه حسن حسنين , في هذا القصف الغاشم الذي إستهدف نفق السرايا شرق خانيونس , لا مجال أمامها الا الرد على هذه الجريمة الغاشمة , وهذا ما أكد عليه كافة المتحدثين من حركة الجهاد الإسلامي , وهذا ما عهدناه على سرايا القدس بأن لا تصمت على أي عدوان صهيوني , ونترك لقيادتها العسكرية تحديد كيفية الرد بالزمان والمكان التي تراهما مناسبين , فلديهم من القدرة والقوة على تنفيذ ذلك الأمر , وتتمتع تلك القيادة بالحكمة والخبرة للتعامل مع هكذا واقع , فهم رجالُ للميدان وعناوين للمواجهة مع الإحتلال الصهيوني  .

 

وفي قراءة للجريمة الصهيونية بإستهداف نفق سرايا القدس , نستطيع أن نستخلص بعض الرسائل والإشارات التي يجب التنويه إليها :

أولاً : حجم التعاطف والتأييد الواسع للمقاومة الفلسطينية , حيث إستنفرت قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني لمتابعة الحدث وسط مشاعر جياشة ومطالبات بالرد على الجريمة , وهذه دلالة على مدى تمسك شعبنا بمقاومته وإلتفافه حولها .

ثانياً : الشراكة في ميدان المقاومة بين فصائل المقاومة حيث كان الإصطفاف والمساندة الفصائلية إلى جانب الجهاد وسراياه في أعلى صورها ,ومن أبرزها إرتقاء إثنين من كتائب عزالدين القسام في محاولات إنقاذ لمقاومي السرايا في النفق المستهدف .

ثالثاً : التضليل الصهيوني لواقع الإشتباك مع قطاع غزة , وإدعاء أن جبهة غزة تحافظ على هدوئها , مع محاول توجيه الأنظار نحو جبهة الشمال مع حزب الله , في حين ينفذ بناء الجدار حول قطاع غزة ويستهدف أنفاق المقاومة , وهذا يتطلب الحذر والإنتباه من المكر والغدر الصهيوني.

رابعاً : أهمية سلاح المقاومة والحفاظ عليه , فهو الذخيرة الوطنية للرد على الإحتلال ولجمه عن إستهداف أبناء شعبنا , وإيقاف عدوانه على أرضنا ومقدساتنا , فلا يجوز مجرد طرح سلاح المقاومة لأي نقاش , فهو سلاح الشعب والقضية يردع الإحتلال ويحمي الشعب , ومن يمس أنفاق المقاومة بكلمة تصريحاً او تلميحاً , فهو كما الطائرة الصهيونية التي قصف نفق السرايا شرق خان يونس .

خامساً : وحدتنا أساس قوتنا , وزادنا نحو مسيرة الحرية , لقد امتعض الإحتلال لمجرد سيرنا على طريق المصالحة , فكيف سيكون حاله لو أصبحنا كتلة واحدة , تضرب بيد واحدة وتتحدث بلسان واحد , بكل تأكيد سيكون في هذا الأمر فارق كبير لصالح قضيتنا وإنجاز حقوقنا الوطنية.

كاتب وباحث فلسطيني

30-10-2017م

 

2017-10-31