السبت 11/10/1445 هـ الموافق 20/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
الصراع على سوريا من داخلها/ حماده فراعنه

يؤيد غالي زبوبي ، صاحب مقهى تشي تشي في حلب ، عملية التغير في سورية ، ولكنه يرفض عسكرة هذا التغيير ، ويقول " 90 بالمائة من السوريين يتعاطفون مع المظاهرات السلمية ولكنهم ضد العنف وإستعمال السلاح " .

هذا هو خلاصة روح وموقف ورغبات السوريين لأن ما يشاهدونه من دمار لبلدهم وممتلكاتهم ، لا ذنب لهم فيه ، فهم يتطلعون نحو الأحسن من عهد القائد والحزب والعائلة واللون الواحد ، وليس الأنحدار إلى ما دون ذلك  سياسياً ومادياً ومعيشياً ، كما هي الحصيلة الجارية  ، ونحو المجهول مستقبلاً .

لقد أعطت تجارب ليبيا والعراق مرارة ، كان يفترض الأستفادة منها لعدم الوقوع فيما هو مماثل ، والصبر على ما هو قائم ، عبر مواصلة النضال المدني السلمي التدريجي التراكمي ، ونحو نظام تعددي ديمقراطي يحتكم إلى نتائج صناديق الأقتراع ، وليس تدمير الذات والوطن  .

لم يعد الصراع في سوريا ، وعلى سوريا ، بين نظام متسلط  ، من لون واحد ، وبين حركة شعبية تعددية مدنية تتوسل الأحتكام إلى صناديق الأقتراع وتداول السلطة ، بل غدا الصراع بأدوات سورية ، بين النظام ومؤيديه ومن يتبعه من طرف مدعوماً من قبل حزب الله وجزء من النظام العراقي وإيران وبغطاء روسي صيني ، وبين قوى المعارضة المسلحة ومن يؤيدها ويدعمها من قبل تركيا والمنظومة الخليجية والولايات المتحدة وأوروبا .

الصراع في سوريا ، بات عنواناً للحفاظ على النظام من المعارضة ، وعنواناً للمعارضة للسيطرة على النظام ، وكل منهما يخوض معركته عبر تغذية إقليمية ودولية ، حيث لن يسمح لطرف بالأنتصار على الطرف الأخر ، وسيبقى الصراع سجالاً بين الطرفين ، بالهيمنة على هذا الموقع أو ذاك ، وبالتقدم نحو هذا الحي ، والتراجع عن ذاك .

نتذكر الحرب اللبنانية التي إستمرت 17 عاماً ، لم يحقق طرفا الصراع  الأنتصار على الأخر ، وحرب الصومال مستمرة منذ عام 1992 ، بدون حسم بين الصوماليين الذين إنقسموا إلى ثلاثة دول تتنازع كل منها الشرعية وتمثيل الشعب الصومالي الذي يئن تحت قسوة الظروف الذي سببها الصراع الداخلي  .

وفي سورية ثمة محاكم  "  ثورية تقدمية " من قبل النظام تقوم بتصفية للإرهابيين  وللمجاهدين غير المحليين وعملاء الأمبريالية والأستعمار ، وثمة محاكم " ثورية جهادية " تنهي حياة خونة الشعب وعملاء النظام والشبيحة والكفرة والفرس ، فلا مجال لأي منهم لممارسة ترف المحاكمة العادلة ، فالوضع إستثنائي ، يتطلب قرارات إستثنائية يدفع ثمنها الشعب الأعزل الذي لا مصلحة له فيما يجري من تجاوزات  من قبل جيش النظام ومن قبل جيش المعارضة المسلحة ، جيش الثورة الحر .

[email protected]

2012-09-10