الخميس 3/6/1446 هـ الموافق 05/12/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
ماذا بعد عودة الحريرى؟....هاله ابو السعود

بعد غياب دام لاسبوعين خارج البلاد فى جولة بدات من السعودية , فرنسا وصولا الى مصر , عاد رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى الى اراضيه بعدما قد اعلن استقالته التى تسببت فى تفجير المزاعم التى وصلت الى ذروتها باحتجازه فى السعودية . عاد الحريرى الى لبنان فى وقت عيد الاستقلال اللبنانى حينها شعر اللبنانيين حقا بطعم هذا العيد بعد وصوله اليهم ليخرج بخطاب متلفزا جديدا من وطنه ليوضح انه عندما اعلن استقالته طلب منه الرئيس الجمهورية اللبنانى ميشيل عون التريث لبدء المشاورات حول هذه الخطوة . وقد اضاف الحريرى ان استقالته جاءت بسبب مؤامرة لاغتياله , متهما ايران وحزب الله بنشر الفتنه فى العالم العربى . ان عودته مفعمه بالطاقة الايجابية وتعطى بصيص من الامل للشعب اللبنانى الشقيق , يذكر ان منذ فترة قليلة ماضية قد صرح انه سيسحب استقالته اذا انسحب حزب الله من المشاركة فى النزاعات الاقليمية فى المنطقة , فى حين قد كان حسن نصر الله زعيم حزب الهك قد اعلن ان عندما ياتى الحريرى سيرى انهم منفتحين لكل حوار ومناقشة . تريث الحريرى حول استقالته سوف تجلب العديد من المزاعم والتكهنات الجديدة التى ستحل ضيفه على عقولهم . طلب عون بالتريث يمكن ان يكون اعطاء الشق الاخر الفرصة لابداء واعلان ماعندهم فى هذة الفتره ومن المعروف على لبنان الشقيقة انها من اكثر البلدان التى تشهد تعدد طائفى حيث ان الدستور اللبنانى ينص على ان لبنان بلد جمهورى ديمقراطى برلمانى بيد ان البنية الطائفية للنظام السياسى لذلك الوضع الحقيقى غائر عن ذلك حيث ان اتخاذ اى قرار لابد من توافق جميع الفرقاء السياسين الموزعين على اساس طائفى , تشهد لبنان اشكال طائفية سياسية عديدة على اراضيها حيث ان لابد ان يكون رئيس الجمهورية من الطائفة المسيحية ورئيس الوزراء من المسلمين السنه بينما رئيس مجلس النواب من الطائفة الشيعة ولم يقتصر التقسيم الطائفى على الرئاسات الثلاثة فحسب بل يمتد ليشمل جميع المناصب الهامة فى لبنان . لذلك تشهد دائما لبنان خلافات وصراعات سياسية فأى قرار سياسي يصدر لابد من عرضه على هذه الطوائف الثلاثة . شهدت لبنان بالسابق حرب اهلية طاحنه قوية استمرت الى خمسة عشر عاما من 1975 الى 1990 مما ادى وصول القوات الاسرائيلية الى بيروت لتحتل جنوب لبنان حتى عام 2000 .

فبأى شكل من الاشكال والاوضاع السياسية التى تشهدها الان لبنان فالحكومة بالتاكيد باتت اكثر نضجا وعمقا بالوعى السياسي الذى سيجعلهم قادرين على التصدى بالحفاظ على سلامة واستقرار البلد .. وايضا اكثرقدرة لتحدى الازمات الطائفية وبإسلوب اكثر حنكة ودهاء تستطيع التغلب على اى تدخلات فى نظامها وشانها السياسى .. وهذا ايضا ما اضافه الاتحاد الاوروبى الذى اعلن انه يرفض رفضا باتا التدخلات الخارجية فى السياسات الداخلية فى لبنان. لذلك لم تكن لبنان على شفا كارثة حتى ولو بعد ازمة استقالة الحريرى الذى فرضت تكهنات عدة .

2017-11-23