الثلاثاء 14/10/1445 هـ الموافق 23/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
تشاؤم فلسطيني.. مصر تحصر ملفّات المصالحة الخمسة بـ3 أيام

تسيطر حالة من التشاؤم والقلق على الفلسطينيين؛ بسبب عدم تنفيذ الخطوات التي توافقت عليها حركتا "فتح" و"حماس"، وعلى رأسها رفع الخطوات العقابية عن قطاع غزة، رغم مرور أكثر من شهر على توقيعهما اتفاق المصالحة في القاهرة.

ووفقاً للجدول الزمني لآليات تنفيذ اتفاق المصالحة الموقع بالقاهرة، في 12 أكتوبر الماضي، برعاية مصرية، فإن كل الفصائل ستلتقي في الـ 21 من الشهر الحالي، في العاصمة المصرية، لبحث الملفات الأكثر تعقيداً.

الوعود التي أطلقها الرئيس محمود عباس وقادة "فتح"؛ بدعم المصالحة، ورفع العقوبات، وفتح المعابر، وتحسين الكهرباء، لم تجد طريقها نحو التنفيذ على أرض الواقع، ما خلق حالة كبيرة من الغضب، مع ترقّب حذر لنتائج لقاء "الفرصة الأخيرة" بين الحركتين، حيث أمهلت القاهرة الحركتين الفلسطينيتين ثلاثة أيام فقط لإنهاء خلاف استمرّ 11 عاماً.

 

 - الفرصة الأخيرة

مراسل "الخليج أونلاين" في غزة، علم أن مصر أبلغت الفصائل بأن لقاء القاهرة، المقرّر الأسبوع المقبل، ستحدد له ثلاثة أيام فقط من النقاش والحوار الداخلي، برعاية وإشراف من جهاز المخابرات المصرية.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية المصرية: إن "مصر تعلم تماماً أهمية وصعوبة الملفات الخمسة التي سيتمّ بحثها ومناقشتها خلال لقاء القاهرة المقبل بين الفصائل الفلسطينية، والمقرر أن يبدأ في الـ 21 حتى الـ 24 من هذا الشهر".

الملفات الخمسة التي تنوي الفصائل مناقشتها في القاهرة هي؛ إعادة صياغة منظمة التحرير الفلسطينية كمؤسسة جامعة للكل الفلسطيني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإجراء الانتخابات، والمصالحة المجتمعية، وملفّ الحريات.

ومن الممكن الاتفاق على برنامج سياسي يخصّ المرحلة الحالية، وفتح ملفات أُغلقت بفعل الانقسام.

وأضاف المسؤول المطّلع على تطوّرات ملفّ المصالحة: "القاهرة تسعى للضغط على الفلسطينيين لضمان نجاح الحوار والتوصّل لحلول واضحة للملفّات الشائكة وآلية تنفيذ على الأرض".

وذكر المسؤول المصري أن لقاء القاهرة المقبل "قد يكون الفرصة الأخيرة للفلسطينيين، فإما الاتفاق ووضع آلية تنفيذ واضحة المعالم ومتّفق عليها من الجميع، وخاصة حركتي فتح وحماس، وإما العودة لمربع الانقسام الأول".

من جانبه أكد القيادي البارز في حركة "حماس" بالضفة الغربية المحتلة، حسن يوسف، أن المصالحة الفلسطينية لا تزال تحتاج للكثير من اللقاءات والحوارات الداخلية من أجل التوصّل لحلول عملية، وضمانات مقنعة وجادّة للتنفيذ.

وأوضح يوسف لـ "الخليج أونلاين"، أن ربط أي لقاءات تتعلّق بالمصالحة ضمن سقف زمني محدد لمناقشة أصعب وأخطر الملفّات الأمنية والاقتصادية والإدارية، "سيؤثر سلباً على أجواء الحوار الداخلي، وقد يساهم في إفشالها وإيصالنا لمربع الانقسام الأول من جديد"، قائلاً إن المدة التي تم وضعها للحوار "غير كافية".

