الجمعة 10/10/1445 هـ الموافق 19/04/2024 م الساعه (القدس) (غرينتش)
فاجعة البريج لن تكون الأخيرة طالما بقي الانقسام وادواته/بقلم وسام زغبر

مأساة عائلة البغدادي أصابت قطاع غزة على وجه العموم ومخيم البريج للاجئين الفلسطينيين خصوصا، بالفجع والمأساة والحزن على فراق الطفل فتحي الذي لم يتجاوز الثلاثة أعوام وشقيقته تلا التي أصابت النار كافة جسدها جراء حريق شب في منزلهم ناتج عن شمعة أضاءتها أمهم لتنير لهم غرفة نومهم بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ولم تدر والدة الطفل فتحي أن حريقا سيصيب أطفالها ويودي بحياتهم ويحول حياة العائلة الى جحيم ومأساة؟؟.

فمأساة آل البغدادي لم تكن الاولى ولن تكن الأخيرة طالما بقينا نعيش استهتارا بحياة البشر، نتيجة اشتعال الشمع او انفجار موالدتهم الكهربائية، وربما تختلف طبيعة المأساة ولكن النتيجة واحدة وهي فقدان المواطنين حياتهم.

اليوم رحل فتحي البغدادي ابن مخيم البريج الصامد، وبالأمس فقدت عائلة "سليم" ثمانية من فلذات أكبادها نتيجة أمراض وبائية ناتجة عن مياه صرف صحي ومجمع للنفايات بمكان سكناهم، وبالأمس أيضاً شاب في مخيم الشاطئ لم يتجاوز العشرين يقدم على احراق نفسه وآخر يقتل أبنائه وآخر يقتل والديه وآخر يردم عليه نفق، وجريمة انتحار وقتل هنا وهناك ولم تنته ولن تنتهي تلك الأزمة وتلك الفاجعة التي ليست من صنيعة دبابات وطائرات وقذائف الاحتلال.

كنت في مقال نشرته قبل أيام بعنوان "غزة تحاصر نفسها وكهرباءها تزيد من معاناتها"، وتحدثت فيه ان كمية الكهرباء التي تصل الى قطاع غزة قادرة على الوصول الى منازل المواطنين طوال الـ24 ساعة بفترة انقطاع لا تتجاوز الـ3 ساعات يوميا، لكن سلطة الطاقة في حكومة غزة تواصل فصل التيار الكهربائي عن منازل الغزيين ما بين 8 ساعات و16 ساعة ودون اجابات أو أسباب مقنعة.

البعض يقول ان الانقسام هو أم المصائب والمآسي وان الاحتلال الاسرائيلي هو سبب المصيبة الكبرى، وان غزة هي الضحية، ولكن لماذا لم نسأل انفسنا ما ذنب أطفالنا وحياتنا ندفعها ثمنا للانقسام والانقساميين الذين لا هم لهم سوى تعظيم ثروتهم التي جمعوها على حساب أبناء شعبنا الفلسطيني الذي يذبح كل يوم مائة مرة بدماء اخوة السلاح الذين يتذرعون كل يوم ان الاحتلال هو الذي يتحمل المسؤولية وحده واننا نحن الضحية. ولكن اقولها انهوا انقسامكم وامبراطوريتكم التي تنهش لحم أبناء شعبكم وحقوقه وثوابته وتسرق مقدراته، ألم تشبعوا بعد؟؟.

·        كاتب وصحافي فلسطيني- قطاع غزة

[email protected]

2012-09-26