شهد العام الحالي احتلال عدد من ملكات جمال العالم العناوين الرئيسية للصحف لأسباب لا علاقة لها بالجمال أو مسابقاته.
فقد اهتمت وسائل الإعلام بملكات جمال تشيلي وتركيا ولبنان وميانمار وبيرو والولايات المتحدة بسبب تعليقات سياسية غير متوقعة، أو سفريات غير مدروسة، أو حتى صور السيلفي. وكان للسياسة نصيب الأسد في ذلك.
فقد أثارت ملكة جمال تشيلي فالانتينا سانشيز، وهي عارضة أزياء، عاصفة من الغضب مؤخرا عندما صرحت خلال مسابقة ملكة جمال أمريكا الجنوبية بأن " البحر ملك بوليفيا".
والبحر الذي تقصده هو منطقة نزاع في المحيط الهادي بين تشيلي وجارتها بوليفيا التي لا يوجد لها حدود بحرية، وهو نزاع عمره أكثر من قرن.
وقالت سانشيز لوسيلة إعلام بوليفية: " نحن معكم، الشعب في تشيلي معكم، كل زملائي، الناس يقولون البحر ملك لبوليفيا".
وتنظر محكمة العدل الدولية في هذه القضية ولكن سرعان ما تحولت إلى موضوع ساخت على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
ومن جانبه أعرب رئيس بوليفيا إيفو موراليس عن تأييده لسانشيز ووصف موقفها بأنه "شجاع". ومن ناحية أخرى تعرضت سانشيز لانتقادات من جانب المغردين في تشيلي.
تعتبر مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة مساحة خالية من السياسة، ولكن ملكة جمال تكساس مارغانا وود لم تراوغ في إجاباتها كما فعلت الأخريات.
فعندما سئلت من قبل لجنة التحكيم عن رأيها حول موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيال أعمال الشغب التي حدثت في تشارلوتسفيل التي أسفرت عن مصرع متظاهرة مناوئة للعنصرية، فكانت وود صريحة ومباشرة في انتقاده.
فقد ردت على الفور قائلة: "أعتقد أن مواقف العنصريين البيض كانت عملا إرهابيا، وبرأيي كان يجب على الرئيس الإدلاء ببيان يدينهم فيه مباشرة".
وقد انتشر الفيديو الذي أدلت فيه بهذه الإجابة على يوتيوب انتشار النار في الهشيم وحصلت إجابتها على اهتمام كبير.
رحلة أم سيلفي
في بعض أنحاء العالم يجب أن تكون ملكة الجمال حذرة فيما يتعلق برحلاتها أو صورها السيلفي وذلك بالطبع بالإضافة للانتباه لتصريحاتها.
فأماندا حنا وهي سويدية من أصل لبناني فازت بلقب ملكة جمال لبنان في المهجر عام 2017 ولكنها جردت من اللقب بعد أسبوع واحد من حصولها عليه.
وكانت جريمتها أنها زارت إسرائيل عام 2016 في رحلة دراسية بجواز سفرها السويدي.
وكانت قضية مماثلة قد ثارت في أوائل عام 2015 خلال مسابقة ملكة جمال العالم عندما تم التقاط صورة سيلفي لسالي غريغ ملكة جمال لبنان مع ملكات جمال اليابان وسلوفينيا وإسرائيل.
ودافعت غريغ عن نفسها في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلة: " منذ وصولي إلى المسابقة وأنا أتجنب التقاط أي صور مع ملكة جمال إسرائيل التي حاولت مرات عديدة التقاط سيلفي معي، وبينما كنت ألتقط صورة مع ملكتي جمال اليابان وسلوفينيا ظهرت ملكة جمال إسرائيل فجأة والتقطت سيلفي ونشرته على حسابها".
ورغم الغضب قبل تبريرها واحتفظت بلقبها.
كما تعرضت مؤخرا ملكة جمال العراق سارة عيدان لانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب صورة سيلفي مع ملكة جمال إسرائيل أدار غاندلسمان في المسابقة التي تقام في لاس فيغاس.
جُرّدت ملكة جمال تركيا لعام 2017 من لقبها بسبب تغريدة لها شبّهت فيها دماء ضحايا محاولة انقلاب يوليو/ تموز الفاشلة عام 2016 بدماء "دورتها الشهرية"، بحسب منظمي المسابقة.
كانت إيتر ايسن، 18 عاما، قد تبادلت منشورا لها يتحدث عن محاولة الانقلاب، وشبهت فيه دورتها الشهرية بدماء "شهداء" محاولة الانقلاب الذي راح ضحيته نحو 250 قتيلا تقريبا.
وقالت ايسن منذ ذلك الوقت، على حسابها على إنستغرام، إن تعليقها لم يكن يحمل أي مدلول سياسي.
ونشر تعليق ايسن في الفترة التي أحيا فيها الأتراك الذكرى الأولى لمحاولة انقلاب 15 يوليو/ تموز الفاشلة.
وكتبت إيسن على صفحتها: "جاءتني الدورة الشهرية هذا الصباح لأحتفل بيوم شهداء 15 يوليو/ تموز. أنا أحتفل بهذا اليوم من خلال تصوير دماء شهدائنا".
ويشير الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، باستمرار إلى ضحايا مقاومة الانقلاب بـ "شهداء".
وكان القضاء التركي قد أصدرحكما بسجن ملكة جمال تركيا السابقة ميرفي بيوكساراك 14 شهرا مع وقف التنفيذ بتهمة إهانة الرئيس رجب طيب إردوغان.
وأدينت بيوكساراك (28 عاما) بتهمة إهانة موظف عام بالدولة في تعليقات نشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها نفت أنها أهانت إردوغان، لكن محامي بيوكساراك قال إنه سيتقدم باعتراض رسمي على الحكم ويحيل القضية إلى محكمة أعلى.
وكانت بيوكساراك، ملكة جمال تركيا عام 2006، قد اعتقلت لفترة قصيرة، بسبب نشر قصيدة ساخرة على حسابها على "إنستغرام" عام 2014.
في أكتوبر/تشرين أول الماضي تم تجريد ملكة جمال ميانمار شوي إين سي من لقبها لأنها نشرت فيديو غراف عن العنف في ولاية راخين ألقت فيه باللوم على ميليشيا الروهينغا في انتشار العنف.
وإذا كانت قد حصلت على ردود فعل متعاطفة في ميانمار فإن الوضع مختلف في الخارج حيث وصف خبراء الأمم المتحدة الوضع الإنساني في راخين بأنه "كابوس"، فقد قوبل فعلها بالضيق وقررت الشركة التي توجتها، هاللو مدام ميديا، سحب اللقب منها.
وقالت الشركة المنظمة: " "لقد انتهكت قواعد العقد، ولم تتصرف كنموذج يحتذى".
ومن جانبه، قالت شوين إين سي إنها فقدت لقبها لأسباب سياسية.
ولكن عكس كل ما سبق قامت المشاركات في مسابقة ملكة جمال بيرو بإثارة قضية هامة.
فخلال مسابقة ملكة جمال بيرو مؤخرا طرحت المشاركات إحصائيات مثيرة عن العنف ضد المرأة.
وانضم المنظمون للمسابقة للحملة التي أعلنتها المشاركات والتي اجتذبت أيضا العديد من المشاهدين.
وستقوم المشاركات بمسيرة في أواخر الشهر الحالي في العاصمة بيرو لتسليط الضوء على قضية العنف ضد المرأة