ولفت القيادي إلى أن المواطن الفلسطيني يشعر بحالتي تشاؤم ويأس كبيرتين؛ نتيجة تطوّرات ملفّ المصالحة، ورفض عباس والحكومة رفع كل العقوبات التي فُرضت على قطاع غزة، منذ مارس الماضي، والمستمرّة حتى اللحظة، رغم إعلان "حماس" حل اللجنة الإدارية التي شكّلتها لإدارة القطاع.

وأشار إلى أن جولة الحوار المقبلة في القاهرة "ستكون حاسمة وهامة للغاية"، مضيفاً: "الفصائل التي وُجّهت لها دعوات مصرية رسمية ستشارك في اتخاذ الموقف الموحد لمواجهة من يعرقل المصالحة، رغم الأجواء السلبية المحيطة وعدم تنفيذ الاتفاق الأخير الذي تم توقيعه".

ولا تزال هناك فجوة واسعة بين "فتح" و"حماس" تتعلق بالمجلس الوطني وعضويته، وبعقد المجلس التشريعي، وتشغيل معبر رفح، وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، والأمن في قطاع غزة، واتفاق 2011، ما يخفض نسبة التوقّعات بنجاح هذه الحوارات المفصلية التي تشارك فيها كافة التيارات.

ووسط حالة من "عدم التفاؤل"، تستعد الفصائل الفلسطينية التي تلقّت دعوات مصرية للتوجه للقاهرة، الأسبوع المقبل، للمشاركة في جولة الحوار المقبلة لاستكمال لقاءات المصالحة.

والفصائل هي: "حماس، وفتح، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية، وحزب الشعب (اشتراكي)، والجبهة العربية الفلسطينية، والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا)، والجهاد الإسلامي، وفصائل أخرى".

 

- انتظار النتائج

القيادي في حركة "فتح"، عبد الله عبد الله، أكد وجود تصوّر واضح للملفات التي سيتم بحثها خلال لقاء القاهرة المقبل، الذي سيجمع كافة الفصائل ومن ضمنهم حركتا "فتح" و"حماس".

وقال عبد الله لـ "الخليج أونلاين": "اتفاق المصالحة واضح للغاية، وهناك الكثير من الملفات التي تفاهمت بشأنها فتح وحماس، بناءً على اتفاق القاهرة 2011، الذي سيكون المرجع لكل الملفات العالقة".

وأضاف: "إذا توفرت إرادة صادقة لدى الفلسطينيين يمكن أن يتم إنجاز الملفات الخمسة الشائكة خلال 48 ساعة فقط، ولكن إذا كانت هناك شروط وعقبات وتدخلات خارجية، فقد نستمرّ 10 سنوات إضافية ونحن نعيش بالانقسام ونتجرع ويلاته وحسراته".

وتابع حديثه: "رغم أن الملفات الخمسة الجوهرية المتبقية صعبة وخطيرة، فإني أعتقد أن مرجعية اتفاق 2011 وضع كل النقاط على الحروف، وما علينا الآن إلا أن ننفّذ الاتفاق على أرض الواقع بصورة توافقية، ودون شروط أو عقبات مصطنعة".

وذكر عبد الله أن المصالحة قطعت شوطاً كبيراً بعد تسلّم الحكومة قطاع غزة بصورة رسمية، لافتاً إلى أن الخطوة المقبلة هي انتظار نتائج لقاء القاهرة للبناء عليها بخطوات أكثر أهمية؛ مثل رفع العقوبات عن غزة، وفتح المعابر، وإنهاء الحصار، وطيّ صفحة الانقسام للأبد.

وتسلّمت الحكومة الفلسطينية، مطلع نوفمبر الحالي، إدارة معابر قطاع غزة الثلاثة، في إطار اتفاق المصالحة.

ونصّ اتفاق القاهرة، الذي تم توقيعه في 12 أكتوبر الماضي، على تنفيذ إجراءات لتمكين الحكومة الفلسطينية من ممارسة مهامها والقيام بمسؤولياتها الكاملة في إدارة شؤون غزة، كما في الضفة الغربية، بحدٍّ أقصاه مطلع ديسمبر المقبل، مع العمل على إزالة كل المشاكل الناجمة عن الانقسام.

عن الخليج اونلاين

2017-11-18